بقلم النسر السوري
مشرف الدراسات السياسية في الموقع الرسمي للبنت السورية
تناقلت وسائل الاعلام السورية خلال الشهرين الماضيين إسم معسكر "وادي الضيف" و"الحامدية"، مترافقاً مع "بروباغندا" إعلامية، وفشل عناصر "جبهة النصرة" والميليشيات المسلحة في السيطرة على معسكر "وادي الضيف"، الذي يعد الموقع الاستراتيجي الاهم في مناطق "معرة النعمان" في ريف ادلب.
وتكمن أهمية هذان المعسكران، أنهما يقعان غرب مدينة معرة النعمان وعلى بعد 500 متر من طريق حلب ـ دمشق الدولي. وإن عمل "جبهة النصرة" والمجموعات المسلحة للسيطرة عليهما، كان ينحصر في عدة أسباب أهمها، قطع طريق الامداد ونقاط العبور نحو الحدود الشمالية مع تركيا. وهذا سيؤدي الى قطع طريق الامداد امام الجيش السوري لمد قواته التي تخوض معارك حلب وريف ادلب بالدعم، ما سيعزز سيطرة المسلحين على مناطق شمال غرب سورية، بعد أن دخل المسلحون لمدينة معرة النعمان.
أما قاعدة وادي الضيف والحامدية، فهي عبارة عن مجموعة ثكنات عسكرية صغيرة، تحتوي على خزانات وقود "ديزل" ضخمة، حاول المسلحون الاستيلاء عليها، كون التجارة الرائجة بين المسلحين هي تجارة تهريب الوقود إلى تركيا ولبنان.
وفي سياق متصل، حصلت عملية عسكرية مفاجئة وتكتيك جديد نفذه الجيش السوري، بدأ بتقدم له في معرة النعمان، ليشرع بتأمين الطريق الدولي بين خان شيخون ومعرة النعمان، وصولاً لموقعي وادي الضيف والحامدية، من محوري بلدتي بابولين والتح. وقطع طرق الامداد عن المجموعات المسلحة التي تحاصر موقعي وادي الضيف والحامدية، كما قام بإحداث نقاط تمركز عسكرية له على الطريق.
الى ذلك، فإن قطع الجيش طريق الامداد هذا عن المجموعات المسلحة، أصابها بالشلل الكامل، خاصة وأن هذا الطريق يعتبر الطريق الوحيد لهم، لنقل الذخيرة والعتاد وتنقل المسلحين الذين يقومون بإغلاق الطريق الدولي في عدة نقاط. وخلال تقدم عناصر الجيش، تم اكتشاف خندق بطول اكثر من 100 متر كان مركز تحصن المسلحين على الطريق الدولي، وبعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، تم اعتقال عدد من المسلحين، ومقتل عدد كبير منهم وفرار آخرين، تاركين خلفهم اسلحة وذخائر. وبينما ترك المسلحون سيارات مجهزة برشاشات ومدافع هاون، فككت وحدات الهندسة في الجيش السوري، ما يقارب 80 عبوة ناسفة منها بوزن 200 كيلو غرام، زرعها المسلحون على الطريق الدولي لإعاقة تقدم الجيش.
يذكر أن المجموعات المسلحة التي اعلنت قبل أشهر ما يسمى معركة "البنيان المرصوص" للاستيلاء على موقعي وادي الضيف والحامدية، اعلنت فشلها أمس، لتبدأ بالتسويق لما اسمته دحر الارهاب من مشارف وادي الضيف، وتشكيل غرفة عمليات في تركية بمشاركة كل من ما يسمى حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"صقور الشام" و"المجلس العسكري في محافظة إدلب".