يوم صيف حار إستراحت فيه أشعة الشمس على جدران بيوت حارتي ..
بقلم البنت السورية الدكتورة حنان نورا الحايك
#################
لازلت ابحث على المفردات الضائعة بين أسطر ذكرياتي في حارتي القديمة بحي باب توما الدمشقي ، .. أعثر عليها مبعثرة بين سنين الماضي وأرتبها وأصفتها فأجد نفسي في منزل دمشقي قديم رطب وبارد تتسل من نوافذه أشعة شمس الصيف الحارقة
وأصفت الكلمات المبعثرة فأجد نفسي اسمع صوت الماء المتدفق في بحرة ارض الدار العتيق .. وترتسم في مخيلتي بوضوح صورة ذالك اليوم الصيفي الحار الذي تتستريح فيه أشعة الشمس على جدران بيوت حارتي .. تداعب اذني أصوات الدراجات الهوائية المارة من الحارة بين الحين والآخر ، و اصوات الباعة الذين يتجولون في الحارات
وأجد مفردات أخرى مبعثرة هنا وهناك .. وأصفتها لأجد نفسي في ذالك اليوم استنشق رائحة "الكوسا محشي" والطعام الشهي الذي تحضره والدتي ...
وأنهض لألقي نظرة على البحرة الجميلة في باحة بيتنا القديم .. وإذ تجدني اصتدم بمنظر العريشة الجميلة المتدلية التي ربيت انا وإياها سويةً .. كم هي جميلة ، وكم هي جميلة أزهار الياسمين الشامي التي تزين باحة بيتنا ...
لا زلت ابحث عن المفردات .. آه لقد وجدت شيئاً .. نعم تذكرت جرة الفخار الموضوعة بجانب باب المطبخ ، كنت اشرب منها الماء البارد العذب بتلك الكأس المعدنية ، .. ولا تزال المفردات كثيرة وبحاجة لمن يرتبها في اسطر مخيلتي
مفردات أخرى ارتبها فأجد الأزهار الجميلة الموضوعة في باحة المنزل بداخل علب تنكية كانت في السابق علب سمنة عربية ...
وارتب مفردات أخرى فأجد شقيقتي الصغيرة تتابع أفلام الكرتون على تلفازنا السيرونيكس القديم ذو الأزرار الدائرية الأربعة الكبيرة .. يااااه .. كم كنت اشتاق لهذه الأيام ولا ازال
البنت السورية الدكتورة حنان نورا الحايك