أنفاق الإرهابيين في جوبر خيارهم الأخير للتدمير.. تعكس حالة اليأس والفشل أمام ضربات أبطال الجيش العربي السوري
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/04
##################################
يلجأ الإرهابيون في حي جوبر إلى شق الأنفاق والتحصن بها واستخدامها كوسيلة “أخيرة” للتدمير تكشف عن حقيقة ثابتة على مدى أشهر عثر فيها على أكثر من عشرة أنفاق وهي حالة اليأس والفشل الذي يعيشونه بعد المواجهات المباشرة مع أبطال الجيش العربي السوري
“لأنهم فوق الأرض ليسوا ندا للجيش ولا يمكنهم مواجهته وجها لوجه” يقول أحد القادة الميدانيين في جوبر فهم يحفرون الأنفاق كوسيلة “أخيرة تعبر عن مدى ضعفهم وفشلهم” ويضيف إن ما يستطيعون فعله هو حفر هذه الأنفاق ظنا منهم بأنه بإمكانهم أخذ عناصر من الجيش على حين غرة أو تدمير أحد الأبنية العامة أو منازل المواطنين الذين تم تهجيرهم منها ويصورون ذلك ويروجون له إعلاميا على أنهم حققوا انتصارا وتقدما ما على الأرض إلا أنهم بذلك لا يخدعون إلا أنفسهم ومن يدعمهم ويمولهم
وتتنوع الأنفاق من حيث العمق والطول وتعدد الهدف في آن معا فقد تكون للتنقل ونقل الأسلحة والعتاد الحربي أو الإقامة ومقرات للقيادة والتخطيط أو منصة انطلاق للاعتداءات الإرهابية كما تختلف من حيث الشكل منفردة أو ثنائية أو متفرعة إلى أكثر من نفق أو شبكة من الأنفاق المتصلة مع بعضها كالتي تم ضبطها وتدميرها أمس في منطقة المغازل والتي يصل عمقها إلى 14 مترا كانت المجموعات الإرهابية تستخدمها للعبور والنفاذ إلى المنطقة المحيطة وزرعها بالألغام والعبوات الناسفة ونقل الأسلحة والذخيرة فضلا عن أن شبكة الأنفاق هذه تقع تحت أحد الأبنية الطابقية الذي كان يتسلل إليه الإرهابيون بين وقت وآخر وإطلاق نيران قناصاتهم لاستهداف المواطنين العابرين للطرقات القريبة
وإذا كانت الأنفاق في البداية إحدى الوسائل الجديدة في اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على الممتلكات والمنشآت وتدميرها بأبشع صور الهمجية عبر التاريخ إلا أن مثل هذه الأساليب باتت مكشوفة لقيادات وعناصر الجيش في الميدان وقبل أن يتمكن الإرهابيون من إكمال حفر النفق يفاجئهم جنود الجيش ويفجرونه بما فيه ويوقعون قتلى ومصابين بين صفوفهم
وكما يقول المثل الشائع داوها بالتي كانت هي الداء بدأ الجيش في مواقع معينة واستنادا إلى أهداف دقيقة “يواجه النفق بالنفق” ويشير القائد الميداني إلى القيام في أحيان كثيرة بـ “حفر أنفاق في محاذاة أنفاق الإرهابيين بعد عملية مراقبة وتنصت لمكالمات الإرهابيين عن مكانها واتجاهها” أو حفر أنفاق سلبية “كفتح خندق طويل لمنع وصول الإرهابيين إلى هدفهم” إضافة إلى نصب كاميرات ومراقبتهم ورصدهم موضحا أن ذلك جاء بعد الخبرة التي اكتسبها أبطال الجيش من الميدان
وتعود حرب الأنفاق في جوبر إلى ما يزيد على عشرة أشهر بعد أن فشلت كل محاولات المجموعات الإرهابية المسلحة بالاقتراب من مداخل دمشق الشمالية والشرقية وكبدتهم فيها قوات الجيش الخسائر تلو الأخرى في العديد والعتاد وباتت معها ساعة الصفر على كثرتها التي حددتها هذه المجموعات في كل مرة “لغزواتها” مدعاة للسخرية وإثارة غضب وسخط من ينفقون عليها أموالهم دون حساب ومن دون أن يحصدوا بالمقابل أي نتيجة
ويقول القائد الميداني “عندما بات دخول دمشق بالنسبة لهم حلما توهموا أنهم أينما فتحوا نفقا فبإمكانهم الخروج منه إلى وسط دمشق” ثم يكمل وهو يبتسم ساخرا “هذا ليس إلا في مخيلاتهم الخائبة أكثر ما يمكنهم فعله هو تدمير بناء”
مع هذا الخيار القسري الوحيد للمجموعات الإرهابية المسلحة باعتمادها على الأنفاق باتت العمليات العسكرية في جوبر بشكل شبه كامل في الفترة الأخيرة تحت الأرض يقول القائد الميداني في المراحل الأولى من المعارك “كنا نرى الإرهابيين يضعون السواتر في مداخل الشوارع أما في الفترة الأخيرة فأصبحوا يخشون حتى أن نلمحهم لأنهم يدركون أن الجنود عيونهم ساهرة يرقبون كل حركة يقومون بها وهم جربوا أن يتحركوا فوق الأرض ووجدوا أنه من الصعب أن يبقوا فوقها على قيد الحياة لذلك عادوا إلى تحتها وسيبقون تحتها”
وتبدو الخبرة الواضحة في عمليات حفر الأنفاق التي اكتسبها الإرهابيون من جهات متخصصة في هذا المجال ويؤكد القائد الميداني “وجود أصابع صهيونية في هذا العمل الإرهابي فتهوية الأنفاق ومعرفة السمت والاتجاه وتحديد الهدف من تحت الأرض أمر ليس سهلا ويحتاج دون أدنى شك إلى فعل مخابرات أجنبية وخبرات نوعية لكننا متأكدون انهم مع كل ذلك لن يحققوا أهدافهم” مشيرا إلى أن عمليات المراقبة والرصد متواصلة ليلا نهارا وعلى مسافات بعيدة وباستخدام تقنية حديثة أو من ابتكار الجنود والضباط ويضيف “إلى الآن حققنا نتائج مهمة وكبدنا الإرهابيين خسائر كبيرة وإذا كنا ودعنا العديد من الشهداء في تفجير الإرهابيين لبعض الأبنية إلا أن تضحياتهم تعطينا القوة والحماس للمضي في القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره من هذه الأرض الطيبة”
وعن اعتماد الإرهابيين واستمرارهم في حفر الأنفاق رغم كشف الجيش وتدميره لها يرجح القائد الميداني السبب في ذلك إلى أنه الحل الأخير بالنسبة لهم بعد فشلهم بالتقدم خطوة واحدة فوق الأرض “يمكن أن يرتقي لنا شهيد في اشتباك مباشر لكن بالمقابل نسقط منهم أعدادا من القتلى” ويتابع إن “الإرهابيين يسعون إلى تحقيق أي شيء ولو كان أمرا بسيطا في استغلال لمموليهم من جهة ومحاولة إقناع من يشغلونهم ويقودونهم من خارج الحدود بأنهم يستحقون الأموال التي تصرف عليهم بحفرهم الأنفاق وتدمير الأبنية والمنازل”
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/04