ما هي الصواريخ و"البراميل" المتفجرة ، وما هي حقيقة إستخدامها في الأزمة السورية من قبل سلاح الجو ، وما هو التضيل الذي ينشر عنها؟
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / بقلم د.حنان نورا الحايك
##################################
نستعرض البعض من أشهر هذه الأسلحة الروسية والتي ليست معلوماتها مخبأة وهي معروفة لدى العدو ، إلا انها دائماً تخضع للتطوير والتعديل من قبل العلماء في البحوث العلمية السورية ، ومن هنا نشير إلى أن الأسرار العسكرية المتعلقة بهذا النوع من الأسلحة تتعلق حصراً بأنظمتها الألكترونية وإمكانية التشويش عليها وهي بالتالي معلومات حتماً سرية وغير معروفة
أغلب الطائرات الحربية السورية روسية الصنع ، وأبرز تسليحها هو الصواريخ الحرارية والقنابل والرشاشات ، وهناك أسلحة أخرى ألكترونية كأجهزة التشويش والإنذار المبكر وغيرها ... سنستعرض في هذا الموضوع الأسلحة الصاروخية والقنابل فقط
تظهر في الصورة العليا البعض من أبرز الصواريخ الحرارية مع تسمياتها ، وإلى جانبها صورة لمقدمة الصاروخ الحراري وتظهر فيه العين الألكترونية الحرارية التي تتعرف على الهدف ، ومن هنا يمكننا أستنتاج كيفية عمل الصاروخ الذي يلحق بالطائرة المعادية متتبعاً حرارة محركها ..
ومع الوقت تطورت انظمة الحماية لدى الطائرات وظهرت ما تعرف بالبوالين الحرارية والتي يطلقها الطيار في حال شعوره بأن صاروخاً ما قد اطلق على طائرته ، ومهمة هذه البوالين هي تضليل الصاروخ عن هدفه الحقيقي ، وهنا يكمن مدى تطور الصاروخ في تميز الهدف الحقيقي من الوهمي وهذا يعتمد على الدارة الإلكترونية التي بداخله ، وهذه المعلومات الإلكترونية كما اشرنا تعتبر أسراراً عسكرية وهي غير معروفة للعموم ، الأمر الآخر يعتمد على سرعة بديهة الطيار وحسن مناورته في المعركة وإسطياد الطائرة المعادية بوضعية حرجة تسهل فيها إصابتها
من أكثر الصواريخ في هذا الجدول والتي تستخدمها الطائرات السورية ، صاروخ آتول ، أو ما يعرف عسكرياً بـ (ك-13) ، إضافة إلى صاروخ آفيد ، أو ما يعرف عسكرياً بـ (ر-60) ، وصاروخ آنكر ، أو ما يعرف عسكرياً بـ (ر-73) ومن دون ادنى شك فقد طورها السوريون كثيراً مع مرور الوقت
وهناك مواقع كثيرة في الأنترنت تشرح ميزات كل صاروخ من هذه الصواريخ على حدى ، ولكن للبحث عنها انت بحاجة لمعرفة أسمائها ، وأسماء الصواريخ التي تظهر في الجدول هي : AA-2 Atoll - AA-8 Aphid - AA-9 Amos - AA-10 Alamo - AA-11 Archer - AA-12 Adder - AS-13 Kingbolt - AS-14 Kedge - AS-17 Krypton
في الصورتين السفليتين تظهر لدينا القنابل الغير موجهة أو ما يعرف "بالبراميل" ، وتستخدم المقاتلات السورية عادةً نوعين شهيرين من القنابل هما : FAB-500
- RBK-250 ، والأنواع التي تظهر في الصورة متعددة الوظائف ، منها ما هو حارق ومنها ما هو متفجر ومنها ما هو حاضنة إنشطارية مضادة للأفراد ، إلا ان السلاح الإنشطاري أو النابالم محرم دولياً ولا تستخدمه سوريا
لا شك عزيزي القرائ بأنك كغيرك من الذين قد لا يعلمون بعض التفاصيل العسكرية الدقيقة حول القنابل الغير موجهة التي ترمى من الطائرات أو ما تعرف بلقب "البراميل" الذي أطلق عليها لإعطائها حجماً خاص أكبر من حجمها كسلاح عادي وبسيط جداً
البرميل عزيزي القارئ هو قنبلة عادية جداً وكلاسيكية برز دورها كثيراً في الحرب العالمية الثانية ولا سيما في معركة برلين التي قصفت من الجو بـ 3000 برميل متفجر ، وهي في الحقيقة قنبلة غبية لأنها لا تفعل شيء سوى أنها تنفجر فقط ، وأحياناً كثيرة قد يحدث خلل ما في الصاعق ولا تنفجر كما هو حال القنابل من مخلفات الحرب العالمية الثانية التي يتم العثور عليها أحياناً
الإرهابيون الذين يسمون أنفسهم معارضة يتحججون دائماً بأن هذه "البراميل" كما يسمونها غير دقيقة بالإصابة وهي لا تميز بين مدني ومسلح وأنها تقتل الأبرياء وان مدى تفجيرها كبير ولا تقتصر الأضرار على المكان الذي سقطت فيه
والحقيقة هي غير ذالك تماماً ! .. فبعيداً عن التضليل ودخولاً في صلب الثقافة والعلوم العسكرية ، يقوم الطيار أولاً بجولة فوق الهدف ما يعرف عسكرياً بالطلعة الإستطلاعية الإقتراضية لتحديد سمت الهدف ، فتقوم اجهزة الطائرة الإكترونية بجمع بعض المعطيات مثل : إرتفاع الطائرة عن الأرض - السرعة التي تطير بها الطائرة - مكان الهدف المراد قصفه .. وغيرها
يعود الطيار مرة أخرى من فوق الهدف (دون تغيير سرعة طيرانه وإرتفاعه عن الأرض ومساره الجوي الذي تحدده البوصلة الإلكترونية للطائرة) وحين إعطاء الإشارة له من قبل جهاز المسح الألكتروني يقوم بالضغط على الزر الذي يحرر القنبلة ، وتنزل القنبلة فوق الهدف تماماً
نسبة الخطأ تكون ضئيلة جداً .. لا تتجاوز من 5 إلى 10 أمتار كأقصى حد بغض النظر عن صغر الهدف أو كبره ، وكلما كانت الطائرة قريبة أكثر من الأرض وسرعتها منخفضة أكثر فإن الإصابة تكون أدق ، وفي مختلف المقاطع التي يعرضها الإرهابيون تظهر الطائرات قريبة جداً من الأرض وتظهر سرعة طيرانها بأنها بطيئة ، ما يدل حرص الجيش العربي السوري على إصابة الهدف بدقة متناهية
وتظهر مشاهد كثيرة للبيانات العملية التي نفذها سلاح الجو في الجيش العربي السوري والتي عرضها التلفزيون الرسمي ، وكيف انه يتم إصابة الهدف وهو عبارة عن برميل صغير معبئ بالتراب من أرتفاعات شاهقة في الجو .. دليل خبرة الطيارين السوريين في إستخدام هذا السلاح
الأمر الآخر الذي نلاحظه هو طريقة إنفجار ما يسمونه بالبرميل ، وعادة ما يكون الإنفجار (عامودياً من الأسفل إلى الأعلى) فالقنبلة لا تنفجر فوراً وإنما بعد حوالي ثانيتين إلى ثلاثة ثوان ، بعد ان تكون القنبلة قد وصلت إلى عمق المبنى مخترقةً السطح وطابقين على الأقل .. ومن هنا نستنتج بأن القنبلة لا تسبب أضرار جانبية بالمباني الأخرى كما تدعي المعارضة
يجب الإشارة أيضاً إلى الن الجيش العربي السوري يراعي عدة أمور حرصاً على الدقة في العملية ، فهو لا ينفذ هذا النوع من الغارات في ظروف جوية سيئة سيما أن كانت هناك رياح ، كما انه لا يلجئ إلى هذا النوع من العمليات إلا في المناطق التي تكون بشكل كامل تحت سيطرة الإرهابيين .. وهذا ما يفسر عدم قدرة الجيش على القيام بهذا النوع من العمليات في مناطق عديدة مثل عدرا العمالية أو حمص القديمة أو بعض الأحياء في حلب والتي يحتجز في الإرهابيون المدنيين كدروع بشرية
من الطبيعي عزيزي القارئ ان تتسائل لماذا يتضايق الإرهابيون من هذا السلاح كثيراً .. ؟ لأنه وببساطة يستهدف مقرات وغرف العمليات للإرهابيين في عمق الأماكن التي تقع تحت سيطرتهم وبدقة عالية ومتناهية ويوفر الوقت والزمن ويقلل من مخاطر عمليات المداهمة للأوكار المحصنة ويقوم بتدميرها عامودياً بشكل كامل ، وتحديداً المناطق التي لا يمكن للدبابات والمدفعية ان تطالها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
بقلم د.حنان نورا الحايك 2014/03/04