برقية تهنئة إلى الشعب المسيحي الآشوري بمناسبة حلول رأس السنة البابلية
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم البيانات الرسمية والتوثيق 2015/04/01
##################################
مقدمة تاريخية عن الآشوريين ورأس السنة البابلية
#############################
الآشورية ليست أسم وحسب بل هي قومية وحضارة عريقة ، إن الآشوريين القدماء أقوام سامية عاشت في أعالي بلاد ما بين النهرين ويعود تاريخ إنشاء أقدم مستوطنة في المنطقة إلى 6,000 ق.م. في تل حسونة مسافة 35 كم جنوب مدينة الموصل. كما سيطرت على هذه المنطقة السومريون والأكديون والميتانيون ، ويعود أقدم ذكر لملك آشوري إلى القرن 23 قبل الميلاد لتبرز الإمبراطورية كقوة إقليمية في عهد شمشي أدد الأول
وكانت مملكة آشور دولة عسكرية تقوم على العبيد، وكان لها إنجازات معمارية وصنع التماثيل ولاسيما تماثيل الثيران المجنحة التي كانت تقام أمام القصر الملكي، وزينت الجدران بنقوش المعارك ورحلات الصيد ، الآشوريون هم من الأكديين الذين قطنوا المنطقة الشمالية من حوض نهر دجلة ، بعد الهجرة من منطقة بابل خلال العهد الأكدي وقد اختلط الاشوريون مع الشعوب الجبلية الحيثيين والحوريين
أكيتو بالسومرية أو أكيتي سنونم ، أو ريش شاتين بالأكادية هو عيد رأس السنة لدى الأكديين والبابليين والآشوريين ، ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان من كل عام ويستمر لمدة اثنا عشر يوماً ، ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى
أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية
من الجدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريون كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوما بأن شهر "نيسانو" أي نيسان يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الربيعي ، إلا أن المدونات الأثرية تبقى المرجع الأول والأخير ومنها الألواح المسمارية الموجودة في متحف لندن
تكلم وكتب الآشوريون كما البابليون باللغة الأكدية ، وبدء من عهد "شاروم كين" الثاني ولاحقاً الدولة البابلية الحديثة وأصبحت الآرامية تنافس الأكدية ، لكن مع ذلك بقيت اللغة الأكدية في الدولة الآشورية الحديثة هي لغة توثيق الكتابات الرسمية وذلك بكتابتها على الرقم الطينية بالخط المسماري
تهنئة بمناسبة عيد رأس السنة البابلية
#####################
بإسم الصليب المقدس وفادينا الحبيب يسوع المسيح، نتوجه في مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية بأصدق وأحر التهاني والمباركات لأخوتنا المسيحيين الآشوريين في ذكرى يوم رأس السنة البابلية الذي يصادف اليوم الأربعاء الأول من نيسان من عام 2015 ميلادية
في هذه المناسبة أيها الإخوة والأخوات نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة والغفران لأرواح كافة شهداء سوريا البررة، ولا سيما شهداء الشعب الآشوري البطل الذين قدسوا حضارتهم وتاريخهم العريق وضحوا بالثمين وقدموا أنفسهم شهداءً على أسم السيد المسيح له المجد، فداءً لسورية أرض الأجداد والحضارة
حيث نتذكر بحسرة وألم ما تعرضت له قرى الخابور السوري من عدوان إرهابي تكفيري غاشم وآثهم، إستهدف الأبرياء والآمنين من أطفال ونساء وشيوخ، ولابد لنا ان نتذكر أيضاً الشهداء الأبرار من أبناء الشعب الآشوري الذين قضوا شهداءً في المجازر الإرهابية بالعراق الشقيق، والتي أرتكبها الإرهاب الحاقد بحق الأبرياء من أبناء شعوبنا المسيحية الآشورية والسريانية والكلدانية.. تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته
إن الشعب الآشوري الذي يعتبر جزء هاماً من حضارة الأمة السورية الكبرى، لم يتوانى يوماً في الدفاع عن هذا الوطن المشترك الذي يجمعنا بعطفه الكبير جميعاً من كافة الأديان والمذاهب، فقد كان هذا الشعب دوماً ولا يزال .. معطاءً ، محباً ، كريماً ، مؤمناً ، طيب الأعراق وغني بما فيه الكفاية بالشرف و الكرامة .. تربطه بأرضه قومية راسخة وعقيدة صلبة، تعبر عن أصالة هذا الشعب وتمسكه بحضارته وبمسيحيته
وفي المؤامرة الأخيرة التي دبرت للإطاحة بسورية وتاريخها العريق، هب أبناء هذه الأمة السورية بكافة أديانهم وطوائفهم لنجدة أمتهم وصيانة عرضها وشرفها وكرامتها .. وأنتصروا بفضل صمودهم و وحدتهم و وعيهم وتمسكهم بالقيم الإنسانية والأخلاق ، فأنقذوا الأمة من شر التفرقة والتقسيم، وأنقذوا الحضارة الآرامية العريقة لبلادنا وكل الحضارات العريقة التي تشكل الجسد الواحد سورية من طوفان التخلف والجهل والظلام الذي حاول إجتياح البلاد
وبالنسبة لنا نحن كمسيحيين من كل الطوائف والمذاهب، بقينا تحت سقف الوطن سورية إلى جانب أخوتنا في الوطن وأثبتنا للعالم كله أن الدين المسيحي دين محبة وتعايش وسلام، ولاكنه في نفس الوقت ليس دين الإستسلام، وخاصة عندما نتعرض للإعتداء والعدوان ..، وأثبتنا بأننا نستطيع أن نقاوم وأن نحفظ تاريخنا وحضارتنا وأرضنا من التقسيم والإستعمار، وكما إنتصرنا في الماضي بدمائنا على "سيفو" سننتصر في الحاضر ودائماً سنظل منصورين لأننا اصحاب ارض وهوية وتاريخ
أيها الإخوة والأخوات .. اليوم نشهد ما تتعرض لهم مقدساتنا المسيحية من تدمير ونهب وإستهداف، ولا سيما ما فعله الإرهابيون بالآثار والكنائس التاريخية في كل من الموصل وحلب والرقة ومعلولا وصدد ويبرود والنبك وديرعطية وغيرها الكثير من الأماكن .. ونشهد ما يتعرض له إخوتنا في الدين من إرهاب عثماني قديم جديد يذكرنا بسيفو الدموي عام 1915 عندما قدمت شعوبنا المسيحية أكبر تضحية في تاريخ البشرية، إلا اننا كنا وسنظل صامدين ومتمسكين بأرض الأجداد، ولن تضعف هممنا وسنبقى اسياداً على عرش الحضارة والتاريخ مهما فعلوا ومهما اشتد إرهابهم
فهنيئاً لهذه الأرض الآرامية الطيبة مهد الحضارات والأيان، أرض السيد المسيح له المجد وأرض إنطلاق الرسالة المسيحة إلى شتى أصقاع الأرض ... أرض البركة والخير التي كانت وستظل قدوة الشعوب في المحبة والتعايش
أيها الشعب الآشوري الطيب .. في كل قرية ومدينة آشورية داخل سورية وفي المغتربات ، نساءً ورجالاً .. إننا نعيش واياكم وأبناء وطننا في زمن غريب عجيب ، نعيش في زمن غابت فيه قيم الإنسانية لدى الكثيرين من الناس وهذا أمر مؤسف ..
وفي هذا الزمن العصيب لم نعد نعلم من صديقنا ومن هو عدونا، بدئنا نشهد الخداع والمكر والوجوه المزيفة .. إلا أن الطيبين الصادقين لا يزالون موجودين وهم كثر، وبالطبع أنتم منهم، لذا فنحن في مؤسستنا مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية نشكركم ونقيم كثيراً دعمكم
لقد وقفتم إلى جانب مؤسستنا وإلى جانب الوطن في فترات زمنية حرجة وفي مواقف عصيبة عديدة من مراحل مقاومتنا كمؤسسة تحديداً ، وكان وقوفاً مشرفاً نرفع رأسنا ونفتخر به، في حين تخلى عننا الكثيرون ممن كنا نظنهم سنداً لنا في طريق المقاومة والنضال دفاعاً عن سوريا وشعبها، ويؤسفنا أن البعض من هؤلاء هم من الذين كنا ولا نزال ندافع عنهم ..
ولهذا .. فإنه من الواجب علينا أن نرد لكم جميلكم تجاه مؤسستنا وتجاه الوطن سورية، وذالك من خلال الحفاض لى الأمانة والثقة التي منحها الشعب الآشوري لمؤسستنا ومعه العديد من الناس الآخرين الشرفاء والطيبين، ومتابعة طريق النضال والمقاومة بالحرف والكلمة والموقف كما عهد الجميع مؤسستنا "مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية"
وفي عيد رأس السنة البابلية، عيد أعرق حضارة وقومية مسيحية عرفت في بلاد ما بين النهيرن،.. نتوجه اليكم مجدداً بأصدق وأحر عبارات التهنئة، راجيين من الله تعالى ان يوفقكم وأن يحفظكم ويحميكم، داخل الوطن وفي المغتربات على حد سواء، وأن ويبعد عنكم كل شر ومكروه وأذى، وأن يتقبل منكم أبنائكم الشهداء الأبرار في ملكوت السموات إلى جانب سيدنا يسوع المسيح .
بكل الصدق .. كل عام وأنتم بخير وسورية بألف خير وقائدنا المفدى الدكتور بشار الأسد بألف خير
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم البيانات الرسمية والتوثيق 2015/04/01