فقه الأزمة بمواجهة فقه الفتنة محور المؤتمر السنوي للأوقاف
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/12/21
##################################
بدأت في جامع العثمان بدمشق اليوم فعاليات المؤتمر السنوي العام لوزارة الأوقاف تحت عنوان “فقه الأزمة فى مواجهة فقه الفتنة.. المنظومة الأخلاقية لتكريس القيم والوطنية.. ديننا دين التفكير لا التكفير ودين الأخلاق والبناء لا دين التطرف والاعتداء” بمشاركة عدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سورية انتصرت بوحدتها الوطنية الرائدة وبوفاء أبنائها وإصرارهم على العيش أسرة سورية واحدة وقال “الحق معنا ومنا ولنا وجيشنا سيطفئ إرهابهم وداعشيتهم ونيرانهم بتضحيات شعبنا ودماء شهدائنا وحكمة قائدنا ولن يرهب الإرهاب المجرم أبناء يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وحسن الخراط وجول جمال وحافظ الأسد”
وبين وزير الأوقاف “تعلمنا من الإسلام والمسيحية التفكير لا التكفير والبناء لا التدمير والتعمير لا التفجير” وأن “أحب الخلق إلى الله تعالى انفعهم لعياله وليس من يقتل الناس ويشردهم ويفجرهم”
بدوره أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن سورية استهدفت لأنها بقيت ثابتة على مواقفها الوطنية والقومية وصامدة في وجه المؤامرة ورفضت التكفير في التفكير
وأشار حسون إلى أن سورية مهد الرسالات السماوية ومنها انطلق الإسلام والمسيحية لينشرا نورهما في أرجاء العالم وهي ستبقى رغم المؤامرات “تنتظر المسيح في مآذنها وفتح القدس في أبنائها”
من جهته قال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي إن “الدين أكبر من مجرد ممارسة وأكثر من طقوس ولا يضاد العقل” مؤكدا أن مسيحيي سورية باقون وهم في مركب واحد مع كل مكوناتها وأن سورية براء من موجة الإرهاب التي تجري على أرضها
وأضاف لا توجد في سورية أقليات ولا أكثريات وإنما سوريون يوحدهم التاريخ والعيش المشترك واللغة مستغربا “صمت العالم حيال مصادر هذا الإرهاب ومموليه”
وأكد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك أن الأسرة السورية الواحدة كانت وستبقى معا وأن عيد الميلاد هو لقاء وفرح لأبنائها معا مشيرا إلى أن أبناء سورية معا في خندق واحد في المعارك الحربية والفكرية وسيحققون معا مسيرة الإصلاح والعمل لإقامة المجتمع السوري الحضاري معتبرا أننا بأمس الحاجة للعمل معا من أجل سورية متجددة وعالم عربي متجدد
ودعا البطريرك لحام المسيحيين للمساهمة في استعادة دور العالم العربي والغسلامي وقال “علينا جميعا مسلمين ومسيحيين العمل معا وتوعية جيل الشباب بأبعاد المؤامرة والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية والمصالحة العربية الشاملة وإعلان ميثاق عربي جديد”
ولفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للسريان الأرثوذكس في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني إلى أن الفكر السوري الذي أوجد حضارة ضاربة في الجذور يشكل مصدر الهام وإبداع خلاق يخدم الإنسانية بفضل تلاحم السوريين مؤكدا أن الأزمة أزمة فكر ولا يمكن القضاء عليها إلا بفكر نير واع يفتح المجال أمام حرية التفكير
ودعا إلى ضرورة التنبه إلى مناهج الدراسة والمقررات الدراسية بمختلف مراحلها وعدم السماح بتلقين أجيال المستقبل ما قد يساء فهمه وضرورة مواجهة خطر صعود وتنامي تيارات العزلة والفرقة التي تصنع لنفسها انتماءات أصغر أو أبعد من الوطن وخطر الأطماع الخارجية المصاحبة لحركة العولمة والأصولية والتكفيرية
واعتبر رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي أن الدين الإسلامي كان ولا يزال الضامن لوحدة الأمة فهو مرتكز القيم الأخلاقية وأحكامه هي الضامن لتماسك المجتمع مؤكدا أن سورية مهد الديانات السماوية وستبقى صاحبة الإرث الحضاري العريق مهما فعل الأعداء
ودعا الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين إلى وحدة الصف والكلمة ونبذ خطاب الكراهية والحقد الدفين والطائفية والتقسيم والتكفير المدمر مؤكدا أن سورية عبر تاريخها ستبقى موئلا يتسع للجميع
وأشار الشيخ الهجري إلى أن “أصحاب الفكر المنحرف استعملوا الدين عباءة لغايات رخيصة فكم من رقاب ذبحت وقلوب نهشت وحرائر اغتصبت وبطون بقرت وأطفال وأشياخ حرقت وعلماء استشهدت “مؤكدا أن هذه هي ثمار الحقد والتكفير والإرهاب وقد تستر مرتكبوها بأقبية الظلام وفكرها الصهيوني ونهجها التكفيري القادم من غياهب الرمل ومتاهات الجهل
من جانبه أكد الشيخ غزال غزال مفتي اللاذقية على نشر المحبة وفتح القلوب وتعزيز الوحدة الوطنية والتسامح والتمسك بروحية العقيدة وأخلاقية الرسالة المحمدية داعيا إلى وحدة الصف وتطوير التفكير للقضاء على الفتنة والفكر الإرهابي التكفيري
وأشار المشرف العام على فرع مجمع الفتح الإسلامي لمعهد الشام العالي للعلوم الشرعية الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور إلى “أنه لا خوف على سورية مهما تكاثرت المحن والفتن فجميع أبنائها يقفون في خندق واحد للدفاع عنها” مؤكدا أن معاول الهدم والتكفير والإرهاب لن تفلح وأن دمشق ستبقى مركز الإشعاع العالمي
بدوره أشار مدير قناة نور الشام علاء الدين الأيوبي إلى دور القناة في نشر التوعية الدينية والاعتدال من خلال النقل الصحيح للأفكار والمبادئ الحقة وتعزيز المصالحة بين أبناء الأسرة الواحدة تحت قبة الوطن منوها بالدعم الذي قدمته وزارتا الأوقاف والإعلام لإنجاح رسالة القناة التي تنطلق من لوحة العيش المشترك في سورية
وضمن فعاليات المؤتمر أطلقت وزارة الأوقاف مشروع “فضيلة” الهادف إلى نشر الفضيلة ومنع الرذيلة بالكلمة الطيبة
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين ويبحث سبل تحصين الفكر الديني الوسطي والأجيال من التحريف الديني و”الإرهاب الداعشي” والتطرف والضلال وتتركز محاوره على التعليم الشرعي والافتاء والتدريس الديني والتدريب والتأهيل على فقه الأزمة والخطابة المنبرية والعمل الدعوى وشؤون المساجد والدعوة النسائية والتدريس النسائي والإعلام الديني وترميم المساجد المتضررة في الأزمة
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة البرنامج الوطني لتطوير مناهج التعليم الشرعي والمراحل التنظيمية لعمل المعاهد والمدارس الشرعية وخطب الجمعة لعام 2015 وفق المنظومة الأخلاقية لتكريس القيم والوطنية وتقارير مديريات الأوقاف حول ضوابط العمل المنبري وتقرير تأهيل الداعيات على فقه الأزمة في المحافظات السورية وواقع العمل الدعوى والدور الإيجابي الديني والوطني المنوط بمعاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم للجيل الناشئ فضلا عن مناقشة واقع العقارات الوقفية وسبل إعادة إعمار المساجد المتضررة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/12/21