الجاليات السورية في المغتربات ...
لقاء خاص تجريه مؤسستنا مع المحامي السوري القدير الأستاذ الدكتور محمد بشير شربجي
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/11/28
##################################
تركت الازمة السورية أثراً واضحاً على ابناء الوطن في داخل البلاد وخارجها في المغتربات على حد سواء، حيث تأثر المجتمع السوري عموماً بما تعرضت إليه البلاد من هجمة عدوانية شرسة لم يشهد تاريخ سوريا مثيلاً لها
ما بين محاربة الفساد والتصدي للإرهاب، والتوجه إلى وضع الخطط لإعادة إعمار سوريا،.. يتسائل العديد عن دور المواطن السوري المغترب و واقعه من الأزمة السورية، وما تأثر به هذا المواطن أزاء ما تشهده البلاد، وهل هو متساوي بالمعاناة والواجبات على حد سواء مع نظيره داخل البلاد ؟
ماذا عن صمود هذا المواطن المغترب ؟ وكيف نقل صوت الحقيقة إلى الشعوب الغربية وساهم في الدفاع عن وطنه ؟
أسألة كثيرة اردنا إيجاد أجوبة عليها، وكان لنا الشرف الكبير بأن نلتقي شخصية سورية معروفة لدى الكثيرين .. سيما وانها من الشخصيات التي تظهر دائماً على شاشة التلفزيون السوري
فكان لنا لقاءً خاصاً بخصوص موضوعنا المتعلق بالمغتربين السوريين مع المحامي السوري القدير الأستاذ الدكتور محمد بشير شربجي، حيث كان اللقاء التالي:
================================
مؤسستنا: حضرة الأستاذ المحامي الدكتور محمد بشير شربجي المحترم،.. بدايةً نود ان نتشكركم على كرمكم لإعطاء مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية جزءً من وقتكم الثمين لإجراء هذه المقابلة الصحفية
الدكتور محمد: اهلاً وسهلاً بكم وبمؤسستكم الإعلامية المناضلة والمحترمة، وإسمحوا لي بدايةً قبل كل شيء أن احي جنود الجيش العربي السوري البواسل وأن اترحم على ارواح شهداء سوريا الأبرار
================================
س1: بداية نود التكلم عن الجاليات السورية الاغترابية .. هل تعتقدون بأن الازمة السورية قد ساهمت في تغريب السوريين عن الوطن؟
الدكتور محمد: منذ بداية الاحداث كنت شخصيا اعتبرها ازمتهم في سوريا وليست ازمة سورية .. وان المطلوب منها استهداف الدور الوطني والقومي المقاوم لسورية استمرارا للعقوبات الغاشمة المفروضة عليها اضافة لابعادها عن قضايا العرب الاساسية والمحورية واهمها دورها بمواجهة العدو الصهيوني باعتبارها كانت وما زالت رافضة للتطبيع معه وتوقيع اتفاقيات استسلام معه ..
وما جرى ذكرنا انه استمرار لخلق صراعات بديلة عن الصراع المصيري مع العدو الصهيوني وعودة للسؤال: لابد من التمييز بين المغتربين ما بين السوريين المقيمين تاريخيا في بلاد الاغتراب وما بين الذين هربوا من سورية كونهم ملاحقين قضائيا ويوجد بحقهم احكام غيابية وما بين الطلبة السوريين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي في بلاد الغربة ومابين من اضطرهم ارهاب العصابات الاجرامية لمغادرة الوطن
فلكل مجموعة وضعها وظروفها ولا يشكلون حالة واحدة وقد يكون للبعض ظروفه سيما ان الحرب على سوريا بجانبها الاكبر كانت اعلامية استعملت بها اساليب دنيئة لتصوير الاحداث على خلاف حقيقتها ولكن بعد الصمود الاسطوري للوطن شعبا وجيشا وقيادة لم يعد لاي سوري شريف من مبرر الا اذا كان شريكا بما يتعرض له الوطن وصاحب مصلحة بسفك الدم السوري وتهديم الوطن
نعم ساهمت هذه الازمة بتغريب شرفاء سورية المغتربين عن وطنهم .. وشهدنا مبادرات خلاقة قاموا بها بمختلف انحاء العالم وبأماكن تواجدهم حيث اجتمعوا والتفوا حول علم بلادهم ونظموا المهرجانات بكل مناسبة وطنية وقومية وكان لهم الدور الاكبر بتوضيح المواقف المشرفة للقطر سيما بعد اغلاق معظم سفاراتنا بالخارج نتيجة لهذه المؤامرة البشعة التي تتعرض لها سورية
وكل هذا ليس بجديد على اخوتنا بالمغترب حيث كان دأبهم منذ تواجدوا بالمغترب ولكن المؤسف مع هذه الازمة ظهور بعض التفرقة ما بينهم حيث عمد البعض لمحاولة الاساءة للوطن عبر بعض الممارسات من رفع علم الانتداب بديلا عن العلم الوطني
واساءوا كذلك عبر تورطهم ببعض الاعمال العدائية تجاه بلاد المغترب التي شوهت صور السوريين حيث كانوا عبر تاريخهم رسل حضارة وانسانية وعمل واخلاص للبلدان التي استضافتهم ووصل البعض منهم لمراتب عالية في مجتمعات الغربة
================================
س2: ربطاً بما ذكرتم حضرتكم بشأن إغلاق السفارات السورية .. هل تعتقدون بان الازمة السورية قد اثرت على المغتربين السوريين ؟ ومن اي ناحية وما هي ارتدادات هذا التأثير؟
الدكتور محمد: اكيد ..حيث كان اخوتنا السوريين في بلاد المغترب عبر مشاركتهم الايجابية ببلاد الغربة خلية متجانسة تعكس صورة حقيقية عن مجتمعنا المتسامح المتكون من كل النسيج السوري
ولكن عمد البعض الاساءة لهذه الصورة عبر محاولة التفرقة لاسباب مختلفة ومع استمرار الصمود الاسطوري لسوريا البطولة والفداء عرف الجميع حقيقة ما يرسم للوطن وكانت مناسبة لاعادة تشكيل الصورة الحقيقية عن سورية ارضا وشعبا في الداخل والخارج
================================
س3: يقال كثيرا بأن المغتربين السوريين لا يعانون كما يعاني المواطن السوري في الداخل هل هذا صحيح الى حد ما ؟
الدكتور محمد: غير صحيح... بل اقول ان معاناة السوريين في الغربة اكثر من معاناتهم بالداخل لاسيما من بعض دول الجوار حيث شهد العالم اختلاف المعاملة
حيث شجعوا على النزوح بوسائل الترغيب والترهيب واقيمت المعسكرات لاستقبالهم ومع استمرارها بات السوريون لديهم عبء وسبب المصائب بعد ان قل الدعم الدولي والانساني وبدأنا نسمع عن المظالم التي يتعرضون لها والممارسات اللاانسانية وتفشي الجريمة والامراض فيهم
================================
س4: ما هو الدور الذي قام به المغتربون السوريون حيال الازمة السورية ؟ وما هي اهميته برأيكم ؟
الدكتور محمد: في الحقيقة استمرت تجربتي بالاغتراب ما يقارب العشر سنوات ومازالت غالبية اسرتي تعيش بالمغترب منذ عشرات السنين
وقد كان السوريون عموما بمثابة سفراء للوطن ببلاد الغربة وقام البعض بدور هام لتوضيح حقيقة ما يجري في سوريا وكانت لهم مساهمات فعالة تجلت بدعم الليرة السورية واستمرار التواصل مع الوطن والمشاركة بالانتخابات رغم المنع
وكذلك كان لتواجدهم بجنيف اثر كبير في تعرية ما سمي الممثل الشرعي الوحيد. لسورية (ائتلاف الدوحة والسعودية وتركيا)
ولابد هنا من الاشارة الى الاضاءة المشرقة التي قام بها اخوتنا بالمغترب حيث كانت نسبة مشاركتهم بالانتخابات الرئاسية الاخيرة تماثل نسبة المشاركة التي كانت تجري قبل الازمة رغم المنع والحظر والتهديد ... وكانت اعلى بكثير من نسبة مشاركة العديد من الجاليات العربية
وكان تواجد اهلنا بالمغترب امام سفاراتنا وإحياء المناسبات الوطنية ورفع الاعلام الوطنية وصور سيادة الرئيس اثر كبير في تأكيد زيف الصور التي حاولوا رسمها عن الاحداث في سوريا
================================
س5: ما هي السبل الافضل برأيكم التي يمكن للمغترب السوري ان يدعم فيها وطنه وان يساهم في الدفاع عنه واعادة اعماره بنفس الوقت؟
الدكتور محمد: ان افضل السبل التي يمكن للمغترب السوري ان يدعم وطنه من خلالها تكون عبر التنسيق مع دائرة المغتربين بوزارة الخارجية لمتابعة ما يلزم الوطن بصورة كاملة من مشاريع تنموية
سيما وان الجميع يعرف بأن استهداف البنى التحتية كان من الاهداف الرئيسة للمؤامرة على سوريا
واستغرب انه لتاريخه لم تطرح على الاخوة المغتربين المساهمة بتشييد معامل ادوية بدل التي استهدفت.. على سبيل المثال
ولا بد من اعطاء دور هام للاخوة المغتربين للمساهمة بإعادة الاعمار والتأكد انها اموال السوريين وليست صورية .. واقترح وضع سندات حكومية للاخوة المغتربين حصرا للمساهمة بإعادة اعمار البلاد
================================
س6: ماذا لمستم من الزيارات التي قامت بها العديد من الوفود لابناء الجاليات السورية؟ هل لامس هؤلاء الواقع بشكل افضل؟ وهل اتضحت صورة ما يجري في سورية بالنسبة لهم بشكل اوضح؟
الدكتور محمد: لا يمكن لاحد انكار الدور الرائع التي ساهمت به زيارات الاخوة المغتربين للوطن بهذه المحنة.. سيما انهم كانوا بصحبة اصدقائهم من بلدان الاغتراب والذين عرفوا وشاهدوا بالعين حقيقة ما يجري وكانوا رسل الحقيقة لبلدانهم
وقد كان للقاءهم مع القيادة دورا عظيما برفع معنوياتهم وتأكدهم من حتمية الانتصار
================================
س7: لو اطلنا قليلاً عليكم دكتور محمد.. ولكن نظرا لواقع القضية الساخنة التي تثير فضول السوريين في الوقت الحالي .. ما هو رأي حضرتكم بخطة ديمستورا.. وهل ستحظى بالنجاح؟
الدكتور محمد: لفهم حقيقة مهمة ديمستورا لابد من لحظ الانتصارات الرائعة التي حققتها بواسلنا بكافة المناطق التي حاول الارهاب اتخاذها ركيزة له، والتي كان لحلب النصيب الاهم منها نظرا لقربها من الحدود السورية التركية والتي حاول اردوغان منذ بداية الازمة في سوريا ان يتخذها منطقة عازلة
والتي جاء القرار الصادر عن مجلس الامن2170 والقرار 2178 يؤكدان على ضرورة منع تمويل الارهاب وسمى داعش والنصرة فصائل ارهابية
واكد القرار على سيادة الجمهورية العربية السورية، على كامل اراضيها وان الحل لابد ان يكون سياسيا وسوري سوري
هذه المعطيات تجعلني اكثر تفاؤلا بنجاح مهمته سيما وانه اشرك كل من روسيا وايران وامتنعت الدول الداعمة للارهاب عن استقباله وبدأنا نشهد تفكك دول العدوان على سوريا وظهور خلافاتهم على العلن
وكذلك لابد من لحظ ان كل ماجاء بعذه المبادرة سبق لسوريا وطرحته من بداية ازمتهم من ضرورو تفصيل المصالحات ووقف سفك الدماء
================================
س8: دكتور محمد.. كلمة اخيرة ترغبون بتوجيهها للسوريين المغتربين عبر منبر مؤسستنا؟
الدكتور محمد: اخوتي بالمغترب ..
انتم سفراء فعليون علنا .. رسالتكم غاية في الاهمية .. اكدوا للعالم صدق وحدتنا الوطنية عبر تضامنكم وتكافلكم .. كونوا كما كنتم دوما اسرة واحدة
صمودنا وانتصارات الوطن دفعنا ودفعتم اثمانها باهظه من شهداء ودماء صونا لكرامتنا وسعادتنا ... اوضحوا للجميع ان انتصار سورية يعني انتصار الانسانية لانها تحارب اعداء الانسانية وتدافع عن الشرعية الدولية وانسانية الانسان وان خطر الارهاب خطر عالمي وليس محلي حصرا بنا
================================
مؤسستنا: شكرا لكم دكتور محمد على هذا اللقاء الوطني والمفيد، ونحن في الحقيقة مسرورين جداً لأنكم أعطيتم من وقتكم الثمين لمؤسستنا المتواضعة
الدكتور محمد: اهلاً وسهلاً بكم.. وأنا بدوري اتشكركم على جهودكم وعلى إهتمامكم.. و اود ان اشير إلى اننا جميعاً كسوريين متساوين ونقف على مسافة واحدة من الوطن سوريا
كما اود ان استغل الفرصة لأتوجه بالتحية لكافة أبناء جاليتكم، الجالية السورية في دولة رومانيا، ولأعضاء مؤسستكم المناضلة، والتي هي في الحقيقة ليست وليدة ازمة، حيث انها موجودة منذ عام 2007 في الساحة، ما يدل ان الشعب السوري كان دائماً واعياً ويقظاً للدفاع عن الوطن بكل الطرق والأساليب المتاحة
وإن شاء الله سوريا منصورة بجيشها وشعبها وقائدها. وشكراً
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/11/28