رؤية الدكتورة حنان للغارة العدوانية الإسرائيلية على مركز البحوث في جمرايا
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
=======================================
الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار , بدايةً أتسائل عن بعض ما رأيته من آراء البعض ... هل كل هذا الخراب الذي حل بمدينة حلب ومدينة حمص و ريف دمشق لم يغضبكم بقدر ما أغضبتكم هذه الغارة على منشأة عسكرية ؟؟ .. أتمنى ان يتحلى البعض منكم بالحكمة ليفهم طبيعة هذه الغارة والغاية منها ولماذا في هذا التوقيت بالذات
أعتقد أن هذه الغارة هي بالأساس غارة على مظلة الحوار الوطني والمبادرة السياسية لحل الأزمة السورية التي طرحها الرئيس بشار الأسد وليس على المنشأة بحد ذاتها ... فالغارة الغادرة ليست سوى رسالة إلى المسلحين مفادها هو " أننا حاضرون على الأرض لمؤازرتكم " وبالتالي فهي عملية عدوانية ذات اهداف سياسية بحت
أنا لا اعتبرها عملية إستفزاز أو إستجرار إلى حرب بقدر ما اعتبرها عملية رفع معنويات للعصابات الإرهابية المسلحة ، فإسرائيل تعلم جيدا انها لا تستطيع خوض حرب مع سورية في هذا الوقت بالذات ... الأمر الآخر الذي يجب ان يؤخذ في الحسبان هو موضوع التكتم الإسرائيلي عن هذه الغارة إذا كانت بالفعل إنجازاً يحسب لهم فلماذا تكتموا عليها إعلامياً وأقصد إعلامهم الرسمي
الا تلاحظون توقيت الغارة مع الإنتخابات الإسرائيلية ؟ كما انه لو لم تهزمهم المقاومة في غزة لكانت هذه الغارة على غزة اليوم وليس على سورية ... والأمر الآخر والذي أعتبره الأهم هو أن هذه الغارة أمريكية في الصميم
فإسرائيل لا تفعل شيء دون إستشارة الإدارة الأمريكية وقد اعطيت الضوء الأخضر لفعل ذالك ، ومهنا نعود لبداية الحديث بأنها غارة تهدف لرفع معنويات الإرهابيين ومحاولة نسف الحل السيارسي تحت المظلة الوطنية لأنهم يعلمون أن ذالك سيطيح بمؤامرة حلف التآمر على سورية
أما موضوع أين الدفاعات الجوية السورية فعلينا أن نأخذ بالحسبان معطيات إستراتيجية وعسكرية مستمدة من الواقع لا أن نتهم الجيش العربي السوري بالضعف أو التخاذل .. ولعل خير من يجيبنا على هذه السؤال هم من يدعون ويسمون أنفسهم بأحرار أهل السنة و مقيمي لواء الإسلام .. والذين لم يتركوا قاعدة دفاع جوي سورية إلا وهاجموها تنفيذاً للأوامر الغربية التي ينفذونها مقابل المال
للتذكير فقط ... عندما كانت معنوياتنا منهارة وفي الحضيض بسبب هروب الطيار الخائن بطائرة الميغ إلى الأردن ، قام وقتها دفاعنا الجوي في اليوم التالي برفع معنوياتنا للسماء من خلال إسقاط طائرتين تركيتين ... واليوم يأتي البعض منا ليتشكر الدفاع الجوي السوري ويرد جميله من خلال التقليل من شأنه وجدارته في الدفاع عن الوطن ويطالبون بالرد .. وهذا امر معيب
فلو فكرنا قليلاً وتسائلنا .. تفجير القزاز الإرهابي الذي راح ضحيته مئات السوريين يعادل عشر غارات إسرائيلية ، وسرقة قطع المعامل في حلب وإرسالها إلى تركيا تعادل كما لو قام الطيران الإسرائيلي بقصف كل معامل حلب .... فهل عرف البعض منا الآن أين يجب ان يكون الرد ومع من ؟!!
فالتسلل عبر الحدود وضرب قاعدة أو منشأة حيوية أو عسكرية أو علمية بالقرب من الحدود ليس بطولة ... وعلينا أن ندرك بأن الرد على هذه الغارة يكون في إبقاء المعنويات عالية والإستمرار في مشروعنا الوطني الكبير من جهة والقضاء على الإرهاب من جهة أخرى ..
البنت السورية د.حنان نورا الحايك
2013/01/31