الصراع مع حركة الأخوان المسلمين في سورية وأحداث الثمانينات
==================
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
بقلم الدكتورة حنان نورا الحايك 2011/12/02
مقدمة : اسعد الله أوقاتكم إخوتي وأخواتي ..
خلق الله الأنسان من أفضل ما يكون و ميزه عن باقي المخلوقات بأهم ميزة و هي العقل ليفكر به و يميز ما بين الخير والشر ولا شك بأن وجود الجنة والنار هو خير دليل على وجود الخير و الشر ، وانزل سباحنه وتعالى عليه الأديان السماوية نعمةً ليسجد له سبحانه و ليكون مؤمناً يتحلى بالفضيلة و يترقى ويهتدي للخير
والدين قيل عنه الكثير فهناك من رأى فيه الخلاص والتوبة والسجود والهدى ومنهم من رآه أفيون للشعوب إذا ما تم استغلاله لتحقيق أهداف سياسية تحت سقف الدين وبالتالي تحويله إلى أرهاب منظم مستغلين تقبل الناس لهذا الدين وبالتالي أدراجهم للقيام بالأرهاب.
حركة الأخوان المسلمين كما عرف عنها في بداية تأسيسها من قبل الشيخ حسن البنا في مصر قاومت الأحتلال الأنكليزي في البلاد آنذاك ولكن سرعان ما اخذت طرق أخرى غير التي بدأت عليه وأصبحت من أكثر المنظمات خدمةً وإنصياعاً للأجندات الأجنبية المعادية .. ما عرف لاحقاً بالإسلام السياسي
وفي سورية تشكلت على شكل تنظيم مسلح عرف بأسم (الطليعة الأسلامية المقاتلة) ومن أشهر قادتها الشيخ مروان حديد والسيد وعقلة وغيرهم من الذين قادوا هذا التنظيم المسلح في حماة و حلب ودمشق و غيرها من المدن السورية ضد دولة البعث
أحداث الأخوان المسلمون في سورية فترة الثمانينات
===================================
في آذار 1978 تقاعد رئيس المخابرات السورية آنذاك ناجي جميل و حل مكانه اللواء محمد الخولي و كان وراء سقوط جميل تدهور الوضع الأمني الذي عجز عن معالجته ,في حين أعتقل مروان حديد مسؤل جبهة حماة للأخوان المسلمين و اضرب عن الطعام في السجن و أرسل له الرئيس الأسد شقيقة كنعان لأقناعه بعدم فعل ذالك ولكنه مات في مشفى حرستا العسكري في شهر حزيران من عام 1976 فأصبح على الفور مصدر ألهام لأتباعه و أقسموا على الثائر له و بعدها بثلاثة اعوام وقعت مجزرة مدرسة المدفعية بحلب.
و في عام 1980 بدأت المعارضة الأسلامية المتطرفة في سوريا تتفاعل فمن مخابئهم الآمنة في اعماق الأحياء القديمة المكتظة بالسكان في حلب و حماة حيث لا تستطيع السيارات الدخول كان الأرهابيون يخرجون ليقتلوا و يلقوا القنابل و يحرقوا المباني و قاموا بأغلاق الدكاكين و أثاروا مظاهرات معادية للحكومة محاولين السيطرة على الشوارع ،و عندما كانوا يحاصرون كانو ينسفون نفسهم بأحزمة ناسفة. كما كانوا يرسلون قناصين لقتل اعضاء حزب البعث في فراشهم مثل الشهيد عبد العزيز العدي عضو قيادة فرع حماة الذي قتل امام زوجته و اطفاله و رميت جثته في الشارع
وهناك شهداء بعثيين لهم قصص مماثلة مثل علي بدوي عضو المجلس التنفيذي لمحافظى حلب الذي طوق منزله عام 1980 من قبل مسلحين ارهابيين بعد ان قتلوا شقيقه أما شقيقه الآخر اصيب برصاصة في معدته و انقذه جراح بريطاني فيما بعد بعد ان زرع له كلية تبرعت بها شقيقته التي كانت في السادسة عشر من عمرها ,علماً بأن الأرهابيين في حلب بين عامي 1979 و 1980 قد قتلوا قرابة 300 شخص !
ولم يمضي عام 1980 على خير .. ولم يكتفي الأخوان المسلمون بقتل البعثين و العلوين و غيرهم بل قاموا ايضاً بقتل و أغتيال أعداداً مهمة من رجال الدين الأسلامي كان من أبرزهم الشيخ الشهيد محمد الشامي الذي ذبحوه داخل مسجده ,مسجد السليمانية في الثاني من شباط عام 1980 لأنه استنكر التفجيرات الأرهابية آنذاك ، والشيخ يوسف صارم امام جامع الرمل الشمالي وكان من كبار علامة الدين في سورية وأبرزهم ذبحوه وهو يؤدي صلاة الفجر في مسجده ,و كان هذا العام عنيفاً جداً ففي مطلع العام نفسه أعتقلت قوات الأمن من أمام مسجد حلب الكبير الشيخ زين الدين خيرالله مما أدى إلى مظاهرات و اغتيالات و مقاطعة لأحتفالات عيد الأضحى المبارك بناء على اوامر من الأخوان المسلمين
و كان المدعو حسني عابو زوج ابنة الشيخ خير الله القائد العسكري للتنظيم السري في حلب حيث اعتقلته قوات الأمن و أعدم في نفس العام. و خلفة في قيادة الطلائع الأسلامية المقاتلة مهندس شاب من القنيطرة أسمه عدنان عقلة الذي كان له الدور البارز فيما بعد في التخطيط لمجزرة مدرسة المدفعية بحلب ,و من الجدير بالذكر انه ما بين عام 1980 و 1982 بلغ عدد الأخوان الذين قتلو برصاص المخابرات السورية و قوى الأمن 2000 شخص غير الآلاف منهم الذين أعتقلوا و زج بهم في سجون أفرع المخابرات السورية وكانوا من أخطر الأرهابيين على الأطلاق لم يشهد العالم مثلهم حتى اليوم !
وحدثت هذه الأعتقالات بعد الفشل في الأنقلاب الذين دبروه عام 1980 على دولة البعث في سوريا التي كان يقودها القائد الخالد حافظ الأسد و امتداد مسيراتهم في كافة المدن السورية و ارغام اصحاب الدكاكين على اغلاقها (الأضرابات) و توزيع منشورات معادية للبعث في سوق الحميدية بدمشق و حث البياعين والتجار التضامن مع زملائهم في المدن الشمالية غير أن الرئيس الأسد آنذاك شعر بالخطر انه بدأ يمتد فوجد حليفاً قويا و هو بدر الدين الشلاح رئيس أتحاد الغرف التجارية و صاحب نفوذ كبير حيث حث التجار على ابقاء الدكاكين مفتوحة في دمشق.
و في وقتها اضطر الرئيس حافظ الأسد أتخاذ التدابير القاسية بحق الأرهابين و اللجوء لأقسى الأساليب ولا سيما بعد القبض على عميل داخل قوى المخابرات الجوية السورية التي كان يقودها محمد الخولي آنذاك وقد حدث أضطراب كبير في القمة أثر تسلل أحد الأخوان إلى مخابرات القوة وقد أعترف ذالك العميل قبل القبض عليه واعدامه بأنه سرب للأخوان المسلمين أرقام السيارات لمعظم كبار ضباط مخابرات الدولة ليتم أغتيالهم.
وازداد العنف في عام 1980 ايضاً عند تولي شقيق الرئيس الأسد الأصغر الدكتور رفعت الأسد الدعوة لشن الحرب الشاملة ضد الأرهابيين حين بدأت الحكومة تفقد زمام الأمور فتشكلت قوات سرايا الدفاع " التجمع القومي الموحد " التي كان يقودها رفعت الأسد و مؤلفة من شباب و بنات عسكريين ,حيث توعد الأخوان في سوريا و صرح بأنه سيخوض مائة معركة و يدمر مليون معقل و يضحي بمليون شهيد !
ولا شك من أن تلك السياسة التي أتبعها رفعت الأسد قد أنقذت الدولة غير أنها غيرت شخصيتها وطابعها كذالك ,في حين صممت السلطات و أجهزة الأمن والأستخبارات السورية على أن تضاهي وحشية أعدائها مستخدمة أكبر وحدات و فرق عسكرية لمحاربة عصابات المدن السلفية التكفيرية حيث انتشرت في المدن ميليشيات من المواطنين الذين قاموا بتوزيع السلاح على كافة المنظمات الشعبية التابعة لحزب البعث ,و كان من المفروض أن يقوم المواطنين بالأختيار ما بين الوقوف إلى جانب الدولة أو التيارات الأرهابية فختار أغلبهم الوقوف لجانب الدولة
وذالك بسبب الغضب و السخط الذي أصابهم من الفوضى والموت المفاجيء و القنابل في المدارس والأغتيالات وغيرها من الأعمال الأرهابية والتخريبية . وفي 9 آذار 1980 أرسلت قوة عسكرية بواسطة المروحيات إلى منطقة جسر الشغور و هي منطقة ما بين الاذقية و حلب بسبب مهاجمة متمردين مكاتب لحزب البعث في المنطقة المذكورة مما أدى لوقوع 200 قتيل وأعتقال العشرات منهم
وبعد ايام قليلة أرسلت الفرقة المدرعة الثالثة بأكملها ما يعادل 10000 مقاتل و 250 عربة قتالية شمالاً إلى حلب منضمة اليها قوات من سرايا الدفاع لبدئ حملة مداهمات و تفتيش للمنازل كانت مسبوقة عادةً بنيران الدبابات مما اسفر عن أعتقال مئات المشتبهين بهم ,و وقف على برج الدبابة قائد الفرقة الثالثة اللواء شفيق فياض آنذاك و اخبر أهالي المدينة بأنه مستعد للتضحية بـ 1000 رجل ليطهر المدينة من جرذان الأخوان المسلمين الأرهابيين حيث بقيت الفرقة الثالثة وقتها في حلب عاماً كاملاً
وكان التدخل ناجحا بسبب تعاون أهل حلب مع السلطات و تسليمهم مواقع المتمردين تلى هذا الأمر خطاباً للرئيس حافظ الأسد في إحدى المناسبات الوطنية قال فيه : نعم أني أومن بالله و برسالة الأسلام ..لقد كنت ولا ازال و سأبقى مسلماً ,تماماً مثلما ستبقى سوريا قلعةً شماء ترفع راية الأسلام عالياً ..ولكن أعداء الأسلام المتاجرين بالدين سوف يكنسون بعيداً.
وفي 26 حزيران 1980 حاول الأخوان أغتيال الرئيس الراحل حافظ الأسد بمحاولة فاشلة حينما كان ينتظر زائراً أفريقياً على بوابة قصر الضيافة حين رموا عليه قنبلتين يدويتين كان قد رفس الأولى بقدمه بعيداً و الثانية ألقى أحد الحرس الشخصي نفسه عليها فقتل على الفور و تتالى هاذا رشقات من الرصاص كان حينها قد رمى نفسه الحارس الشخصي خالد الحسين على الرئيس الأسد و جعل جسمه درعاً واقيا له.
وفي اليوم التالي أعلن البعثيون غضبهم واستنكارهم لما حدث فأوقظت وحدتان من سرايا الدفاع وامرتا بالحضور للميدان بالعتاد العسكري الكامل و قيل لهم أن مهمتهم هي الدخول للمناطق السورية المشتبه بها كأوكار لعصابات الأخوان وتصفيتهم مهما كلف الثمن ومن ثم نقلوا بشاحنات عسكرية إلى مطار المزة العسكري في دمشق و نقلتهم 10 طائرات مروحية إلى هذه الأماكن
وفي نفس الوقت حاول المساجين من الأخوان المسلمين التمرد والفرار من سجن تدمر الصحراوي وتنظيم خطة فرار بعد الأستيلاء على بعض الأسلحة وقتل الحرس فقامت قوات الأمن حينها بقتل 500 سجين من الأخوان المسلمين في معركة ضارية وقد كانت تسمع داخل السجن أصوات الأسلحة الأوتوماتيكية المخيفة
تصاعد الأمر في 8 حزيران عام 1980 ليصدر قانون ينص على ان الأنتماء لحركة الأخوان المسلمين يعتبر جريمة ويحكم عليها بالأعدام تاركين مهلة شهر واحد ليسلموا انفسهم. وفي شهر آب من نفس العام أطلق الأخوان النار على تجمع لعشرات من الذكور تجاوزوا الرابعة عشر من العمر في حلب مما أدى لقتلهم ,و انتشرت حملة لأسكات الأخوان خارج الحدود فأغارت قوات كوماندوس سورية على معسكر للأخوان المسلمين في الأردن كما قتل صاحب الصحيفة المعادية "مجلة الحوادث" اللبناني سليم اللوزي و رياض طه نقيب الصحفيين في بيروت !
وكان أكبر نجاح للأخوان المسلمين هو نقل الأرهاب إلى دمشق مفجرين سيارة مفخخة في مكتب رئيس الوزراء في آب من عام 1981 وأخرى خارج مقر قيادة القوى الجوية في ايلول من نفس العام و الثالثة خارج مقر الخبراء الروس في تشرين الأول أيضاً من نفس العام ,و في 29 تشرين الأول كان لهم عملية الأزبكية الأرهابية الشهيرة بدمشق و التي تقع بجانب تجمع لأدارات المخابرات مما ادى لقتل و جرح العديد من المارة من المدنين السوريين الأبرياء ,و تحولت المدينة لمعسكر ممتلئ بالجنود و وضعت الحواجز في كل مكان و فرض التفتيش الجسدي
ويتوقف الأرهابيون بل أحرقوا مخازن الأغذية الحكومية مما أدى لأضراب في صفوف المواطنين و لم يكن سهل أعادة ملئ مخازن المؤن و لم يكن أحد يجرؤ للخروج من المنزل بعد حلول الظلام وبقي البعثيون مقيدين لم يسمح لهم بالتجول وحدهم دون حراسة ,و بمجرد قتل أنور السادات في مصر من قبل الأخوان ضهرت في دمشق منشورات تهدد بمصير مماثل وكان الأسد قد حصل على أول سيارة كاديلاك مصفحة عام 1976 أما في 1981 اصبح واحد من أفضل الرجال في العالم حمايةً ! غير ان عائلته بذلت كل ما بوسعها لتعيش حياة عادية.
وضلت العلاقة بين مدينة حماة السورية والسلطة في سوريا ملتهبة فترة طويلة ,وفي ليلة الثاني من شباط عام 1982 كانت دورية من الجيش السوري تقوم بتفقد المدينة القديمة فوقعت في كمين قتل فيه 20 جندي سوري بعد ان اعثر الجيش السوري على وكر "عمر جواد" المعروف بأبو بكر قائد الجماعات الأسلامية المتطرفة بعد ألتقاط المخابرات السورية إشارات راديو من منزله وتطويقها للمكان ,فقام ابو بكر بأعلان (ثورة حماة) وأشتعلت المدينة ليلاً وأخذت تطلق ندات الجهاد من مكبرات الصوت في المساجد ضد البعثيين
وعلى اثرها خرج مئات المسلحين الأسلاميين من بيوتهم يقتلون و ينهبون و يهاجمون بيوت المسؤلين من قادة حزب البعث واقتحموا مراكز الشرطة و نهبوا السلاح محاولين السيطرة على المدينة اغتيل حينا فتاتين من البنات المظليات و قتلا على فراشهما. كما حاصرو مركز المحافظ وطلبوا منه الخروج رافعاً يداه ولكنه استطاع مقاومتهم بالسلاح المكدس لديه مع اربعة من حراسه لمدة خمس ساعات إلى ان وصلت قوات الأمن لأنقاذه
وبحلول الصباح أعلن الأرهابين عن تحرير مدينة حماة بعد ان ذبحوا 70 رجلاً من كبار مسؤلي الدولة السورية مع اسرهم ,في حين اجتمع المحافظ ومعه ضباط من الجيش والمخابرات ومن استطاع النجاة للبحث عن خطة.
وفي دمشق لم تكن الأمور أفضل فقد كانت الدولة مهددة وأدرك البعثيون ان معركة حماة مصيرية ولا بد لأحد الأطراف أن يغلب الآخر لأنها معركة تحدد مصير البلد ,وكان كل بعثي أو مظلي يرسل إلى حماة يدرك انه يجب عليه هذه المرة القضاء عليهم نهائياً وأنتزاع القوة من يد الأرهابيين الأسلاميين التكفيريين
وأستمرت معركة حماة ثلاثة اسابيع كان الأول منها صعباً والحكومة السورية تحاول استعادة السيطرة على المدينة والأسبوعين الباقيين في اصطياد المتمردين وارسلت قوات محمولة بالطائرات المروحية لتطويق المدينة بلغ عددهم 12000 مقاتل ومقاتلة وحين بدأت الأمور تسير لصالح الحكومة ، فبدأ الأرهابيون ينسحبون للأحياء القديمة من المدينة بعد قصف مدفعي عنيف للمدينة و مداهمة لرجال الكومندس بمساندة نارية من الدبابات مما ادى لموت العديد اثناء عمليات المقاومة وتدمير ثلث المدينة القديمة الأثرية كما نهبت العديد من الكنائس و المساجد حينها
وتعرضت القوات الحكومية أيضاً لأضرار جسدية بالأرواح سقط حينها العديد من الشهداء أثر الرصاص الذ اطلق من قبل القناصين المتمردين والعربات القتالية أيضاً تضررت من جراء القنابل المرمية عليها أما الثمن فقد دفعته المدينة نفسها ويقدر العدد للمتحالفين مع الدولة بأنه كان ثلاثة آلاف بينما المعارضين كانو عشرون ألفاً.
وهناك رواية حدثت عام 1961 تؤكد تطرف سكان تلك المناطق وتعصبهم عن حافلة مدرسية كانت تقل ركاباً من الطلبة نزلو في ذالك المكان و اجبروا من قبل الأهالي على الرحيل كون الطالبات يلبسن البناطلين وهو امر سيء بنظرهم.
كانت فترة سوداء ذهب ضحيتها العديد من كلا الطرفين ومن المدنيين ايضاً وكانت الأضرار متساوية على الجميع ، وقد قامت فيما بعد الدولة بترميم حماة بشكل جيد , فأقامت مشفى يتسع لمئتي و خمسين سريراً و حدائق و دوارات ومدارس حديثة وطرقات جديدة ومعهد ثقافي ومراكز رياضية ضخمة وكلية لتدريب المعلمين واسواق منظمة وبركة سباحة حسب المقايس الأولومبية وبحسب أوامر الرئيس حافظ الأسد مولت الدولة لبناء مسجيدين كبيرين عوضاً عن المساجد التي دمرت وبنيت كنيسة كبيرة بحجم كاتدرائية وإقامة أول قسم جامعي أولي في سوريا إناثاً وذكوراً وعام 1983 ادخلت السباحة المختلطة ودخل النادي ثمانون فتاة ,وعام 1985 فازت فتيات حماة بالبطولة الوطنية لتنس الطاولة .. الخ
غير أن كل ذالك لم يمح اسم حماة كرمز للمذبحة ! ولا شك بأن السوريين عموماً يتألمون عند ذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت على البلاد ولا شك ايضاً أن سبب كل هذه المذبحة ليست الحكومة السورية أو معارضيها بل الفكر التكفيري الأرهابي الدخيل على المجتمع السوري
إن الحرب ضد الأرهابيين أقنعت الرئيس الأسد بأنه لم يكن يتصارع مع معارضة داخلية و حسب ,بل كانت هناك مؤامرة واسعة النطاق لأزاحته تشجعها شخصيات مستفيدة من العراق و الأردن و لبنان و أسرائيل و أمريكا ..
وقال الرئيس الراحل حافظ الأسد آنذاك : إننا لم نكن نتعامل مع قتلة في داخل سوريا فقط! بل مع أولئك الذين يضعون لهم الخطط ..وقد تفاقمت المؤامرة بعد زيارة السادات للقدس واصبحت مخابرات أجنبية كثيرة ضالعةفيها ,فالذين اشتركوا في كامب ديفيد إستعملوا الأخوان المسلمين ضدنا.
ورأى الأسد نفسه ضحيةً لتحالف رهيب من الأعداء الداخليين و الخارجيين. وقد أتهم الرئيس حافظ الأسد وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية في آذار من عام 1980 بأنها تشجع التخريب و التدمير في سوريا لكي تسيطر على العالم العربي كله بمشاركة إسرائيل ,وأكد الزمن أن الأسد كان على حق !
فعندما صدر بيانان في آن واحد أحدهما من قبل جماعة الأخوان المسلمين في ألمانيا الغربية و الثاني في الولايات المتحد الأمريكية بأندلاع ثورة حماة في سوريا كان ذالك دليلاً واضحاً جداً على التواطؤ.
------------------------
نقاط هامة عن الأخوان المسلمين :
============================
1- اغتيال الامام يحيى حميد الدين امام اليمن سنة 1948 الذي كان يبلغ من العمر انذاك 79 عاما وهو من قاد ثورة اليمن للتحرر من الاتراك ثم قاد نضال اليمنيين لأسترجاع اراضيهم التي احتلتها بريطانيا في الجنوب وحاكم اول دولة عربية مستقلة في القرن العشرين (استقلت 1904)
2- محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عدة مرات اشهرها حادثة المنشية الشهيرة والتآمر على الحكومة الثورية المصرية بالتعاون مع اجهزة المخابرات الغربية والرجعية العربية ضد نظام الرئيس جمال عبد الناصر.
3-وقوفهم ضد انفاضة مارس 1965 في البحرين وتأييدهم للاحتلال البريطاني واعلانهم صراحة ان بلد محتل من قبل بريطانيا هو افضل عندهم من بلد مستقل تحكمه اغلبية شيعية.
4- اثارتهم النعرات الطائفية في العراق ودعوتهم صراحة المقاتلين العرب التوجه للعراق لكي يدافعوا على حد زعمهم عن اهل السنة في العراق والنتيجة هي ما نراه اليوم من جرائم قتل طائفي في العراق ليس لها مبرر سوى الاختلاف في الدين والمعتقد
هذا غيض من فيض تاريخهم الاسود وحالياً بالنسبة لحركة حماس مثلاً فأن اخوان الاردن الان منشقين بين تيار ينادي بالتبرؤ منها وعدم دعمها وتيار ينادجي بدعمها اما اخوان مصر فغسلوا يدهم من حماس عدا التأييد الاعلامي امام الناس فقط وعندما، اما اخوان لبنان فهم في صف الحريري وعندما عارض بعض قيادات الاخوان كالشيخ فتحي وغيره هذا النهج طردوهم من الاخوان.
(( تم الأعداد ومراجعة المراجع التاريخية من قبل الدكتورة حنان نورا الحايك يرجى أحترام حقوق النشر ))
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2011/12/02
عدل سابقا من قبل SYRIANA في الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 8:07 am عدل 8 مرات