تحليل سياسي: جنيف2 وعلاقته بالعمل العسكري في حلب ، والظرف المختوم لوزير الدفاع السوري
#####################################
أنتج جنيف2 عدة حالات سياسية وميدانية صبت لصالح السوريين كان أبرزها "إسقاط شرعية المعارضة" المزعومة عالمياً وإعلامياً وتبيان فجورها وتشتتها وضعفها
وذالك من خلال معركة دبلوماسية سياسية خاضها الوقد الحكومي السوري مع عشرات العقول من الأطباء النفسيين والمحاميين وأساتذة القانون والمستشاريين الغربيين والأمريكيين وصفت بالتاريخية
ولاشك بأن نتائج جنيف2 لم تكن بالحجم المتوقع قياساً بالإسم نفسه ، حيث أن ما خلص به السوريون والعالم كله هو ان أمريكا لم تأتي لجنيف إلا لتعقيد الأمور ودعم الإرهاب بمزيد من التسليح
أصتدمت أمريكا بدهاء وذكاء السياسة السورية وصلابة موقفها والروح الوطنية العالية التي كانت حاضرة .. (سيد كيري .. لا احد يقرر مصير الشعب السوري سوى السوريون أنفسهم) ، تفاجئ الأمريكي .. ولا سيما بإصدار الوثيقة المعترض عليها من قبل أدواتهم والتي كانت في الواقع "فخاً" وقع به هؤلاء والعقول التي تديرهم بالقصاصات من وراء الكواليس
روسيا بحثت مؤخراً في كيفية إيجاد حل أمني بحلب ، بينما بحثت أمريكا مع سوريا "من خلال واجهتها الإتلافية" شأن حمص القديمة ، لإخراج عملائها وبالتالي الخروج بماء الوجه المتبقي لها "إذا بقي لها شيئاً منه" ، ولكن هذا الأمر تمت معالجته بالأداة الدبلوماسية السورية التي أتقنت فن تشتيت خفايا النوايا
خروج سوريا من جنيف2 بمزيد من الثقة والقوة أمكن الروس من كسب ورقة جديدة ، في حين أن الإتلاف ما يسمى المعارضة قد خذل راعيه وفشل فشلاً ذريعاً ..
فأتت التوجيهات الجديدة بالحسم في حلب قبل 10 شباط لتمكين ورقة أخرى تمكن السوريين وحلفائهم الروس من قدرة مواجهة خصومهم !
10 شباط لقاء آخر ، وكواليس أخرى .. والسوريون إكتسبوا المناعة اللازمة وصعدوا مع الروس حلفائهم إلى مرتبة أخرى بإتجاه الإنتصار على الإمبريالية والصهيونية وأدواتها النفطية
الظرف المختوم فيه خريطة وتعليمات كتب عليه (سري للغاية) .. "هكذا حللنا نحن وإستنتجنا" ، وقد تبين ذالك من زيارة العماد أول الفريج وزير الدفاع السوري إلى حلب الذي نقل هذا الظرف من قيادة الأركان في دمشق إلى قادة العمليات في حلب ، فمن يتابع تسلسل الأحداث يصل إلى نتيجة مفادها ان زيارة العماد الفريج إلى حلب لم تكن زيارة عادية ، بل مهمة تحمل أوراق ميدانية مهمة
المطار في حلب معنا .. والمسلحون يتقاتلون بين بعضهم كل فصيل بحسب أجنداته .. والأمريكي سئم طفله المدلل فورد وقد آن أوان إرساله إلى النوم لأن الوقت متأخر .. الملك السعودي صحي أخيراً ليلحق بقافلة الباحثين عن ماء الوجه ، فأصدر بياناً لمعاقبة مساجينه الذين يتوجب عليهم الآن القتال حتى الموت أو لا عودة لهم إلى مملكة آل وهاب .. هو المكان والزمان المناسب لنبدأ في حلب ما يطلبه الشعب العربي السوري من جيشهم .. الحسم ومن ثم الحسم وضرب الإرهاب بقبضة من حديد
الظرف المختوم الذي يحمل تفاصيل العملية العسكرية هو نفسه الظرف الذي حمله المعلم إلى جنيف .. "مكافحة الإرهاب" ، فما الفرق إذاً ؟ .. لا يوجد فرق سوى حامل الظرف نفسه ، فحامل الظرف المختوم الأول هو رجل دبلوماسي ، وحامله الثاني الذي إستلمه من السابق رجل عسكري والمضمون واحد
إلا ان الملفت للنظر في الموضوع هو ان الشعب السوري ليس بحاجة لإعتراف دولي بأن الإرهاب موجود في سوريا وبأنه يقتل السوريين ، وهو ليس بحاجة للموافقة عليه في جنيف ..
لذالك فإن الظرف المختوم "مكافحة الإرهاب" ناوله المعلم للفريج بعد أن يأس من صفاقة الغرب وإزدواجيتهم ما بين داعش الإرهابية في العراق وداعش المعتدلة في سوريا ..
وبالتالي فإن من يحسم الأمر في النهاية هو الجيش العربي السوري والقرار قراره ، وبتأيد شعبي سوري جسدته الحشود التي خرجت في النبك وإحتشدت في جنيف .. لا قرار كيري وسعود الفيصل وصديقه "فخامة الرئيس"
بقلم د.حنان نور الحايك الأمينة العامة لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
الموقع الرسمي 2013/02/04
