برقية إلى معالي سعادة السفير
الدكتور وليد عثمان سفير الجمهورية العربية السورية في بوخارست رومانيا
قسم البيانات الرسمية والتوثيق
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/08/27
##################################
مقدمة: معالي سعادة السفير الدكتور وليد عثمان المحترم، سفير الجمهورية العربية السورية في بوخارست رومانيا ..
تتوجه مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية إلى حضرتكم بهذه البرقية الرسمية في هذه الأيام التي تشهد مرور سوريا بمرحلة سياسية داخلية هامة، يتم فيها تشكيل حكومة سورية جديدة ترفع شعار "محاربة الإرهاب وإعادة الإعمار"، إضافة إلى "فتح ملفات الفساد ومكافحته" كواحدة من أهم أولويات هذه الحكومة الجديدة التي ستتشكل بحسب ما اعلنته المصادر الإعلامية
سيقع على عاتق الحكومة الجديدة مسئوليات التمهيد لبدء عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، كما سيقع على عاتقها أيضًا محاربة الفساد الذي استشرى مؤخرًا مستغلاً الظروف التي تشهدها البلاد، مع البناء على أسس أخلاقية لإعادة الاعتبار للقيم عبر المناهج الدراسية والخطاب الديني
وعليه فإن مؤسستنا ومن موقعها ودورها المسؤول داخلياً على مستوى الجالية في رومانيا وخارجياً على مستوى سوريا والعالم، تؤكد وتجدد وقوفها إلى جانب القيادة السورية الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، كما تؤكد الإستمرار بمواظبتها على دعم الإعلام الوطني السوري والوقوف إلى جانب جيشنا العربي السوري وجماهير شعبنا في وجه مختلف أشكال التآمر والعدوان والإرهاب الذي تتعرض له سوريا
إن مؤسستنا التي تعتبر من أولى وسائل الميديا الإعلامية السورية للهواة في الأنترنت، وسيما انها ليست وليدة الأزمة، حيث تم صناعتها وتأسيسها بقرار ذاتي، تحظى بتأيد جماهيري واسع وكبير من قبل مختلف فئات الشعب السوري ..
وذالك بفضل تقربها من المواطن السوري وشفافيتها وإستقلاليتها وسيادة قلمها والجهود الكبيرة الملموسة التي تبذلها بالرغم من تواضع إمكانياتها، كانت دائماً ولا تزال مثالاً يحتذى به في المقاومة والنضال والتمسك بالقيم والمبادئ الوطنية والشجاعة في مواجهة الإرهاب والفساد معاً .. وستظل على ما هي عليه عهداً منها بأن لا تخذل السوريين
يترتب علينا التحلي بأكبر قدر من المسؤولية تجاه الوطن في المراحلة الصعبة
##################################
سعادة السفير المحترم ... إن مؤسستنا التي تربت كوادرها في مدارس القائد الخالد حافظ الأسد، تغذت ونهلت ما فيه الكفاية من الروح العقائدية والثقافة السياسية والأفكار النهضوية
لذالك فهي تعي وتستوعب تماماً كل ما يجري من وراء الكواليس فيما يخص الأزمة السورية داخلياً وخارجياً، كما تعي وتستوعب نقاط القوة والضعف وأسلوب المناورة مع الأعداء وكيفية تقوية نقاط الضعف ورص الصفوف في وجه العدوان، والتعامل مع الفاسدين وتجار الأزمة الذين يستغلون الأوضاع المؤسفة في سوريا للعبث وتسخير مجريات الأمور لصالح منفعتهم الشخصية
لذا فإن مؤسستنا يترتب عليها التحلي بأكبر قدر من المسؤولية تجاه الوطن في المراحلة الصعبة، والتحلي بأكبر قدر من الحكمة والصبر والتفاني تجاه أية قضية تتعلق بالحالة السورية عموماً
ولهذا الأمر، فإن مؤسستنا التي تعتبر من أبرز المؤسسات السورية في رومانيا كشهرة عالمية، قد عملت دائماً على دعم الوطن وأبناء جاليتنا السورية في رومانيا إعلامياً من خلال مختلف أشكال النشاط الإعلامي
وكان آخر تلك النشاطات في فترة الإنتخابات الرئاسية السورية حيث تمكنت المؤسسة من نقل صوت ابناء جاليتنا إلى ملايين الناس .. وهو إنجاز كبير أحيا وجود الجالية وأظهر مكانتها الرفيعة رافعاً من شأنها في وجه الأعداء والمتآمريبن
كما اعلنت المؤسسة رغبتها بالتعاون مع مختلف مؤسسات الجالية الأخرى وطرحت شعار "المواطنة والتشاركية" في سبيل ترقية مفهوم الوطنية وتجسيده فعلياً على الأرض، واضعةً بذالك كافة إمكانياتها وطاقاتها بين أيدي أبناء الجالية كافة
وأعلنت المؤسسة عن إستعدادها للدخول في أية عملية مصالحة وتسوية لأوضاع أي شخص مغرر به من أبناء الجالية، كونها مؤسسة مستقلة، وقد نجحت في تحقيق بعض المصالحات والتسويات وكان لسفارتكم الموقرة لها الشكر الجزيل الدور الأكبر في أنجاحها
المؤسسة لا تزال تتعرض للعدوان وتشويه السمعة،.. السفارة السورية خط أحمر بالنسبة لنا
##################################
إن قدرة مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية على كل هذا الإنتاج الغزير بإمكانيات متواضعة، وما تملكه المؤسسة من رغبة صادقة وفكر نير وشجاعة، وضعها في مرمى نيران الأعداء والحاقدين والحاسدين الذين عملوا جاهدين على خلق شروخ بين المؤسسة والجالية من جهة، والمؤسسة والسفارة من جهة أخرى، وفق غايات مختلفة لكل جهة من هذه الجهات
فقيادات ما تسمى بالمعارضة السورية في رومانيا، ضاقت ذرعاً من مؤسستنا التي بدأت تعلم المعارضين الشباب كيف تكون المعارضة بشكلها الوطني السليم الذي يخدم مصلحة الشعب لا الأجندات المعادية، فاتحةً بذالك أبصارهم على مصلحتهم ومصلحة وطنهم ومن يحاول إستغلالهم وإستعبادهم وتحريضهم ضد وطنهم وضد أشقائهم من ابناء الجالية
فضلاً عن تقرب العديد من المعارضين الشباب من مؤسستنا والتباحث معنا على كيفية مساعدتهم في تسوية أوضاعهم والعودة لأحضان الوطن، وقد ظهر جلياً تراجع التهجمات على ابناء الجالية وإنكفاء الكثيرين منهم عن ممارسة الأعمال الغير لائقة ..
وذالك قناعةً منهم بأفكارنا المعتدلة التي تدعو إلى إحترام وجهة النظر لكل مواطن سوري وحقه في ممارسة النقد البناء، بعيداً عن الطائفية والعمل التخريبي والحقد والكراهية، والوقوف على مسافة واحدة من الوطن
من جانب آخر ... تعرضت المؤسسة لحظر ومقاطعة من قبل العديد من أبناء الجالية "الموالين"، البعض منهم بفعل التحريض ضدنا من قبل بعض الشخصيات الفاسدة "التي تخاف على مناصبها"، والبعض الآخر بسبب محاسبتنا له على التقصير تجاه الوطن والواجب الوطني وممارسة سياسة "الوجه بوجهين" وغيرها من أشكال الفساد
وكما هو معروف لدى سعادتكم ... فإن هناك من قاطع إحدى الفعاليات الوطنية في بوخارست بسبب حضور مؤسستنا ومشاركتها فيها، بل وقام أحدهم بإغلاق صفحته في الفيسبوك كإضراب على ذالك...
الأمر الذي لقي إستنكاراً وتنديداً وإستياءً كبيراً من طرفنا، وأعتبرته المؤسسة إبتزازاً للدولة السورية التي تمثلها السفارة السورية في رومانيا، والخروج عن كافة مفاهيم المواطنة والإنتماء للوطن الذي يمر بظروف صعبة وهو بحاجة لنا جميعاً
وما هو مؤسف ومعيب ومخجل .. أن يقول أحد أبناء الجالية الذي كان صديقاً حميماً لنا: "لا استطيع التواصل معكم، لدي تعليمات بذالك !"
كما أننا تلقينا رسالة شفهية وجه لوجه من احد ابناء الجالية تقول: "لا نتكلم معكم ولا تعود العلاقات بيننا إلا إذا طلب السيد السفير مننا ذالك !"،.. الأمر الذي نرفضه بالطبع، لأننا لا نريد من سعادتكم أن تنزلوا بمستواكم الرفيع إلى أشخاص صغار لا يعرفون للإحترام قيمة، ولا للوجاهة شأناً
وعند قيامنا بالطلب من أحد الموظفين المحترمين في السفارة التدخل لحل المشكلة بيننا وبين "هذه المجموعة"، قال: "والله لقد طالبتهم بالتوقف عن ذالك.. وقلت لهم بأننا جميعاً إخوة وأبناء سوريا، إلا انهم لم يردوا علي"
اليس معيباً هذا الأمر؟ الا يجب ان تعالى عن خلافاتنا وأن نتصافى ونتوحد وأن يكون الوطن هو أولويتنا ؟
سعادة السفير المحترم ... إن المؤسسة تقدر وتستوعب كل ما يجري، ولأن السفارة السورية في بوخارست هي خط أحمر بالنسبة لنا .. فإننا نريدها ان تظل مرفوعة الرأس عالياً شامخة وان لا تحني رأسها لأي متطفل أو فاسد لأجلنا
لذالك، فإننا سنصبر على كل ما نتعرض له من ظلم ومقاطعة وتهميش وأستقصاء لأجل المصلحة الوطنية، وها نحن اليوم نقول هذا الكلام هنا علناً ليرى الجميع بأن التاريخ لن ينسى في المستقبل ما فعله البعض بوطنهم وبإخوتهم من أبناء الوطن في ذروة الأزمة التي مرت بها سوريا
وفي نهاية هذا القسم من برقيتنا ... نقول لكافة المعنيين بموضوع هذا الخلاف، إن كان لديكم الحق في مقاطعتنا أو التحريض ضدنا تفضلوا لنعقد إجتماعاً في السفارة نجلس فيه على طاولة مستديرة لنطرح فيه المشكلة ونتباحث بها، ومن له أي حق علينا فاليتفضل ويطرحه أمامنا على مسمع الجميع ..
وإن كنا بالفعل مخطئين في أي أمر نحن جاهزون للإعتذار وتصليح المشكلة إن وجدت، نتمتع بقدر كبير من المسؤولية تجاه انفسنا ولدينا القدرة على مواجهة أي خلاف بالحوار والتفاهم .. إن كنتم تدعون انكم محقون
بعض الكلمات الخاصة لسعادتكم ...
##################################
سيدي السفير ... المسافة بيننا كبيرة بحكم ضيق الوقت والمشاغل والأزمة التي تمر بها سوريا، إلا أنها قريبة بقدر ما هي تبدو بعيدة ... فأنت الإنسان الذي دائماً تساعدنا وتقف بجانبنا وتستمع إلى همومنا ومشاكلنا وتستقبلنا بصدر رحب وتصافحنا بيديك الطاهرتين الدافئتين وبإبتسامتك التي تدخل البهجة إلى قلوبنا
انت تعلم جيداً سيدي السفير أن فريق مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية هم أبنائك البررة، والخلص من جنودك ومحبينك الأوفياء لوطنهم وشعبهم وجيشهم وقيادتهم، بالرغم من طيشهم وعنفوانهم الزائد وثرثرتهم الزائدة ومعصيتهم للكلمة أحياناً ...
إلا انهم وكما تعلم لو طلبتهم فإن أرواحهم ترخص، وذالك لأن قلبهم كبير وعيونهم تشخص بمرآى العظماء أمثالكم وأمثال السيد الرئيس حفظكما الله، وكلهم أمل وتفائل بأن الغمامة ستزول يوماً
نحن يتامى وفقراء ولا نخجل بذالك، إلا اننا اغنياء بالشرف والكرامة ... ليس لدينا ما نخسره في هذه الدنيا لذالك تجدنا نملك الشجاعة التي يصفها البعض "بالتهور"، إلا أننا حريصون على ان لا نخسر الوطن وأن لا نخسر إنسانيتنا وليس أولاً وأخيراً ثقتكم بنا ..
وما نريده ونتمناه ليس سوى أن يعود الأمن والأستقرار إلى ربوع الوطن، وأن تزول الخلافات والأحقاد بين أبناء هذه الجالية
نعلم جيداً انك تحب الأناس الشجعان .. الأناس الذين يعملون ويحبون العمل والعطاء والإنجاز والبناء والتطوير والعرق يزين جبينهم، ...
لذالك فإننا نطلب منك أن تظل دائماً بجانبنا وأن تدعمنا وتساعدنا لنكون أناساً فعالين في المجتمع، قادرين على أنتاج سورية جديدة مبنية على الثقة بين أبنائها يسودها روح التشاركية والمواطنة والمساواة .. ونحن أبداً لن نخذلكم ولن نخذل شعبنا
ولكم جزيل الشكر والتقدير .. حفظكم الله سيدي السفير وإعذرونا على الإطالة ببرقيتنا
قسم البيانات الرسمية والتوثيق
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/08/27