المقداد: الغرب يتعامل مع الإرهابيين في سورية بطريقة مواربة وممارسات الكثير من مسؤوليه تقوم على الكذب والنفاق
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/14
##################################
أكد الدكتور “فيصل المقداد” نائب وزير الخارجية والمغتربين ان سياسات وممارسات الكثير من المسؤولين الغربيين خصوصاً “الفرنسيين والبريطانيين” تقوم أساساً على “الكذب والنفاق وازدواجية المعايير” وهم لا يتورعون في تعاملهم مع الأوضاع في المنطقة العربية عن استخدام الأساليب “الأكثر انحطاطاً وسخافة” في تاريخ العلاقات الدولية
وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم “ان الكثير من هؤلاء المسؤولين لا يرى في العالم الآخر إلا ما يخدم مصالحهم الشخصية والمواقف الرخيصة لحكوماتهم على حساب الحقيقة فضلا عن أن مواقف الغرب البعيدة عن المبادئ والقيم الكونية لم تتغير على الإطلاق منذ أيام الاستعمار والاحتلال المباشر إلى ما نسميه الآن في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين على أنه الاحتلال والاستعمار غير المباشر”
ولفت المقداد إلى ان الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أصدروا الكثير من القرارات التي قامت ببنائها على معاناة وآلام الشعب السوري وتعميق الأزمة التي يمر بها وتناقض هذه القرارات والسياسات المصالح الأساسية للشعب السوري متسائلا.. كيف يمكن للحكومتين الفرنسية والبريطانية فرض عقوبات على السوريين أشخاصاً ومؤسسات والادعاء أن هذه العقوبات الاقتصادية تخدم في شكل خاص الشعب السوري
وأشار المقداد إلى إصدار الاتحاد الأوروبي قراراً فرض بموجبه عقوبات على مجموعة من السوريين بذريعة قيام نحو ثلاثة عشر ما أسموه “جهة” تعمل في مجال شروع استخدام الأسلحة الكيميائية وهو كلام عار من الصحة وأثبتت تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تناقضه مع ما تم إنجازه في هذا المجال مضيفا “لقد علمنا من العديد من الدول الأوروبية التي أصبح مسؤولوها يشتكون كثيرا في السر وقليلا في العلن من هيمنة النظام الفرنسي على قرارات الاتحاد الأوروبي بمختلف مؤسساته ان فرنسا قدمت بالتوافق مع آخر المتعاطفين معها مثل بريطانيا قائمة الأسماء الأخيرة وقد وافق الآخرون إذعانا عليها”
وأوضح المقداد ان مثل هذه الآلية المتبعة في الإطار الأوروبي لاتخاذ قرارات تجاه الدول المستقلة ذات السيادة يظهر الوضع المتدهور الذي وصل إليه الوضع الدولي والعلاقات الديمقراطية في العلاقات بين الدول التي يرفض “دعاة الديمقراطية” هؤلاء مجرد مناقشتها في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى دون نسيان الدور الأميركي في فرض هذه التوجهات على عالم اليوم وتوزيع الأدوار مشيرا إلى انه وفي سياق متابعة تنفيذ مثل هذه العقوبات بما في ذلك الإجراءات أحادية الجانب، يقوم مفتشو أجهزة الاستخبارات الأميركية ووزارة الخزانة فيها بالتفتيش في بنوك العالم على حساباتها في شكل مباشر ومراقبة حركتها المالية للتأكد من أن الجزاءات يتم تنفيذها على سورية وروسيا وغيرها كما تشتهي الولايات المتحدة وربيبتها “إسرائيل” من دون أي اعتبار لسيادة واستقلال الدول ومصالحها ومصالح مؤسساتها المالية المباشرة
وشدد المقداد على ان الغرب يتعامل مع الإرهاب والإرهابيين في سورية وباقي الدول العربية “بطريقة مواربة” حيث لجؤوا إلى دعم الحرب الإرهابية على سورية المعلنة من قبل فلول عصابات “الإخوان المسلمين” المجرمة وحلفائهم من قطعان “الوهابيين والداعشيين والنصرويين وتحالف الديمقراطيين الغربيين من ساركوزي وهولاند وآخرين مع أعتى أشكال التسلط والتخلف من أنظمة شمولية ليس في منطقة الخليج فقط بل في أجزاء أخرى كثيرة من العالم توزع الأدوار على قادتها ليقوموا بتنفيذها من دون أي سؤال أو جواب وعندما يقوم آخر ملحق في السفارات الأميركية والفرنسية والبريطانية وغيرها بتقديم التوجيهات لمن يطلقون على أنفسهم ملوكاً ورؤساء وأمراء فإنها تحظى بالطاعة ويقوم ممثلو هؤلاء في جنيف ونيويورك ومنابر دولية أخرى بالتصويت لها أو تبنيها من دون قراءتها.. وأنا لا أبالغ في ذلك
وكشف المقداد ان توزيع الادوار بين الدول النافذة في الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة أصبح معروفا لكل من يفهم في ألف باء السياسة الدولية لكن أن يبنى توزيع الأدوار على أسس لاأخلاقية فهذه هي المشكلة والمشكلة الأكبر هي ممارسة مثل هذه السياسات التي تتناقض مع المبادئ التي اعتمدتها الدول الأوروبية منذ ويستفاليا مروراً بصياغة القانون الإنساني الدولي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأخيراً في القرن العشرين قبيل وبعد الحربين العالميتين الأوروبيتين يعتبر تضليلاً للذات وكذباً على النفس قبل أن يكون كذباً على الآخرين لافتا إلى ان ما يدل على أكاذيب العديد من المسؤولين الأوروبيين هو دعمهم للإرهاب والإرهابيين عندما يتعلق الأمر بسورية، وزعمهم مكافحة الإرهاب الذي تمارسه جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا التي أعلن قادتها ولاءهم للإرهابي “البغدادي” ويدعون أنهم ينسقون سبل مكافحتها مع الحكومة النيجيرية ولكنهم يمارسون الكذب عندما يقولون ان “داعش” في سورية وضعها مختلف ولا يوجهون ولو كلمة لوم إلى حكومة أردوغان في تركيا التي يقول زعماء المعارضة التركية وبعض المسؤولين السابقين في النظام التركي مثل “عزيز تاكجي” وكيل النيابة التركية السابق في مدينة أضنة “إن تركيا قد تحولت إلى جنة للإرهابيين”
وقال المقداد “اننا لم نعثر على أي اثر للتعاون والتضامن الذي تبديه معظم دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها إزاء بعض السياسات الخارجية التي قد تضر بمصالح إحداها وذلك عندما منع النظام السعودي وزيرة خارجية السويد /مارغو والستروم / من الحديث أمام المجلس الوزاري للجامعة العربية بناء على دعوة تلقتها وزيرة الخارجية السويدية من الجامعة إثر تعرضها لحملات من قبل جهات معروفة بعد اعتراف حكومتها بالدولة الفلسطينية” مضيفا.. “هنا فاحت رائحة صفقات السلاح وعمولاتها بين دول مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها وأولويتها على المبادئ والقيم الأوروبية والجيوب المملوءة بأموال النفط من قبل الكثير من المسؤولين الأوروبيين الذين لم ينبسوا بكلمة دفاعاً عن قيمهم المزعومة أو دفاعاً عن زميلتهم التي أهانتها السعودية وجامعتها في القاهرة وهذا لا يعني، في مفهوم الاستراتيجية السورية وقيمها اننا نتبنى أيا من وجهات النظر الأوروبية وحتى السويدية وأجنداتها إزاء الأوضاع السياسية والإنسانية في الدول العربية أو في المنطقة بما في ذلك مسائل حقوق الإنسان واحترام الشرعية الدولية”
وأكد المقداد في ختام مقاله “ان تهاوي القيم والمواقف الأوروبية والأميركية أمام المصالح الضيقة والشعارات الفارغة يدل على عقم السياسات الأوروبية وسقوط مسؤوليها” مبينا ان سورية أرادت من خلال الانضمام إلى الكثير من الأصوات في أوروبا الرافضة لسياسات المعايير المزدوجة والسياسات الرخيصة وقصيرة النظر للمسؤولين الأوروبيين التحذير من مغبة الاستمرار في انتهاج هذه السياسات التي فقدت مصداقيتها وأدت إلى تفاقم أوضاع عالم اليوم ومشاكله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية كاشفا عن ان الفواتير التي يجنيها الغرب من دعمه للإرهابيين في “داعش” و”جبهة النصرة” و”الجيش الإرهابي الحر” و”جيش الإسلام” وتصوير بعض هؤلاء على أنهم “معارضة مسلحة معتدلة” ثبت عقمها وسقوطها وعدم إمكانية الدفاع عن دوافعها ولا من النتائج الكارثية التي تترتب عليها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/14