إلى السيد السفير الدكتور وليد عثمان المحترم، سفير الجمهورية العربية السورية في بوخارست رومانيا
بيان صادر عن قسم البيانات الرسمية والتوثيق في الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2017\11\21
سعادة السفير الدكتور وليد عثمان المحترم، سفير الجمهورية العربية السورية في بوخارست رومانيا، أسعد الله أوقاتكم بكل خير، تحية طيبة وبعد ...
في ظل التطورات والإنتصارات الهامة التي حصلت مؤخراً في البادية السورية بهمة بواسل جيشنا العربي السوري وحلفائه، وصمود أبناء شعبنا أمام مختلف أشكال التآمر والإرهاب المدعوم خارجياً، نتوجه أليكم وإلى أبناء جاليتنا السورية في رومانيا بأحر وأصدق التهاني القلبية، راجين من المولى عزّ وجل أن تزول هذه الأزمة عن حياتنا وأن يعود الأمن والإستقرار إلى وطننا الحبيب سوريا. الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الأبرار والمجد والبقاء لسوريا.
سيدي السفير المحترم، إسمحوا لنا أولاً وقبل كل شيء أن نتقدم إليكم بالشكر الجزيل على كل معونة ومساعدة ومشورة وكلمة طيبة وموقف وطني أقدمتم عليه لأجلنا، ونحن على يقين بأننا مهما تقدمنا إليكم بالشكر الجزيل والعرفان لن نقدر أن نوفيكم ولو جزءً بسيطاً من حقكم علينا، سيما وأننا كنا دائماً المشاغبين الصغار في هذه الجالية، الذين وبالرغم من كل شيء لم يقوموا يوماً بنكران تسامحكم ومحبتكم وعطفكم عليهم.
-----------------------------------------------------------
قبل أن ندخل في صلب الموضوع نود أن نبين لسعادتكم وضعنا الحالي، عسى وأن تتوضح الصورة لديكم وتقدروا وتتفهموا ما نشعر ونمر به
سيدي السفير المحترم، نحن اناس يتامى مقطوعين من شجرة والأسوء انه لم يعد يوجد لدينا أقارب في سوريا كما اننا لا نتواصل معهم كما هو معلوم لديكم، بل والأسوء من كل ذالك أننا هنا في الغربة لم يعد يوجد لدينا أصدقاء سوريين لأسباب حضرتكم تعرفونها جيداً ولا نود الدخول بتفاصيلها، فمنذ عام 2015 وحتى الوقت الراهن ونحن نعيش في عزلة مريبة ومخيفة، حتى أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة للأسف الشديد بأننا بدأنا نفقد من لغتنا العربية وأخذت الأخطاء الإملائية تفضح هذا الأمر ... لم يعد يربطنا شيء بالوطن سوى الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وما نشاهده على التلفاز فقط،، علماً بأننا نعيش وسط جالية سورية غنية بالمواهب والمقدرات، ونحن بطبيعة الحال نرفض الإنفصال عن الوطن ونسيانه.
مرت قرابة ثلاثة أعوام ونحن في رومانيا نعيش وحدنا دون أن نتواصل مع أحد من أبناء جاليتنا ودون أن يتواصل أحد معنا، أتت الأعياد والمناسبات الوطنية ونحن غائبون حيث كان من المفترض أن نكون أول الحاضرين، عشنا هذه السنوات الثلاثة تماماً وكأننا في سجن أو معتقل، لا نعلم لماذا ومن كان السبب وراء كل ذالك .. علماً بأننا في السابق كنا قريبين من كل ابناء جاليتنا دون إستثناء وكنا نحظى بالمحبة والإحترام والمعاملة الطيبة والمواطنة والتشاركية، ولم تكن هناك مناسبة ألا وفيها من يتصل بنا ويسألنا عن صحتنا وأخبارنا ويدعونا للمشاركة والحضور، إلا انه فجأة أختفى كل شيء وكأنه حلم!
هذا الأمر خلق لدينا إضطرابات نفسية حادة وإنفعالات سلبية خطيرة أثرت بشكل واضح على طريقة تفكيرنا وعملنا وممارسة نشاطنا الوطني الذي كان في السابق يضرب به المثل والقدوة، .. وبالرغم من ذالك، لم ننسى الوطن يوماً ولم نتعامل مع القضية الوطنية بمبالاة ولم نقصر بواجبنا، إلا أننا أصبحنا مزعجين بفعل حالتنا النفسية المضطربة، نزعج الآخرين ونزعج أنفسنا معهم.
-----------------------------------------------------------
سعادة السفير المحترم، لقد تفهمنا الكثير من الأمور التي نعرفها جميعاً ولا نود الدخول في تفاصيلها، وتفهمنا وضع البلد وما يمر به من أزمة قلبت كافة الموازين الإجتماعية بين الناس، ولكن وبعد كل هذه المدة والمعاناة والصبر الذي تجرعناه اتى الوقت لنعود كما كنا وأن نأخذ مكاننا الصحيح في هذه الجالية كمؤسسة إعلامية وطنية ذات مكانة وإعتبار نظراً لتاريخنا المشرف الذي يشهد لنا وقوفنا إلى جانب الوطن الذي نفتخر به وكوننا مؤسسة ليست وليدة أزمة، أو أن نعود إن شئتم كمواطنين سوريين عادين مثلهم مثل اي مواطن سوري آخر في هذه الجالية، ... صدقاً سعادة السفير، إن هذه العزلة حطمت نفسيتنا وأضعفت عزيمتنا وجعلتنا نتأثر كثيراً بشكل سلبي.
إن حقيقة ما نريده بالضبط هو أمر بسيط جداً، غير مكلف وغير متعب، وهو القليل من "الإهتمام والمواطنة والتشاركية فقط لا غير" .. لا نريد أموالاً ولا نريد مناصباً في مؤسسات هذه الجالية ومن هنا نطمأن الجميع، حتى أننا لا نريد أن نجبر أحداً من السوريين في جاليتنا على أن يتكلم معنا أو أن يزورنا ونزوره إذا كان لا يرغب بذالك، ... ولكن سامح الله من كان السبب في كل هذا ومن إرتضى لنفسه بأن يتسبب بالأذى لأناس فقراء لا ذنب لهم في شيء سوى أنهم يحبون وطنهم بصدق ويملكون النشاط والمقدرة والطاقة على العطاء والإبداع فوق الحد الطبيعي، فقام بالتفرقة بين السوريين أبناء الوطن الواحد في غربة هم بأمس الحاجة أحدهم للآخر.
لماذا عندما تقام أية مناسبة وطنية سواء كانت مسيرة أو إجتماع أو فعالية لا ندعى إليها؟ ولماذا عندما نراسل أي مواطن سوري أو رئيس مؤسسة سورية في جاليتنا لا نتلقى رداً؟ ولماذا لا يتصل أحد بنا في الأعياد ليسلم علينا ويعايدنا؟ .. هذه أسألة طبيعية تطرح نفسها ولا تجد أجوبة واضحة
لما لا نجد شخصية ما مؤثرة في هذه الجالية تدعوا لعقد إجتماعاً وطنياً بحضورنا لمعالجة هذه المعضلة؟ ما هو الجرم الذي أرتكبناه والذي نستحق عليه هذه المعاملة الإقصائية؟ .. وما هو المطلوب منا تحديداً لنرضي من يجب ويفترض أن يرضى عنا؟ نحن جاهزون لأي حوار من شأنه إنهاء هذه المعضلة التي لم تجد طريقها إلى الحل حتى الآن، وحاضرون لإصلاح أي خطأ بدر منا بالشكل المناسب الذي يرضي الأطراف المتضررة.
لقد شاركنا في آخر فعالية وطنية بالصدفة، ما كنا لنعلم أنه يوجد هناك فعالية وطنية ستقام في سفارتنا لو ما رأينا إحدى الإعلانات في الأنترنت على صفحة أحد السوريين من جالية أخرى، فقررنا ان نأتي لأننا كنا مشتاقين .. لم نرى الإعلان على الصفحات الرسمية التابعة لمؤسسات جاليتنا لأننا لا نقدر بالأساس الدخول إليها لأننا محجوبون من المشاركة والتعليق فيها، فضلاً عن أنه لا يوجد من يخبرنا ويعلمنا ويدعونا
تماماً كما حصل مع مبنى الرابطة الذي تم إستعادته ولم ندعى للإفتتاحه والمشاركة في فعالياته، حتى أن مبنى الرابطة نفسه لم نعلم بأنه قد تمت إستعادته عام 2016 إلا بعد مرور عام كامل، وذالك قد حصل بفضل فيديو رأيناه بالصدفة في اليوتوب الأمر الذي أزعجنا كثيراً وضايقنا، فهل يعقل هذا يا سعادة السفير؟
-----------------------------------------------------------
نحن يا سعادة السفير نملك مقدرات كبيرة جداً وهائلة عداك عن قوة منبرنا الإعلامي، والكثيرون من السوريين في رومانيا لا يعرفون بشكل دقيق ما نملكه من مقدرات، لقد تطورنا كثيراً عن السابق من ناحية المعدات الصوتية والمرئية والفوتوغرافية، ونحن نريد أن نسخر هذه الطاقات والمقدرات لخدمة وطننا وابناء جاليتنا من دون مقابل ..
نريد أن نكون قريبين من سوريا وإن كنا بعيدين عنها وأن نساهم بما نقدر عليه، أن نشعر بأننا حقاً سوريون وبأننا ننتمي لهذا الوطن العزيز والمفدى، وهذا أمر لا يصعب على سفارتنا التي تستطيع أن تعيد البسمة والسعادة إلى وجوهنا ونفوسنا المتعبة.
ولكي لا نطيل على سعادتكم ونختم بياننا هذا، نود أن نذكركم مجدداً سعادة السفير بأنفسنا وأن نقدم إعتذارنا مجددا عن أي شيء سيء صدر منا بقصد أو غير قصد، وكلنا رجاء بان تكونوا قد إستوعبتم الدوافع التي دفعتنا أحياناً للإنفعال وان تضعوا انفسكم بمكاننا، صدقاً إن كل كلمة قاسية خرجت من فمنا ليست سوى تمرد على قلبنا الطيب، وها نحن نطرق باب الوطن مرة أخرى غير يائسين وكلنا أمل بأن يفتح هذا الباب لنا في يوم من الأيام وأن نجد من يستقبلنا بحرارة ودفئ.
ننتظر دراستكم للموضوع ودعوتنا للحضور إلى مبنى السفارة أو مقر الرابطة أو كيف ما تجدون الوضع مناسباً للتباحث في الموضوع، و وضع آلية واضحة لحل كل المشاكل المتعلقة بنا وفتح صفحة جديدة، وما يترتب علينا فعله.
وشكرا لكم ولكرمكم في قرائة البيان، دمتم لنا وتحيا سوريا
بكل الصدق ... مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية المستقلة
قسم البيانات الرسمية والتوثيق في الموقع الرسمي 2017\11\21