لغز الصواريخ السورية الحديثة في غزة يقلق "إسرائيل"
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/10
##################################
إلى فلسطين درّ، كلّ العيون نحوها وهي تستحوذ على نظر المتهرّبين من الاعتراف أنها صارت البند الأول على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، ففي فلسطين فقط تصل كلّ الأمور إلى نهاياتها، ولأنها كذلك، ولأنّ النهايات خرجت صناعتها من اليد الإسرائيلية منذ تحرير جنوب لبنان عام 2000، كانت كلّ الحروب البديلة، فعلى رغم أكثر من خمسمئة غارة ومئات القذائف الجوية الثقيلة والبحرية المركزة، وعلى رغم القبة الحديدية، نجح المقاومون الفلسطينيون بترجمة تهديداتهم إلى أفعال، وخرجت «يديعوت أحرونوت» ليومين متتاليين بعنوان رئيسي أول، «إسرائيل» كلها تحت النار، وعنوان ثان، «إسرائيل» كلها في الملاجئ، وتكفل المحللون الإسرائيليون بالردّ على المتأسرلين من المحللين العرب، للتخفيف من قيمة ردّ المقاومة بذريعة محدودية الخسائر الإسرائيلية، ليقولوا ما يهزم «إسرائيل» هو الشلل والإحساس بالعجز وليس فقط نزف الدماء
«إسرائيل» في الشلل وتشعر بحالة العجز، فهي تستدعي الاحتياط وتحشد لعملية برية تعلم أنّ قدرتها قبل سبع سنوات كانت دون مستوى النجاح فيها فأوقفتها في منتصف الطريق، عندما خرج رئيس أركانها شاؤول موفاز يقول إنّ كلفة العملية تعادل خمسمئة قتيل من الجيش لا يوجد في المستوى السياسي من يستطيع تحمّل مسؤوليتها، والكلفة بفارق الزمن وما فيه من تغييرات صارت على الأقلّ أكثر مرتين، وهناك من يحذر من العسكريين المتقاعدين من أنّ ما دخل ترسانة المقاومة من صواريخ صاحب دخول الكورنيت والعبوات الذكية التي استخدمها حزب الله في جنوب لبنان في حرب تموز 2006، وأن الكلفة هي جانب من المعضلة لكن الفشل هو الجانب الآخر، فليس الاجتياح البري مجرّد قرار بل قدرة أيضاً
اليوم الثالث للحرب شهد على رغم ضراوة العدوان تطويراً نوعياً للمقاومة تعدى قصف تل أبيب والقدس إلى بلوغ الصواريخ مدينة حيفا الساحلية، بما يعني ظهور جيل جديد من الصواريخ الدقيقة التسديد والبعيدة المدى تتعدى الـ160 كلم، بما يعني أيضاً أن الترسانة الصاروخية للمقاومة قد جرى تحديثها بعد حرب 2012 وحكماً بعد حربي 2008 و2011، والتحديث الكمّي الذي يقدّر بآلاف الصواريخ التي لولا وجودها لما تجرّأ المقاومون على السخاء بمئتي صاروخ في يوم واحد، مقابل معدل خمسين صاروخاً يومياً فقط في الحروب الثلاث الماضية قياساً بمئة صاروخ أطلقتها المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 يومياً، والتحديث المفاجئ هو نوعية الصواريخ الجديدة التي ظهرت ومداها وتقنيتها العالية في التملص من القبة الحديدية التي أظهرت فشلاً ذريعاً في حماية الأمن الإسرائيلي
اللغز هنا هو في ما كشفته القناة العاشرة الإسرائيلية عن كون مصدر هذه الصواريخ كماً ونوعاً هو سورية، وكيف حصل ذلك؟ كيف حصل في السياسة وإسرائيل تنام على حرير الخلاف السوري الحمساوي، وكيف حصل لوجستياً وإسرائيل واثقة بسبب الأزمة بين مصر وحماس أن الحدود المصرية مع غزة أشد ضبطاً من أي وقت مضى؟
ثمة حيرة ودوران رؤوس لا يتوقفان من دون نتيجة للوصول إلى أجوبة على هذه الأسئلة، سوى أن إسرائيل لم تأخذ على محمل الجد الكلام المتكرر للقيادات السورية عن تحميل إسرائيل مسؤولية ما جرى من خراب ودمار وحرب في سورية، ومن تأكيد دائم ومتكرر أن إسرائيل ستدفع ثمن ما سببته لسورية ولن تفلت من العقاب، وأن سورية التي ظنها الإسرائيليون منهكة ومستنزفة وغير قادرة على صرف جهد ووقت وقدرات لإعداد لحرب كالتي تشهدها فلسطين المحتلة اليوم، هي الشريك في حلف يتوزع أطرافه الأدوار، في إدارة معركة إستراتيجية عنوانها يجب أن تضغط واشنطن على جماعتها في المنطقة ليوقفوا حروب حقدهم العبثية، ويجب أن تضغط إسرائيل على واشنطن لتفعل ذلك، فوحدها تملك أن تتحرك واشنطن، وكي يحدث ذلك يجب أن تتألم إسرائيل، وأن سورية وحلفاءها مصممون ألا يقفل ملف المنطقة على تسويات لا يكون من ضمنها توازن قوى يحمي حق ووجود المقاومة في فلسطين، وفي خدمة هذين الهدفين يصير التواصل مع حماس والجهاد وطريق وصول الصواريخ أموراً يتقنها المعنيون ويحتفظون بأسرارها
واشنطن التي بدأت التموضع على خط التسويات انطلاقاً من أوكرانيا، وكلام نائب رئيس الأمن القومي تومي بلينكن عن التعاون الروسي الأميركي مع حكومتي العراق وسورية لمكافحة الإرهاب، أعلنت بلسان رئيسها باراك أوباما دعوتها الفريقين الإسرائيلي والفلسطيني إلى ضبط النفس وحملتهما معاً ربما للمرة الأولى مسؤولية استهداف المدنيين
المنطقة تواجه تحدياتها بلا توقف على رغم المكانة التي تصدرت عبرها فلسطين هذه التحديات، بقي العراق يواجه حربي التقسيم في الشمال والوسط وأعلن رئيس وزرائه نور المالكي عدم التسامح مع دعوات الانفصال التي صدرت من كردستان بمثل التصدي لدولة داعش، بينما دخلت الرياض الهم اليمني بالتوازي مع الهم العراقي بعد فشل مشاريع التهدئة بين الجيش اليمني ومجموعات الحوثيين التي أحكمت سيطرتها على مدينة عمران الشمالية القريبة من العاصمة صنعاء وصارت قوات الحوثيين الموجودة في همدان شمال العاصمة تدق أبوابها، أما لبنان الواقع في فشل انتخاب رئيس للجمهورية، يقع في الفشل بإدارة الفشل على كل المستويات، ما عدا ما تؤديه أجهزته الأمنية وعلى رأسها الجيش من جهد لمواجهة مخاطر التهديدات المتعددة المصادر، بينما أهل الفشل يريدون للجيش مشاركتهم عجزهم وفشلهم فيفتحون عليه النار، كأنما صاروا جزءاً من مخطط تخريب كل مظاهر الحياة والنجاح في البلد، الذي إن حكموه عصروه وإن فشلوا في حكمه كسروه
وسط هذه الأجواء وفي ظلّ الفراغ القاتل الذي بلغته الساحة الداخلية بسبب سياسة التعطيل للطبقة السياسية، تفاعلت أيضاً قضيتا الرواتب والأجور وملف الجامعة اللبنانية نتيجة المنطق الفئوي الذي سلكه فريق 14 آذار وبعض الذين يدورون في فلكه، في وقت لا يبدو في الأفق ما يؤشّر إلى حصول حلحلة في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، أو سلسلة الرتب والرواتب، انطلاقاً من الأساليب السياسية المعتمدة نفسها في التعاطي مع قضايا البلاد ومعاناة اللبنانيين
ويعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السراي الحكومية برئاسة الرئيس تمام سلام وحضور الوزراء، على جدول أعمالها الكثير من البنود أبرزها بند ملفي عمداء الجامعة اللبنانية وتفريغ الأساتذة المتعاقدين، وتوفير مخرج لدفع وزارة المال الرواتب لموظفي القطاع العام
ويستحوذ ملف النازحين على حيّز كبير من الجلسة. وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» أنّ أيّ سوري ينتقل من المناطق التي لا تشهد معارك لن يسجل كنازح، وأن 45 ألف سوري سحبت منهم صفة نازح
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/10