المقداد: ميثاق الأمم المتحدة لم يعد الوثيقة التي تحكم دورها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/28
##################################
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن ميثاق الأمم المتحدة لم يعد الوثيقة التي تحكم دور الأمم المتحدة في عالم اليوم ولم يعد الوثيقة الأساسية التي تستند إليها الأمانة العامة في تنفيذ مهماتها وهي أمور تسيء للأمم المتحدة وتضعف ثقة دول العالم بها وبدورها الذي أخذ ينحاز منذ انتهاء الحرب الباردة لمصلحة المخططات الغربية وتصورات الغرب لما يجب أن يكون عليه العالم وخصوصاً عدم سماح هذه الدول بالتعامل مع المشاكل التي يمر بها العالم في إطار من العلاقات الدولية الديمقراطية المبنية على احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة شعوبها وأرضها واحترام خصوصياتها وحقوقها
وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم “ان أكثر ما يبرز ذلك من مخالفات للميثاق هي السياسات الغربية التي حالت حتى الآن دون إيجاد حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني وحقه في ممارسة حريته وتقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على أرضه وجاءت الأزمة التي تواجهها سورية والتي تعود بشكل أساسي إلى تدخل /إسرائيل/ والبلدان الغربية وحلفائها وأدواتها في المنطقة بشؤون سورية ودعم هؤلاء للإرهاب فيها من دون خجل أو تردد وتبرير ذلك بذرائع أثبتت الأيام أنها لا يمكن أن تصمد أمام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده ولا أمام القانون الدولي الذي يرفض العدوان وسياسات استخدام القوة والهيمنة”
وأضاف المقداد ان “بعض الدول النافذة في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقوم بالمصادقة على قرارات لمكافحة الإرهاب إلا أنها تنقلب على هذه القرارات وتجعل منها مجرد أوراق تنسى هذه الدول ما كتب عليها وتستمر في دعم الإرهاب الذي تواجهه سورية نيابة عن دول العالم حيث تقوم الولايات المتحدة وتابعوها بدعم دول مثل تركيا والسعودية اللتين تقومان علناً وعلى رؤوس الأشهاد بتمويل وتسليح وتدريب وإيواء الإرهابيين والدفع بهم إلى سورية لقتل شعبها وسفك دماء الأبرياء فيها”
وأشار المقداد إلى التفاف بعض الدول النافذة على ميثاق الأمم المتحدة واعتمادها أساليب شيطانية لتفسير مضمونه أو لفرض تفسير خاص ومحرف للميثاق يخدم مصالحها، وفي هذه الحالة يصبح العدوان الذي تمارسه هذه الدول على بلد مثل سورية مبرراً علماً أن الميثاق يحرم بمعانيه استخدام الأمم المتحدة لتغيير الأنظمة السياسية في البلدان بعيداً عن إرادة شعوبها كما أن البعض يخالف الميثاق والقانون الدولي من خلال ابتداع تسميات جديدة للإرهابيين مثل /المعارضة المسلحة المعتدلة/ في مخالفة للقانون الدولي الذي لا يبرر تحت أي عنوان كان دعم المسلحين ضد حق الدولة في الدفاع عن مواطنيها وهذا حق أصيل تضمنه كل القوانين والأعراف الدولية
ولفت المقداد إلى ان أي قضية عادلة لم تتعرض للتشويه والتضليل من قبل بعض مسؤولي الأمم المتحدة كما هي الحال في معركة الشعب السوري ضد الإرهاب وعلى سبيل المثال فقد ادعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قبل يومين أن قوات الجيش العربي السوري تحاصر بعض المناطق وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها إلا أن الأمانة العامة ووكيلة الأمين العام يعرفون جيداً أن الحصار الذي يتحدثون عنه هو “وهم في عقولهم” فقط فكيف تحاصر سورية شعبها من جهة وهو الشعب الذي يبذل جيشه دمه الطاهر من أجل حمايته من الإرهاب وكيف تتم محاصرة هذه المناطق وجميع أشكال الأسلحة ومعدات القتل تصلها من تركيا والأردن وحكام السعودية من دون أي تفكير بالأبرياء الذين ستقتلهم هذه الأسلحة أما السؤال الأكثر حساسية فهو.. ماذا سيقول قادة هذه الدول مثل السعودية والأردن إذا قامت دول أخرى بدعم “المعارضات المعتدلة” والعشائر فيها بالأسلحة ومعدات القتل
وقال المقداد ان “الهزات السياسية العنيفة التي شهدها العالم عند نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وبداية التسعينيات منه جاءت لتشجع المعسكر الغربي بكل مكوناته الأوروبية والأميركية وغيرها مثل استراليا وكندا على اتباع سياسة تعسفية بهدف حسم المعركة لمصلحته وترسيخ سيادته وهيمنته على حاضر ومستقبل العالم وكان أكبر دليل على هذه السياسة الغربية هو أن حلف شمال الأطلسي لم يتغير بل زادت الولايات المتحدة من تعزيز قوته ودوره وتفعيل قيامه بعمليات عسكرية ضد البلدان التي يدعون ضرورة تطويعها بحسب قناعاتهم وبما يخدم مصالحهم وهذا ما تم عملياً في يوغسلافيا السابقة وليبيا وأفغانستان”
وبين المقداد ان الأمم المتحدة ليست كياناً يعيش في فراغ ولا هي مؤسسة خيرية تقدم المساعدات في عالم مثالي لحل المشاكل التي تواجه البشرية كما أنها ليست أمانة عامة وآلاف من الموظفين الذين يجلسون خلف أجهزة الحاسوب لمراقبة الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية والصحية والاجتماعية وتصميم حلول عاجلة لإصلاح أي خلل في الصور والأرقام التي تظهر أمامهم بل إن جميع هؤلاء يخضعون لقيود ولوائح تنظيمية ومراقبة من قبل دول تمول في كثير من الأحيان قيام هؤلاء بالعمل المطلوب منهم وهذا لا يعني إطلاقاً أن بعض هؤلاء لا يضحي أحياناً بكل الامتيازات لقول “كلمة حق أمام ممول أو مسؤول ظالم” كما أن ذلك لا يعني أن وكالات الأمم المتحدة المختصة لا تقوم بعمل يلقى تقديرنا واحترامنا في مجالات عدة
وأشار المقداد إلى ان الإصلاح الحقيقي للأمم المتحدة هو ذلك الجهد الذي يجب على الجميع القيام به بكل إخلاص وشفافية بما يخدم الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ويمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت مبررات “مصطنعة وواهية” ويحفظ للدول النامية حقوقها ويحدد واجباتها على قدر المساواة مع الدول الغربية موضحا انه بعد الأحداث التي تعصف بالكثير من دول العالم وقيام عدد معروف من الدول التي تدعم الإرهاب بشراء الذمم والضمائر فإن عالم اليوم يزداد خطورة وينذر بمستقبل قاتم لشعوبه بما يجعل نافذة إصلاح الوضع الدولي ودور الأمم المتحدة في هذا العالم أكثر صعوبة وتعقيداً
وختم المقداد مقاله بالقول “نحن ما زلنا نؤمن بدور الأمم المتحدة وما زلنا نعمل مع الآخرين لإصلاح ما أصابها من خلل في أدائها وفي طريقة عملها وصنع القرار فيها لكننا نؤكد أن فرص إصلاح المنظمة لن تمتد إلى الأبد وبخاصة عندما تتفاقم شراهة الدول الغربية للهيمنة الاقتصادية والسياسية على عالم اليوم”
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/28