لقاء روحي للبطاركة الأنطاكيين في الكاتدرائية المريمية بدمشق.. البطريرك يازجي: كفى دمارا ووأدا للبشرية ولحضارتها في موطنها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/06/08
##################################
بدأ اليوم اللقاء الروحي للبطاركة الانطاكيين في الكاتدرائية المريمية بدمشق بمشاركة البطاركة يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس ومار اغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم وغريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك والكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي والسفير البابوي بدمشق ماريو زيناري.
وقال البطريرك يازجي في كلمة في بداية اللقاء “نطل اليوم بمعية الإنسان المحارب بلقمة عيشه والذي يدفع من حياته فواتير الإرهاب والتكفير والخطف الأعمى والحصار الخانق وفقدان الأحباء وتدمير أوابد العيش المشترك لنقول كفى دمارا ووأدا للبشرية ولحضارتها في موطنها.. نطل لنقول إن قدس أقداسنا هو الإنسان وقلب المسيحية هو قلب الإنسان الذي تكتنفه ظلمة ومحن هذا العالم والذي من عتمة ظلمه يلمس رب النور”.
ولفت البطريرك يازجي إلى أن مشهد لقاء الأخوة “اجتماع بطاركة أنطاكية في هذا الظرف في سورية وفي دمشق تحديدا” هو رسالة صادقة لشعب المشرق والعالم أجمع قائلا “أردناه لقاء في دمشق لنطلق من هنا نداء المريمية.. لنطلق في الوقت نفسه نداء سلام ورسالة مصالحة ووقفة تاريخ أمام ما يجري ويتسارع من أحداث” .
وأضاف البطريرك يازجي “أخاطب من هنا ضمير العالم وكواليس ومنابر الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية والحكومات وأقول.. يكفينا هزا لسيادة الأوطان في مشرقنا.. أخاطب البشرية بكرامة كنيسة أنطاكية المجروحة لخطف كهنتها ومطارنتها مطراني حلب يوحنا وبولس وتهجير مسيحييها في أكثر من بقعة وتحميلهم الجزية.. أخاطبها بأوابد التاريخ المشرقية وأوابد التاريخ هذه ليست أوابد آثار فحسب بل هي أوابد وحاضر وقيم” .
وتابع “أخاطبها بأرواح شهداء سورية الموجوعة باستهداف جيشها وناسها وأوابدها وبحرقة لبنان واللبنانيين الذين ينتظرون عسكرهم المخطوف ورئاستهم المعلقة وبالعراق المستنزف ومصر وليبيا واليمن الذين يئنون تحت نار الاضطرابات.. أخاطبها بجراح فلسطين التي لم تندمل منذ أكثر من 60 عاما .. أخاطبها لا بداعي الخوف مما يحدث بل بداعي الوجل أمام هذه اللاإكتراثية تجاه إنسان هذا المشرق من أي صنف كان”.
ولفت البطريرك يازجي إلى أن “المسيحية وغيرها من أصوات الاعتدال والأقليات والأكثريات تدفع ضريبة غالية من التهجير والإرهاب والتكفير” مؤكدا الرسوخ بالأرض والدفاع عنها بالقول “رغم ذلك نحن واضعون نصب أعيننا أننا أقوياء بالحق وبنور الرب وبقوة الإرادة الحق بالرسوخ بالأرض والدفاع عنها مهما عتا وجه الزمن وإن قوة الإرادة هذه هي التي أوصلت لنا إيمان وأمانة أجدادنا منذ ألفي عام”.
وأشار البطريرك يازجي إلى أن المسيحيين الأنطاكيين حملوا “الشهادة للمسيح في حياتهم ومحبة لكل الناس” وقال “نحن مدعوون أن نكون دائما كما كنا وسنبقى خميرا راسخا متجذرا في هذا الشرق”.
وأضاف البطريرك يازجي “لأبنائنا في هذا المشرق.. باسمكم المجتمعين نبعث سلام قيامة وسلام رجاء.. نحن لا نهاب وجه التاريخ وإذا ما كتبت لنا الأقدار أن نكون أمام سؤال مصيري أنبقى أم نرحل فإن جوابنا إننا باقون والشدة إلى زوال عاجلا أم آجلا.. نقول هذا رغم تفهمنا لكل ما دفع ويدفع كثيرا من أبنائنا للهجرة ورغم قساوة وبؤس الأيام الحاضرة.. نقول ونكرر إن الوطن هوية والأرض بالنسبة لنا هي هوية فكيف بها إذا كانت أرض المسيح وأرض تلاميذه”.
ودعا البطريرك يازجي لقراءة التاريخ جيدا مبينا أن القراءة هي “لنتعلم أن أمانة الإيمان التي تشربها الرسل من فم الرب وأورثوها لأجدادنا لم تأتنا على أكف الراحات وأن الشدة الحاصلة هنا وفي أي مكان هي الكفيلة بأن تظهر معدن الناس ونحن أناس لقبنا مسيحيين في هذه الأرض ومن كان معدنه المسيح فهو المغير وجه التاريخ رغم كل قساوته”.
وأشار البطريرك يازجي الى أن صلاة المجتمعين “من هذا المكان المقدس.. هذه الدار البطريركية من الكنيسة المريمية في دمشق وهي جارة الأموي” تدعو الى أن يكلل الله اللقاء بنوره ويرسل السلام لهذا المشرق وعالمه وكنيسته.
من جهته عبر البطريرك الراعي عن شكره على دعوة بطاركة انطاكية وقال “هو فرح كبير أن نلتقي كأخوة مؤتمنين على خدمة شعبنا في هذا المشرق وحيث هم في العالم كما أننا سعداء بأن يكون معنا السفير البابوي ومطارنة الأبرشيات بهذه المنطقة وفرحتنا كبيرة أن نلتقي وأننا دائما قلب واحد ونفس واحدة وهذا يساعد شعبنا ويعطيه المزيد من الأمل”.
وأكد البطريرك الراعي أنه يؤيد كل ما دعا اليه البطريرك يازجي مضيفا “وتبقى المشكلة الأساسية أن نتباحث في همنا المشترك كيف نحافظ على شعبنا في أرضنا”
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/06/08