إيران تنتقد مواقف وتصريحات المسؤولين الأمريكيين المتناقضة إزاء ظاهرة الإرهاب
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/08/20
##################################
أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبناه مؤخرا ويدعو إلى الامتناع عن تمويل ودعم وتسليح إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي يشكل فرصة جيدة لإيجاد وحدة دولية لمواجهة الخطر الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي على الدول التي يستهدفها أو الدول التي قدم إرهابيون منها
وقال عبد اللهيان في حديث لقناة العالم الإيرانية الإخبارية اليوم إن “بلاده حذرت مرارا من خطر تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية والتكفيرية وعودة عناصر هذه الجماعات إلى بلدانها” مشيرا إلى أن “الأميركيين كانوا يتفرجون على جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق وتوسيع رقعة سيطرته ولم يتدخل الطيران الحربي الأميركي لقصف التنظيم في شمال العراق إلا حينما شعرت واشنطن بتعرض مواطنيها المتواجدين هناك للخطر وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما صراحة”
واعتبر عبد اللهيان أن الضربات الجوية التي قامت بها الطائرات الأميركية في الداخل العراقي “لم يكن لها دور حاسم في إعطاء رسالة قوية للإرهابيين” منتقدا هذا التدخل الأميركي في العراق ومحذرا من عواقبه الوخيمة
وحول تصريحات بعض مسؤولي الدول الغربية بضرورة التعاون مع إيران لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي قال مساعد وزير الخارجية الإيراني إن “إيران ليست بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب” مؤكدا “أن أميركا وبريطانيا إذا ما كانتا جادتين فعلا في محاربة الإرهاب فعليهما العمل والتنسيق مع الحكومة في بغداد في هذا المجال وفقا للاتفاقيات الثنائية المبرمة مع العراق”
ونفى عبد اللهيان نشر أي قوة إيرانية أو إرسال أسلحة إلى مدينة سامراء أو بغداد أوكردستان شمال العراق موضحا أن إيران قدمت الاستشارات للمسؤولين العراقيين لمواجهة التنظيمات الإرهابية
واعتبر عبد اللهيان أن الأمن القومي الإيراني خط أحمر وقال “إننا لا نجامل أحدا فيما يتعلق بأمننا القومي” محذرا من أي تحرك من قبل التنظيمات الإرهابية من داخل العراق ضد إيران لأنها ستواجهه وستلاحقه أينما كان
ولفت إلى أن “تنظيم /داعش/ الإرهابي يحصل على 3 إلى 7 ملايين دولار من عائدات النفط التي يستولي عليها بصورة غير مشروعة بمساعدة بعض الدول الغربية عبر نهبه للنفط العراقي والسوري وبيعه إليها وإيداع هذه الأموال في الخزينة الأميركية ليتم استثمارها وسط غض النظر عن هذا الأمر والسماح به”
وأشار عبد اللهيان إلى الكذب والأضاليل التي يستخدمها هذا التنظيم الإرهابي في ادعائه الدفاع عن الإسلام وقال “إذا كان هذا التنظيم الإرهابي مدافعا عن الإسلام والمسلمين فلم لا يستخدم السلاح الذي استولى عليه من مدينة الموصل ضد الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانه على قطاع غزة” مشددا في هذا السياق على “أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية تستهدف المسلمين بالأخص وتبث الفرقة بين أبناء العالم الإسلامي”
ووصف عبد اللهيان العلاقات الإيرانية العراقية بالاستراتيجية وقال إنه “من الطبيعي أن نتعامل مع العراق تعاملا بناء باعتباره دولة إقليمية قوية كما أن طهران تسعى للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة انهما تشتركان بأكثر من 1200 كيلومتر من الحدود” مؤكدا “استمرار تقديم الدعم الإيراني للعراق وللحكومة العراقية على مختلف الصعد وخاصة لرئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي” مشيرا إلى أن وفدا إيرانيا رفيع المستوى سيتوجه إلى بغداد قريبا لتقديم التهنئة له بتكليفه تشكيل الحكومة العراقية داعيا إياه إلى إيلاء الاهتمام لاستتباب الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في المنطقة وتطوير التعاون مع دول الجوار بما فيها إيران وسورية وكل دول المنطقة مشددا على أن الحشد الشعبي العراقي وبالاعتماد على القوى الداخلية في العراق قادر على هزيمة الإرهاب وليس بحاجة إلى الأميركيين الذين يتدخلون بصورة انتقائية
ونفى عبد اللهيان وجود أي تنسيق مسبق بين أميركا وإيران بخصوص العملية السياسية في العراق أو البحث مع أميركا في موضوع التدخل بالشأن العراقي
بدورها انتقدت الخارجية الإيرانية تناقض مواقف وتصريحات المسؤولين الأمريكيين إزاء ظاهرة الإرهاب في المنطقة والتعامل المزدوج معها داعية الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف صريحة وواضحة وخطوات جادة حيال هذه الظاهرة المشؤومة معربة في الوقت ذاته عن قلق بلادها جراء ازدياد رقعة الإرهاب في المنطقة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم إن “لدى إيران مشاورات مع دول الجوار بشأن تداعيات وخطر دعم التنظيمات الإرهابية على دول المنطقة” مؤكدة أن المشاورات في هذا المجال تساعد على اجتثاث الإرهاب من دول المنطقة وإعادة الأمن والاستقرار إليها وحل أزماتها لافتة إلى أن إيران ستقوم بواجبها في التصدي لأي مجموعات إرهابية تقترب من حدودها
وفي هذا الشأن دعت أفخم إلى أن تكون المشاورات حول الإرهاب في “مركزية الدول التي تتعرض لهذه الظاهرة المشؤومة” مشيرة إلى أن المسؤولين العراقيين لديهم المعرفة والإرادة التي تمكنهم من الاستعانة بمن يرغبون من أجل مواجهة الإرهاب
وجددت أفخم التأكيد على مبادئ السياسة الخارجية لإيران في “عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والاحترام المتبادل مع بقية شعوب العالم” معربة عن أملها في تعزيز الأمن الإقليمي عبر الحوار بين دول المنطقة لما فيه فائدة للجميع وقالت “إن أرضية توفير الحوار يمكن أن تساعد على حل مشاكل وأزمات المنطقة”
وبالنسبة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أدانت أفخم خرق الاحتلال الصهيوني الاتفاق الموءقت للتهدئة واستئناف عدوانه على الشعب الفلسطيني مؤكدة أنه يمثل دليلا على أن هذا الكيان “لا يلتزم بأي قانون وإنما يلتزم فقط بوحشيته وهمجيته ضد الأبرياء”
ودعت أفخم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه الإجرامي على الشعب الفلسطيني مطالبة باتخاذ خطوات عملية بهذا الصدد
وحول إرسال المساعدات الإيرانية إلى قطاع غزة أوضحت أفخم أن المشاورات مع الجانب المصري متواصلة بهذا الخصوص منوهة بالمقاومة الفلسطينية التي تواجه العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني السلمي أشارت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إلى أن مشاورات ثنائية ستعقد مع وفود مجموعة خمسة زائد واحد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنها بينت أنه “لم يحدد بعد مكان انعقاد الجولة المقبلة من المفاوضات النووية وسيعلن عنها مطلع شهر أيلول القادم”
وأكدت أفخم أن “المشاورات والمفاوضات مستمرة حول الملف النووي مع وفود مجموعة خمسة زائد واحد على مستوى السفراء باستثناء الولايات المتحدة” مرجحة أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
وفيما يخص زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران موءخرا وصفت أفخم تعاون إيران مع الوكالة بأنه “يسير في الطريق الصحيح وفق التفاهم الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أن إيران تعمل على الإجابة عن جميع اسئلة الوكالة إذ أخذ الطرفان على عاتقهما استمرار الحوار والوصول إلى النتيجة المطلوبة لافتة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نوهت في تقاريرها بتعاون إيران مع الوكالة والإجابة عن تساؤلاتها
واعتبرت أفخم أن مسار المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية “بناء وأن الطرفين يجريان محادثات في الأبعاد التقنية والقانونية”
من جهة أخرى أشارت أفخم إلى أن الدبلوماسي الإيراني المختطف في اليمن نور أحمد نيكبخت “في صحة جيدة وأن اللقاءات مع المسؤولين اليمنيين مستمرة لإطلاق سراحه في القريب العاجل” كما أعربت عن دعم بلادها للخطوات السياسية الهادفة لحلحلة الأزمة في اليمن والمشاركة السياسية لكل الأحزاب في مستقبل بلادهم
وكان وزير الخارجية الإيراني أكد أمس أن السبيل الوحيد لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف البغيضة في مختلف مناطق العالم ومنها بعض دول الشرق الأوسط والقارة الأفريقية هو امتلاك العزيمة والإرادة والتوجهات المشتركة والتعاون بين دول العالم لاستئصالها مشيرا إلى الأبعاد الخطيرة لهذه الظاهرة وتداعياتها على دول المنطقة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/08/20
