الجيش والشعب والقيادة .. حلقة دائرية سوريا محمية داخل اسوارها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/11/13
##################################
الجيش العربي السوري لم يعد مجرد إسم بين أسماء الجيوش العربية التي إعتاد العرب على ان تكون جيوشاً هزيلة محدودة الإمكانيات، فالعبقرية السياسية والإستراتيجية والروح العقائدية المثلى التي يتحلى بها هذا الجيش انعكست عسكرياً في الميدان
أن ما تشهده سورية هو حرب بكل ما تعنية الكلمة من معاني، وهذه الحرب ليست أقل شأناً من حرب تشرين التحريرية، حيث يسطر هذا الجيش الباسل اليوم أروع ملاحم البطولة والفداء للدفاع عن كل ذرة من تراب سورية، ليعيد امجاد الماضي في وقت وزمان آخر وفي ظروف مختلفة عن ظروف الحرب الكلاسيكية
فمنذ سنوات اربعة سنوات وجيشنا العربي السوري الباسل يسطر صفحات البطولة والمجد والفخار في مواجهة الإرهاب التكفيري والحرب العدوانية الحاقدة التي خططت وجيشت لها قوى العدوان والتآمر العربية والأجنبية، وبالرغم من الحشد الكبير والضخ الإعلامي وتدفق الإرهابيين والمال الخليجي والسلاح إلا ان سورية الأسطورية لا تزال صامدة، بفضل تضحيات هذا الجيش العظيم
فلولا بطولات الجيش العربي السوري وصمود الشعب السوري لكانت سوريا الآن دويلات وأقاليم وإمارات، وليس أخيراً الحكمة والأخلاق وحسن القيادة وبعد الرؤية التي تمتع بها السيد الرئيس بشار الأسد طيلة فترة الأزمة السورية، والذي إستمد الشعب منه القوة والصمود والعزة والكبرياء
لم يرضخ السيد الرئيس لكل تهديدات المتآمرين بالتخلي عن القيم والثوابت الوطنية ودعم المقاومة، ولم يرضخ الشعب السوري للإرهاب وادواته الإجرامية الرخيصة، وكانت الجملة التي قالها السيد الرئيس هي القاعدة التي عمل بها السوريون ولا يزالون حتى يومنا هذا، والتي تقول: "الأرض والسيادة هما قضية كرامة وطنية وقومية ولا يمكن, وغير مسموح لأحد أن يفرط بهما أو يمسهما"
لم يعول السوريون كثيراً على "جنيف2" منذ البداية، ولم يتفائلوا كثيرا أيضاًً "بالإبراهيمي" ... وإنما بجيشهم العربي السوري، الوحيد الضامن والمضمون لصون كرامتهم وحماية ديارهم ومستقبل وطنهم، والذي حقق الإنتصارات المتتالية في القصير والغوطة وباب عمر ويبرود وغيرها من الأماكن بالفعل لا بالقول، حيث كانت هذه الإنتصارات هي العامل الأساسي في دعم السياسة السورية وتحقيق المتغيرات الإستراتيجية
خاطب الرئيس الأسد شعبه ذات يوم قائلاً: "أيها السوريون الشرفاء، قالو ان الشعب السوري واحد، فوقفتم في وجه اعصار فتنتهم ولم تسمحوا لرياح التقسيم والفتنه ان تضرب قلوبكم وعقولكم، وكنتم بحق شعبا واحدا وبقلب واحد"، وهو القول الآخر لسيادته الذي نستمده لنجسد واقع "الشعب والجيش والقيادة" سيما ما جرى ايام الإنتخابات الرئاسية الحرة والشفافة، حين زحفت إليها حشود السوريين في الوطن والمغتربات قاطعةً الطرقات، .. زحفوا بقلب واحد
الأدلة والشواهد كثيرة على ان سوريا منتصرة لا محالة، ولا يمكن لوطن يملك شعباً بأعرق حضارة في التاريخ، وجيشاً كهذا الجيش الباسل، وقائداً صامداً كهذا القائد، ان ينكسر أو يضعف امام هبة ريح وهابية آتية من صحارى الرمال، أو خطلة خيانة لحاشية من الصعاليك ليس إلا، وقد إجتمعوا في اروقة فنادق إسطنبول والدوحة ظناً منهم بأن سورية لقمة سائغة
وبالعودة إلى جيشنا العربي السوري الباسل، يجب علينا ان نؤكد بأن الإنجازات التي يحققها في مواجهة الإرهاب، لا تتطهر الأرض السورية من رجس هذا الإرهاب وحسب، بل إن هذه الإنجازات تؤدي الى "تهيئة المناخات الملائمة للحل السياسي في سوريا" .. وهنا تبرز اهمية الميدان الذي يخلق الإستراتيجية، وبذالك تغلق الحلقة الدائرية المؤلفة من "الجيش والشعب والقيادة" والتي تصبح سوريا بأكملها محمية داخل اسوارها
(بقلم الدكتورة حنان نورا الحايك)
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2014/11/13