الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: تحية إلى الأخوة في حزب الله.. تحية إلى سوريا العروبة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/09/02
##################################
القى عضو المكتب السياسي مسئول فرع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة الرفيق جميل مزهر، كلمة اليوم في مسيرة حاشدة وعرض عسكري لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى بمدينة غزة، قال فيها:
أهالي وأبناء الشهداء والأسرى ،، ممثلو القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والوجهاء والمخاتير ،
رفيقاتنا رفاقنا ،، رفاقنا المقاتلين في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ،،
الأخوات والأخوة الصحافيين وممثلي وكالات الإعلام والفضائيات،، يا جماهير شعبنا العظيم ،،،
أتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الذي سطر أروع معاني الصمود والثبات والنضال في مواجهة آلة الحرب الصهيونية وحرب الإبادة والمجازر الممنهجة التي استباحت كل شئ في القطاع، وهدمت وقتلت، ودمرت، وشردت الآلاف من المواطنين..
يا شعب الشهداء.. يا شعب البطولة والتضحيات.. يا من سطرتم صفحات مشرقة وبصمات مضيئة للنضال الفلسطيني ستحفظها الأجيال من بعدنا... يا من أضئتم بصمودكم ونضالكم ظلام الحصار الطويل... أهلنا في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وغزة في الشجاعية والتفاح والشاطئ والشيخ رضوان.. في الوسطى بالبريج ودير البلح والنصيرات والمغازي في خان يونس بخزاعة والزنة وعبسان والقرارة في رفح بالتنور ومصبح والشابورة ويبنا وتل السلطان.. سلام عليكم جميعاً وها هو صمودكم ومقاومتكم تتواصل وتتعمّد بدمكم الطاهر على مدار 51 يوماً شكّلتم فيه تغيراً استراتيجياً في طبيعة الصراع العربي الصهيوني، وأحدثتم انقلاباً في المفاهيم السياسية والعسكرية رغم الحصار والعدوان الصهيوني الشامل براً وجواً وبحراً.
لقد مرغتم أنف هذا العدو المجرم في وحل غزة.. وحققتم إنجازات هامة ستتعاظم خطوة خطوة وتتراكم لتكّون جسراً هاماً لتحقيق الانتصار على هذا العدو المجرم وللوصول لأهدافنا في العودة والحرية والاستقلال.
جماهير شعبنا ،،،
أتوجه بتحية الفخر والاعتزاز والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين عمّدوا بدمائهم الزكية طريق النصر الآتي لا محالة.. وعلى رأسهم الشهداء القادة محمد أبو شمالة، ورائد العطار، دانيال منصور، صلاح أبو حسنين، شعبان الدحدوح، زكريا أبو دقة والرفيقين مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى محمود عباس وعبد الرحمن حدايد.. كما وننحني إجلالاً وإكباراً لأمهات وزوجات وآباء وأبناء الشهداء .
رفاقنا المقاتلين في كافة الأذرع العسكرية ،،
سلام عليكم.. أيها المقاومون.. سلام إليكم أيها الشجعان الذين حطمتم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر.. سلام للمقاتلين في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى... للقسام... لسرايا القدس.. لشهداء الأقصى لألوية الناصر للمقاومة الوطنية والمجاهدين وجهاد جبريل.. نقولها بكل فخر لقد تصديتم بكل مسئولية وشجاعة منقطعة النظير لجيش العدو الصهيوني المهزوم، ونفذتم ضده العمليات النوعية وكبدتموه الخسائر بالمئات ما بين قتيل وجريح... لقد كنتم بحق جيش الدفاع الفلسطيني المدافع عن وطنه وشعبه.
لقد صنتم الأمانة وخرجتم مرفوعي الهامات والرأس
ونطمئنكم ونطمئن شعبنا، إن سلاحكم سيبقى موجهاً إلى صدور الاحتلال ولن يستطيع أحد أن ينزع عنا هذا السلاح.. ونعدكم بأن كل المحاولات لنزع هذا السلاح ستفشل ولن تنجح ..
كما أستغل هذه المناسبة لتوجيه تحية الفخر والصمود والكبرياء لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، والذين كانوا دوماً في الخندق الأول في مواجهة الاحتلال. ونعدهم جميعاً أننا سنبذل كل الجهود والإمكانيات من أجل تحريرهم من زنازين الاحتلال.
جماهير شعبنا ،،،
يأتي هذا الإنجاز والحدث الهام الذي تحقق في قطاع غزة بعد 51 يوماً من الألم والعزة والفخار متزامناً مع إحياءنا للذكرى الثالثة عشر لاستشهاد رفيقنا الأمين العام للجبهة الرفيق أبو علي مصطفى، والتي تؤكد على أن شعبنا الفلسطيني سيظل متمسكاً بالمبادئ والأهداف التي كرس الشهيد القائد حياته من أجل تحقيقها ودفع ثمنها غالياً.
لقد آمن الشهيد القائد كغيره من القادة العظام أبو عمار، والدكتور جورج حبش، والشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، وعمر القاسم بحتمية الانتصار على هذا العدو الصهيوني المجرم، وأن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لكنس هذا الاحتلال المجرم عن كل شبر من أرضنا.. وهو الشعار الذي جسده ملهمنا وأميننا العام الأسير القائد أحمد سعدات ورفاقه حينما ردوا على جريمة اغتيال القائد أبو علي مصطفى بعملية بطولية نوعية هي الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وهي تصفية المجرم العنصري رحبعام زئيفي.
جماهير شعبنا،،،
لقد جاء تقهقر الاحتلال الصهيوني وفشله في تحقيق أهدافه رغم استخدامه اعتى أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً نتيجة صمود شعبنا ، وبفضل ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها النوعية ضد جيش الاحتلال وثكناته وآلياته التي فشلت فشلاً ذريعاً في التقدم بضعة أمتار على تخوم غزة، ناهيك عن قصف العمق الصهيوني بالصواريخ متعددة المدايات، والتي أصابت المجتمع الصهيوني بالفزع والرعب، وأجبرته لأول مرة في تاريخ الصراع إلى النزوح والهروب من مناطق غلاف غزة إلى مناطق أكثر أمناً.
لقد خاضت غزة هذه المعركة باعتبارها معركة الشعب الفلسطيني في كل مكان تحت عنوان وحدة الأرض والشعب والقضية في غزة والقدس ورام الله وحيفا ويافا والخليل والجليل وكل قرية ومخيم في الوطن والشتات من أجل الحرية والاستقلال والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كحل مرحلي لا يلغي الحل الاستراتيجي بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وعند قراءة هذا الحدث، والانتصار لصمود الشعب وللمقاومة الباسلة، فإنه يتعين علينا أن ننظر لمدلولاتها بشكل عميق ودقيق، فمساحة هذا الإنجاز تجاوزت حدود قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام لتضع الجميع أمام حقائق جديدة ينبغي الوقوف أمامها طويلاً، واستخلاص العبر منها للاستفادة منها في معركتنا المستمرة مع هذا العدو الصهيوني، فرغم قسوة العدو الصهيوني وآلة بطشه ها هي سواعد شعبنا بنسائه، وأطفاله وشيوخه وشبابه يشكّلون ملحمة بطولية، حيث كشف العدوان عظمة هذا الشعب وصموده الأسطوري أمام أقوى سلاح في المنطقة.. فخرجت المقاومة مرفوعة الرأس.
أبناء شعبنا في القطاع ،،،
تحضرني المشاهد الرائعة لأهلنا في القطاع لحظة العدوان التي رآها العالم أجمع عبر وسائل الإعلام من مختلف مناطق قطاع غزة، والتي تؤكد بأن هذا الشعب عصي على الكسر وأنه صلب، من ينسى مشهد الطفلة الفلسطينية التي فقدت أبيها وعاهدته على الاستمرار في المقاومة، أو تلك السيدة المكلومة التي فقدت فلذة كبدها وهي تزغرد في عرس استشهاده.. أو ذلك الرجل الذي وقف على ركام منزله المدمر وبايع المقاومة وأكد أن كل هذا الألم فداءً لها، داعياً للاستمرار بالمقاومة والتمسك بالمطالب.. لقد لمسنا جميعاً خلال هذا العدوان الشامل حاضنة شعبية كانت سنداً للمقاومة الفلسطينية في الميدان، وحصنت جبهتنا الداخلية من محاولات العدو الصهيوني لاختراق هذه الجبهة عبر القتل والتدمير وارتكاب المجازر والتهجير والتشريد، متوهماً أن بهكذا جرائم سيستطيع كسر هذه الحاضنة لكنه فشل وكل أهدافه تحطمت أمام صخرة الصمود والمقاومة.
ومن هنا أستغل هذه المناسبة للتوجه بالتحية إلى كافة قطاعات شعبنا الذين كانوا بحق جنوداً آخرين كمقاتلين، من طواقم الاسعاف والدفاع المدني، والأطقم الطبية، ولجان الاغاثة، والإعلاميين الذين تحدوا القصف ومنهم من دفع حياته ثمناً لإيصال الحقيقة، ومن هنا من قلب مدينة غزة نبرق بالتحية إلى الفضائيات المقاومة التي غطت الصورة على أكمل وجه ، فضائية الميادين فضائية المقاومة والممانعة، فضائية فلسطين اليوم، والقدس، والمنار، والعالم، ومعاً والأقصى، وجميع الفضائيات.
كما ونوجه التحية للإذاعات المحلية وعلى رأسها إذاعة الشعب التي تعرضت للقصف والتدمير في محاولة لإسكات صوتها المقاوم
جماهير شعبنا ،،،
إن أهم انجازات هذه المعركة هو الموقف الفلسطيني الموحد الذي شكّله الوفد في القاهرة والذي تمسك بمطالب شعبنا، رغم محاولات بعض المحاور الخبيثة للتدخل وفرض إرادتها ومواقفها على الوفد، إلا أن الموقف الفلسطيني الموحد تعالى أمام الخلافات الثانوية التي طرأت وقاد المعركة السياسية بكل اقتدار .
ولعل تخوفاتنا في الجبهة الشعبية في هذه اللحظة التي يطل فيها الانقسام برأسه من جديد عبر التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات، مما يهدد بتبديد الانجازات التي تحققت في هذه المعركة ويعرّض أهلنا المشردين لمزيد من المعاناة والآلام، في الوقت الذي هم بحاجة لمن يداوي جراحهم ويخفف من معاناتهم، لذلك بات من غير المسموح العودة لمربعات الانقسام المقيت، وإلا فإن دماء الشهداء وتضحيات شعبنا ستطاردكم وستلعنكم إن لم تكونوا أوفياء لها.
وفي هذا السياق، ندعو لضرورة العمل من أجل استكمال طريق الوحدة الوطنية والعمل الجاد لإيواء المشردين وإعادة الاعمار خاصة وأننا مقبلون على فصل الشتاء، ولأجل كل ذلك نوجه نداءً لعقد مؤتمر وطني لمعالجة الاسباب ووأدها في مهدها في سبيل تحقيق مطالب شعبنا في الإيواء والإعمار حتى لا نزيد من المعاناة ويطيل أمدها.
كما ندعو الرئيس بشكل عاجل لدعوة الإطار القيادي المؤقت بهدف ترتيب البيت الفلسطيني ومعالجة جميع القضايا العالقة، بالإضافة إلى أن هناك ضرورات وطنية ملحة غير قابلة للتأجيل أو التلكؤ أو التجاهل، وهي المضي قدماً في صياغة استراتيجية وطنية جديدة بديلة عن التسوية والمفاوضات الفاشلة، استراتيجية تكنس أوسلو والمفاوضات والتنسيق الأمني للأبد، وتعيد الاعتبار لقضيتا الفلسطينية.. ويتخلل هذه الاستراتيجية تعزيز وحدة شعبنا في عموم فلسطين وارض الشتات، والمضي قدماً بالانضمام للمؤسسات الدولية، وعلى رأسها التوقيع على اتفاقية روما، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه ومجازره بحق شعبنا الفلسطيني.. إن هذه الخطوة تتطلب تحرك مباشر من الرئيس، ولا يجوز على الإطلاق، ولن نقبل أن يتم ربط هذه الخطوات الضرورية بمجرد تهديد فقط لتنفيذها في حالة فشل ما يُسمى مسلسل المفاوضات العبثية!!
شعبنا العربي الأصيل.. يا أحرار العالم ،،،
لقد حقق الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته الباسلة انتصارات جديدة على صعيد التضامن الدولي لا يمكن الاستهانة بها، حيث نلمس بوضوح تعاظم التأييد العالمي لقضية شعبنا وحقوقه المشروعة .. فتحية إلى شعوب العالم الحر الذين هبوا متضامنين مع فلسطين وغزة وملأوا الميادين في أوروبا وأمريكا اللاتينية وكندا تحية إلى فنزويلا وكوبا والأكوادور والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وجنوب أفريقيا حكومة وشعباً على قراراتها وإجراءاتها الهامة والتي شكّلت سنداً وداعماً حقيقياً لشعبنا في الوقت الذي رأينا فيه حجم التواطؤ الرسمي العربي، وزيف ما يسمى بالربيع العربي.. تحية إلى كل من بذل جهداً في دعم شعبنا ومقاومتنا وكانوا جزءاً من المعركة تحية إلى الأخوة في حزب الله.. تحية إلى سوريا العروبة.. تحية إلى إيران .. تحية إلى الجزائر.. وكل الشعوب العربية التي تضامنت معنا.
جماهير شعبنا في الوطن والشتات ،،،
في الختام نؤكد على أننا أمام فرصة تاريخية ينبغي فيها استثمار الانجاز المعمّد بتضحيات شعبنا وصموده وبسالة مقاومته وهي أعظم معاني الوفاء لشهداء العدوان الصهيوني وجرحاه.. فدرب النضال شاق وطويل على طريق دحر الاحتلال.. فلا خيار ولا سبيل أمامنا إلا بالمقاومة والوحدة.. كما قال الأديب الراحل الرفيق غسان كنفاني ( سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد.. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع).. نعم جذورنا تستعصي على القلع.. نعم جذورنا تستعصي على الكسر.. سنظل متشبثين في أرضنا .. صامدون فيها.. مقاومون من أجلها.. مضحون في سبيل تحقيق حلمنا جميعاً.
المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. وإننا حتماً لمنتصرون.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/09/02