"جبهة النصرة" وسر الانسحاب من "رأس العين" بسوريا
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2013/11/07
##################################
انتقلت السيطرة في رأس العين السوریة وجميع القرى بين رأس العين وتل تمر بريف الحسكة، والبالغة عشرات القرى، انتقلت وبسرعة فائقة من سيطرة ابرز التنظيمات المسلحة (داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام)، الى المقاتلين الاكراد ووحدات حماية الشعب الكردي
ما حدث خلال هذه الانتصارات السريعة يكاد يقارب في تأثيره هزات الزلازل، ففي لمح البصر انتقلت السيطرة على هذه القرى الممتدة على مساحات كبيرة من يد التنظيمات (الجهادية) إلى يد وحدات الحماية الشعبية، حتى أن بعض المراقبين لاحظ أنه لو كان انتقال السيطرة جرى بالتوافق بين الأطراف وبشكل سلمي لاحتاج إلى أكثر من يومين أو ثلاثة وهي الفترة التي تمكنت خلالها وحدات الحماية على بسط سيطرتها في المنطقة طاردة المسلحين وتنظيماتهم المتطرفة منها
وهما بلغت قوة وحدات الحماية الشعبية القتالية، وأياً كانت حنكة الخطة التي وضعتها لتنفيذ حملتها العسكرية التي أطلقتها وفاء لقتلاها في رأس العين، فإن كل ذلك لا يكفي لتفسير الزلزال الذي ضرب منطقة رأس العين، مزلزلاً عروش أمراء المسلحين فيها ومشرّداً تجمعاتهم دافعاً إياهم إلى الانسحاب والهرب بين ليلة وضحاها. فما هو السر وراء ما حدث في رأس العين؟
قد يبدو غريباً أن نقول أن كشف السر الكامن وراء "زلزال رأس العين" هو بحد ذاته يشكل سراً آخر يحتاج إلى التفسير والكشف عنه!
ونقلت وكالة أنباء آسيا عن مصادر خاصة أنه منذ اليوم الأول لبدء الهجوم العسكري الذي أطلقته وحدات حماية الشعب الكردي مستهدفة السيطرة على قرى رأس العين، حدث أمر مريب وغريب في نفس الوقت
فقد تفاجأت جميع الكتائب والجماعات المسلحة المشاركة في التصدي لهجوم وحدات حماية الشعب الكردي، بالخطوة التي أقدمت عليها جبهة النصرة والتي تعتبر من أبرز الجماعات المرابطة في المنطقة وأكثرها قوة، حيث قامت جبهة النصرة بتنفيذ انسحاب كامل من كافة مقراتها ومواقعها ومراكزها في تلك القرى، وذلك دون أن تطلق طلقة واحدة، واتجه عناصرها المنسحبون نحو حلب وإدلب
وتؤكد المصادر أن جبهة النصرة أقدمت على خطوة الانسحاب من مقراتها ومواقعها دون أن تبلغ أحداً من شركائها وحلفائها من قبل، الأمر الذي فاجأ جميع القيادات المسلحة وأوقعهم في صدمة كبيرة لم يستطيعوا الخروج منها. علاوة على أن الفراغ الذي أحدثه انسحاب جبهة النصرة كان أكبر من أن يمكن تفاديه أو استيعابه، كما أن عنصر المفاجأة في الانسحاب وضيق الوقت جعل من غير الممكن التفكير بإملاء الفراغ بقوات جديدة
وفي أعقاب الانسحاب المفاجئ لجبهة النصرة وما ترتب عليه من خلق فجوات وثغرات كبيرة في صفوف الجماعات المسلحة التي يفترض أنها تدافع ضد هجوم وحدات الحماية، إنهارت بسرعة كبيرة منظومة التحصينات التي أقامتها هذه الجماعات ولاسيما بعد أن تدفقت إليها القوات الكردية من خلال تلك الفجوات والثغرات، فلم تجد أمامها سوى اللحاق بجبهة النصرة والانسحاب من قرى رأس العين تجر وراءها ليس ذيول الخيبة وحسب، وإنما ذيول أسئلة كبيرة عن حقيقة ما حدث ولماذا حدث
لا أحد يعرف لماذا أقدمت جبهة النصرة على هذه الخطوة المفاجئة، ولماذا قررت الانسحاب بلمح البصر وفي غفلة عن حلفائها ودون إبلاغهم حتى، تاركة إياهم ترتج الأرض من تحتهم بفعل الزلازل التي تعرضوا لها في تلك الليالي الثلاث
وقد يكون مما له دلالته أن أحد إعلاميي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، كتب على حسابه في تويتر بعد أن عاين بنفسه كارثة الانسحاب التي قامت بها جبهة النصرة وتأثيرها على معنويات الجماعات المسلحة الأخرى، ما دفعها إلى الانسحاب أيضاً تاركين القوات الكردية تبسط سيطرتها على قرية تلو أخرى دون أي معركة حقيقية، فقط كتب: "لا تسأل عن سبب انسحابات الكبار ...بل أسأل عمن أجبرهم على ذلك بانسحابه من مناطق حساسة" وهو يقصد بمن أجبرهم على ذلك: جبهة النصرة، ولكنه لم يسمها
ويبدو أن عناصر جبهة النصرة أنفسهم تفاجأوا بهذا الانسحاب، ولم يعلموا به إلا في اللحظة التي أتتهم بها الأوامر لتنفيذه، وهو ما جعل الكثير من عناصر جبهة النصرة يشعرون بالخيبة والإحباط من قيادتهم، وبحسب مصدر مقرب من جبهة النصرة، فإن بوادر انشقاق جديدة عن الجبهة قد بدأت تظهر في الأفق، وسببها الرئيس الاحتجاج على الانسحاب الكارثي الذي أقدمت عليه جبهة النصرة من قرى رأس العين
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2013/11/07