برقية تهنئة إلى إخوتنا من الطائفة الموسوية الكريمة في سوريا بمناسبة عيد الكانوكا
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم البيانات الرسمية والتوثيق 2013/12/05
##################################
اليوم تضاء الشمعة التاسعة بمناسبة عيد الأنوار "الكانوكا" أعاده الله علينا وعليكم وعلى وطننا سوريا وشعبنا الصامد بالخير والسلامة والنصر إن شاء الله
وبهذه المناسبة تتوجه مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية إلى إلى إخوتنا من الطائفة الموسوية الكريمة في سوريا بأحر وأصدق تهاني العيد المبارك
بدايةً لابد لنا من أن نشكر الأخ حاييم فارحي والأخت شيفانا فارحي وكل الإخوة الأدمنز في صفحة "يهود سوريا" على الفيسبوك لمواقفهم الوطنية الثابتة ، وأن نتقدم لهم بالشكر الجزيل على كافة المعايدات التي قدموها لإخوتهم السوريين من مسيحيين ومسلمين في سوريا في مختلف المناسبات ، وأن نبادلهم تهاني العيد المبارك
ونعزيهم ونواسيهم لما أصاب الأماكن المقدسة اليهودية في سوريا من تخريب وعبث ونهب وسرقة على يد مرتزقة الإرهاب وداعميهم في كل من الخليج الوهابي الحاقد على الأديان السماوية ، وشريكه الكيان الصهيوني الغاصب الذي سلب هوية الشعب اليهودي وأرتكب المجازر بإسم هذه الديانة المتسامحة
وبالرغم من أن الطائفة الموسوية الكريمة في سوريا هي أصغر أقلية دينية في البلاد ، إلا أنها أثبتت عمق إنتمائها للوطن سوريا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد ، من عدوان وحصار وإرهاب يستهدف الحجر والبشر في سوريا .. لتتجدد وتترسخ القيم الإنسانية في أرض باركت بها السماء وكانت ولا تزال وستظل رمزاً للتعايش بين كل الأديان السماوية
في عيد الكانوكا المبارك عيد الأنوار .. تتجدد الصورة في مخيلتنا وتأخذنا إلى الشوارع القديمة في كل من حلب ودمشق والقامشلي ، لنتذكر إخوتنا اليهود السوريين وهم يقيمون الصلوات الربانة ويوحدون الله متمسكين بتعاليم الخالق التي تدعو الإنسان إلى التقوى والصلاة والعفة وعدم معصية الرب ، ونتذكر كيف نزور بعضنا بعضاً في كل عيد ونتبادل التهاني وضيافة الحلويات
إنها سورية التي علمت الكون بأسره معنى الإنسانية والحضارة وجمعتنا تحت سقف واحد ، فكانت الهدف المستهدف من قبل الأعداء والحاقدين والمستعمرين الذين سعوا جاهداً لتفرقة هذا الشعب الواحد الذي تجمعه الإنسانية وكلمة السواء والمحبة التي تعلمها من التوراة والأنجيل والقرآن و ورثها للأجيال جيلاً بعد جيل
بدأت الحكاية منذ القدم بالمجازر العثمانية الأجرامية التي أرتكبت بحق المسيحيين لتهجيرهم من سوريا ، تلاها الفتن والأحقاد الطائفية التي كان الإستعمار الفرنسي يغذيها بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، فكان يحاول عزل المسيحيين عن المسلمين وكان يجلد المعتقلين المسلمين في سجونه بواسطة الخونة المسيحيين الذين كانوا مجندين في جيشه والعكس بالعكس ليتم زرع الحقد الطائفي
ثم أتى الكيان الصهيوني الإرهابي ، وبدأ بتحريض اليهود السوريين ليتركوا وطنهم سوريا ، مدعياً زوراً وبهتاناً بأن اليهود في سوريا غير مرغوب بهم من قبل المسلمين والمسيحيين ، مقدماً المغريات والتسهيلات لهجرتهم ، وقد ساهم بعض الجاهلين من الضالين في هذا الأمر أيضاً ، وذالك بسبب جهلهم وعدم قدرتهم على فهم وإستيعاب الفرق بين اليهودية والصهيونية
لقد أستهدفت سوريا من قبل هؤلاء جميعهم في وحدتها الوطنية وكانت المؤامرات والحروب دائماً تقام تحت عبائة الدين والمعتقد الطائفي ، إلا ان سوريا صمدت وبقيت وستبقى الشوكة في عيون هؤلاء المتآمرين كافة ، الذين عادوا اليوم ليحاولوا الكرة مرة أخرى ، ولكنهم إصتدموا بصلابة عزيمة هذا الشعب و وعيه وبسالة جيشه وحكمة قيادته
وأود الإشارة إلى أن القائد الخالد حافظ الأسد في يوم من الأيام وقف مبتسماً يصافح يوسف جاجاتي رئيس الطائفة الموسوية في سوريا ، مشيرأ إلى أن سوريا هي لكل السوريين وأن لليهود في سوريا حقوق و واجبات ككل السوريين الذين يحملون الجنسية العربية السورية وأنه لا فرق بين سوري وآخر
وعندما وقعت الفاجعة ورحل القائد الخالد حافظ الأسد عن هذه الدنيا ، رحمة الله عليه ، قام الحاخام جاك كاسين رئيس الطائفة اليهودية في سوريا آنذاك بتأدية الصلاة لراحة نفس المرحوم داخل كنيس اليعازر في حي القشلة مع مجموعة من الأطفال السوريين اليهود ، مثل كل الكنائس المسيحية والمساجد والحسينيات التي صلت لروحه الطاهرة ، فقد تشاركنا دائمأً في الأفراح والأحزان وكانت صلاتنا دائماً صلاة واحدة
وأختم بالشكر الجزيل لصفحة يهود سوريا في الفيسبوك التي كتبت ذات يوم عبارة رائعة تداولتها مجموعة من الصحف والمجلات العربية ، حين قالت :
" من بقي من أبناء طائفتنا في دمشق يعيشون براحة تامة ولا يخجلون الظهور الإعلامي، والحكومة السورية لا تقيدنا وتحترمنا ، والسيد الرئيس بشار الأسد يتواصل معنا بكل محبة ويقف عند طلباتنا "
ونحن نضيف على ذالك ، بأنكم إخوتنا في هذا الوطن ، وسوريا وطنكم وأنتم سوريين وستظلون سوريين وسنفتخر جميعاً دائماً بأننا ننتمي لسوريا ، دمتم ودامت سوريا ، وكل عام وأنتم بألف خير .. عيد كانوكا مبارك
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم البيانات الرسمية والتوثيق 2013/12/05