كلمة إلى كافة السوريين بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2013 - بقلم البنت السورية د.حنان نورا الحايك - الموقع الرسمي
########################
هذا فيديو من حفلة رأس السنة في سوريا 2010 ، لم يعلم السوريون وقتها بأنها ستكون آخر حفلة لهم مع الذين أصبحوا الآن شهداءً وترقد اجسادهم تحت الأرض .. حفلة أخيرة قبل أن يأتي الإرهاب الخليجي الوهابي الصهيوني وأن يبتلع إبتسامة الأطفال ونضارة الأشجار ولون السماء والبحار
لم يكن السوريون يعلمون بأن هذا الإرهاب سوف يقتل المسيحيين فيحرق ويدمر كنائسهم ، وأنه لن يستثني المساجد أيضاً فيخربها ويحرقها ويحول مآذنها لمرمى نيران القناصات وستتحول حرماتها لأوكار بث التكفير .. لم يعلموا ان كنيسة أم الزنار السريانية الحمصية الوديعة ستطؤها أحذية الصليبيين .. وأن الأثر النبوي الشريف في حلب سيسرق من قبل التكفيريين الظلاميين
لم يعلموا ولم يتصوروا بأن الجار سوف يذبح إبنهم ويكبر عليه ، وأن المازوت والكهرباء والخبز والغاز وفوق كل ذالك الأمن والأمان سوف يصبح حلماً ... ولم يكن في الحسبان أن طوق العقوبات المبشرة بالجوع والحرمان سوف يخنقهم ، وأن الغريب سيدخل بيتهم ومدينتهم ليقتلهم
لم يتصوروا ان الأمر سيتعدى الحريات والديمقراطيات ليصل إلى الحوريات والتفجيرات ! .. ستزهق الأرواح ويقتلون الأبرياء ... وسيأتي أشخاص يبيعون الوطن وتاريخ الوطن وحضارة الوطن مقابل فضة من مال الخساسة والذل والعمالة
لم يتصوروا ان موجة الحقد المميتة ستطال كل شي .. المشافي ، المدارس ، القطارات ، النفط ، الكهرباء ، الإعلام ، الإقتصاد ... حتى القطع العسكرية والمطارات التي تعتبر جهاز المناعة في الجسد السوري سوف تطالها الأيدي الخبيثة ..
لم يتصوروا انهم سيودعون بعضهم بعضاً .. وسيشعلون الشموع لبعضهم البعض .. وسيعلقون صور أحبابهم في المنازل وعليها شريطة سوداء تحكي حكاية ألم لفراق رب أسرة ، أو فراق أم حنون ، أو طفل وحيد لأهله ..
ولم يتصوروا ايضاً أنهم سيشهدون خيانة لاعب كرة قدم ما أحبوه وشجعوه كثيراً .. أو البعض من السياسيين وأصحاب المناصب من الذين صوتوا لهم وانتخبوهم ليمثلوهم .. أو بعض الجنود الذين باعوا أنفسهم للشيطان وبذالك باعوا قسمهم أيضاً .. إنصدموا كثيراً وما من شيء من الآن وصاعداً يبدوا صادماً بالنسبة لهم
ولكنهم ومع كل ذالك ، لم يتصوروا انه بارغم كل هذه الأسطر الطويلة التي إختصرناها .. سيشهدون أناس شرفاء ومعادن أصيلة لدى الكثيرين من حولهم ، وسيشهدون إصلاحات لم تكن في حسبانهم ، ومواقف رائعة لأصدقاء ودول وشعوب كثيرة ... وإنتصارات ساحقة تفجر الأساطير الإعلامية والإمبراطوريات العثمانية والنفطية
والأجمل من كل ذالك أنهم سيدهشون بأن النصر الكبير سيكون حليفهم وسيشهدونه ويعيشونه ، وسيدفع المتآمرون كافة فاتورة خسارتهم بإعادة الجولان إليهم لحفظ ماء الوجه ... ! وستكون هناك حفلات أجمل من هذه التي ترونها الآن في هذا الفيديو التذكاري
كل عام وانتم بألف خير ، عام ميلادي جديد سعيد فيه نصر مبين
بكل الصدق .. د.حنان نورا الحايك
المديرة العامة لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
2012/12/31