في ذكرى الجلاء.. السوريون أكثر تصميما على دحر الإرهاب ورفض التبعية وسياسة الإملاءات
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/04/16
##################################
بين تضحيات أبطال الاستقلال وبطولات رجال الجيش العربي السوري تمر اليوم الذكرى التاسعة والستون لجلاء آخر جندي فرنسي من الأراضي السورية لتؤكد إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما تبدلت أشكالهم وتغيرت أدواتهم وتلونت شعاراتهم ولتثبت أن طريق الحرية والخلاص من الاستعمار لابد أن يعبد بدماء الشهداء.
وفي كل عام يحيي السوريون ذكرى الجلاء تقديراً لتضحيات رجال الاستقلال الذين هبوا دفاعا عن وحدة سورية ومحاولات الفرنسيين لتقسيمها واثارة الفتنة وقمع الحريات وتهميش اللغة العربية وفرض الفرنسية كبديل فى المدارس فكانت ثورات الشمال وجبال الساحل وحوران وجبل العرب والزاوية ومنطقة الفرات والجزيرة وحماة وغوطتي دمشق التي قادها مناضلون شرفاء أمثال سلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو واحمد مريود وفوزي القاوقجي والشيخ صالح العلي وحسن الخراط وسعيد العاص ومحمود الفاعور ليحتلوا بعدها مكانة رفيعة في نفوس السوريين ووجدانهم.
واليوم يستذكر أبناء الشعب السوري تاريخ أجدادهم الذين صنعوا الاستقلال في ظل ما تتعرض له بلادهم من حرب إرهابية تكفيرية ظالمة تهدد تاريخهم وتراثهم الثقافي القومي.
ويروي المهندس فيصل حفيد الشهيد أحمد مريود من بلدة جباتا الخشب في حديث لـ سانا بطولات جده ورفاقه ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي منذ عام 1916 وحتى 1926 حيث استشهد مع أخيه وأربعين من رفاقه في معركة ضد الاستعمار الفرنسي على أطراف قريته مبينا أن نضال جده لم يكن في ساحات المعارك فقط بل كان نضالا فكريا عقائديا حيث كان أول من أسس جريدة الجولان وكتب فيها العديد من المقالات الصحفية والتاريخية.
ويؤكد المهندس فيصل الالتزام بنهج جده قائلا “اليوم وفي خضم التآمر على وطننا سورية نوءكد إصرارنا وتصميمنا على مواصلة طريق العزة والكرامة التي صنعها لنا الثوار والمجاهدون لطرد الاحتلال الإسرائيلي من الجولان العربي السوري المحتل وتطهير أرضنا من رجس التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تنفذ دورها الهدام نيابة عن الصهيونية العالمية”.
ويرى الدكتور ابراهيم أحمد سعيد المدرس في قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة دمشق أن يوم الجلاء محطة مهمة في تاريخ سورية لأنه “ثمرة للنضال الشعبي والجماهيري المستميت من أجل نيل الحرية والسيادة وطرد المستعمرين الغزاة من الديار” معتبرا أن خروج المستعمر الفرنسي من سورية ودحره كان صفحة مشرقة ميزت تاريخ سورية الحديث.
وقال سعيد إن الشعب قطف ثمار الجلاء والاستقلال في العقود اللاحقة وبنى دولة معاصرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة وهو اليوم يتحدى الإرهاب والحرب الكونية التي تشن على وطنه بكل قوة وتصميم منوها بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
بدوره قال الدكتور محمد أحمد حسون الأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق إن “جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن انعطافة هامة في تاريخ سورية شكلت المقدمات الأولى لبناء نهضتها المعاصرة والاستمرار في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتأكيد على التلاحم الوطني وتماسك البنية الداخلية”.
وأكد حسون ضرورة “استلهام معاني الجلاء وقيمه من أجل طرد الإرهابيين الذين يعيثون فسادا ودمارا وخرابا والعمل على محاربتهم وتطهير البلاد من رجسهم ومن جميع الغزاة الطامعين بارض الوطن”.
من جانبه رأى الطالب عدنان سنة ثانية رياضيات أن عيد الجلاء مناسبة عظيمة تأتي اليوم في وقت تواجه فيه سورية قوى الإرهاب وهي معركة صمود وتحد ودفاع عن البلد بينما اعتبرت راما المبيض سنة ثانية بيولوجيا من كلية العلوم “إن عيد الجلاء رمز لحريتنا وكرامتنا وهو يذكرنا بأجدادنا الذين ناضلوا ودافعوا عن الوطن ” معربة عن ثقتها بقدرة رجال الجيش العربي السوري على تحقيق النصر وتطهير سورية من الإرهابيين.
وقال أحمد الصالح طالب بيولوجيا سنة أولى ” الجلاء يوم عظيم وهو رمز للانتصار والتحدي” متمنيا أن يتحقق جلاء ثان بالقضاء على الإرهابيين ومموليهم وداعميهم
وفي ذكرى الجلاء يستحضر المحاربون القدماء أيضا قيم ومعاني الجلاء العظيم وهم من سجلوا على مدى سنوات حياتهم وقفات عز مشرفة في معارك الدفاع عن الوطن حيث يؤكد اللواء المتقاعد محمد غازي لـ سانا “إن يوم الجلاء العظيم تحقق بفضل تضحيات أبناء سورية الشرفاء الذين هبوا دفاعا عن حرية الوطن وسيادته واستقلاله وخاضوا في سبيل عزته معارك الشرف على امتداد مساحة الوطن وصولا الى يوم الانتصار الكبير على المستعمر الفرنسي”.
ويضيف غازي “إن المعارك التي أشعلها السوريون في جميع المناطق كانت مصدر افتخار واعتزاز لجميع أبناء الوطن الذين استحقوا الجلاء بدمائهم وثوراتهم ضد المحتل وبسلاحهم البسيط ” مؤكدا “أن الجلاء هو ثمرة استمرار السوريين بالنضال وتحملهم لمسؤولياتهم الوطنية وإيمانهم بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
ويرى العميد الركن المتقاعد خالد الخالد “إن يوم الجلاء له رمزية كبيرة عند السوريين فهو يذكرهم بأولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن ودفاعا عن مقدساته وعزته مؤكدا ” أن الجيش العربي السوري يسير اليوم على خطى هؤلاء الأبطال ويحقق الإنجازات والانتصارات المتتالية على التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تسعى لتدمير سورية والنيل من نسيجها الوطني المميز وإثارة الفتنة بين أبنائها مضيفا..”إن صمود الجيش السوري أذهل العالم .. وسورية لن تركع مهما واجهت من ضغوطات”.
بدوره يصف العميد المتقاعد حسن التركاوي يوم الجلاء بأنه من أهم المنجزات التي حققها الشعب السوري في مواجهته لقوى الاستعمار والاحتلال منوهاً ببطولات زعماء الثورة السورية الكبرى الذين سطروا ملاحم البطولة وكانوا مثالاً يحتذى في التضحية والفداء وشحذ الهمم لاستكمال مسيرة أبطال الجيش العربي السوري في ضرب الإرهاب ودحر المخططات والمؤامرات الاستعمارية التي تتعرض لها سورية خلال هذه الفترة.
رئيس تحرير مجلة رابطة المحاربين القدماء المقدم الركن المتقاعد رسلان عودة يشير بدوره إلى أن ذكرى الجلاء غالية على قلوب جميع السوريين كونها ترمز إلى التلاحم بين أبناء الشعب السوري تحت راية الوطن وقال..”سورية عمرها الحضاري ثمانية آلاف عام ولا يعقل أن يقبل أي سوري بقوة إيمانه وارتباطه بتراثه أن يأتي شذاذ الآفاق من أصقاع الارض ليدنسوا تراب الوطن”.
وكما في كل يوم يؤكد السوريون من جديد أن انتصار سورية على أعدائها يكون من خلال وحدة أبنائها وتضامنهم واصرارهم على إلحاق الهزيمة بكل متآمر على بلادهم فإرادة أبناء الجلاء قبل نحو 69 عاما كانت الأقوى في معارك الشرف لنيل الاستقلال كما هي اليوم بنادق رجال الجيش العربي السوري وشرفاء الوطن فاعلة ومؤثرة في معركتهم ضد التنظيمات الارهابية المسلحة التي لابد وأنها ستغير مجرى التاريخ في المنطقة والعالم لصمودهم الاسطوري على مدى سنوات الإرهاب الأربع.
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/04/16