كوادر سورية ترمم لوحة فسيفساء حرم الجامع الأموي الكبير
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/01
##################################
لا تفتخر سورية فقط بامتلاكها لأكثر من عشرة آلاف موقع وابدة أثرية ومئات القطع الأثرية النادرة عالميا بل تفتخر أيضا اليوم بكوادرها الوطنية الخبيرة القادرة على صيانة و ترميم هذه اللقى و الأوابد الأثرية بمقاييس ترميم عالمية بما يؤمن ديمومة و حماية الابدة أو القطعة الأثرية ودون المساس بمضمونها الأثري والتاريخي والفني
وبعد نجاح الكوادر الوطنية السورية في مديرية المخابر العلمية و الترميمية الأثرية السورية في “المديرية العامة للآثار و المتاحف” بترميم الجزء المتضرر من لوحة الفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية الرئيسية لحرم الجامع الاموي الناجم عن اعتداء بقذيفة هاون اطلقها ارهابيون تم تشكيل لجنة من خبرائها مهمتهم توثيق الحالة الراهنة للوحات الفسيفساء في الجامع الأموي
وتبين خلال أعمال الدراسة والتوثيق حالة الحفظ السيئة جدا للوحة الفسيفساء التي تزين الحرم وقابليتها للسقوط
وبفضل التعاون و التنسيق بين وزارة الأوقاف و وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار و المتاحف و إدارة الجامع الأموي تم تشكيل لجنة مشتركة بين المديرية العامة للآثار و المتاحف و وزارة الأوقاف موءلفة من الدكتورين كميت عبد الله مدير المخابر العلمية والترميمية ومحمود السيد معاون مدير المخابر وخبيري الترميم حمد أمين كايد وبرهان الزراع في المديرية العامة للآثار والمتاحف والدكتورعبد الرحمن نعسان مستشار وزير الأوقاف لشوءون الترميم والمهندس محمد أمين أبو حمدي مدير المكتب الفني بالجامع الأموي بدمشق من أجل التدخل السريع لصيانة اللوحة وترميمها
وقال الدكتور كميت عبد الله مدير المخابر العلمية والترميمية الأثرية السورية والخبير في دراسة فن الفسيفساء القديم في المديرية العامة للآثار و المتاحف إن لوحة الفسيفساء التي تزين الحرم لم ترمم مطلقا منذ الحريق الذي تعرض له الجامع الأموي عام 1893 م وكانت تعاني من أضرار بليغة وهي في حالة حفظ سيئة جدا و معرضة للسقوط
وأضاف عبد الله إن بعض أجزاء اللوحة توءرخ على الأرجح بالقرن 11الميلادي وأجزاء أخرى توءرخ بالفترة الواقعة ما بين القرن 12 و القرن 13 ميلادي موضحا أن اللوحة تصور مباني وأشجارا تنسجم مع مواضيع لوحات الفسيفساء التي تزين الجامع الأموي و ان عمليات الترميم ستكشف عن المزيد من المشاهد والزخارف الجديدة
بدوره لفت الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر و قارئء النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار و المتاحف الى أن أهم ما يتميز به الجامع الأموي الكبير في دمشق “أضخم آبدة أثرية باقية من العصر الأموي” هو احتفاظه حتى اليوم ببقايا أجزاء أصلية أموية من لوحات الفسيفساء أهمها لوحة الفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية الرئيسية لحرم الجامع الأموي و التي مازالت أجزاء منها أموية أصلية تؤرخ بعهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك 705/717 ميلادي و ربما لوحة الفسيفساء التي تزين الحرم و التي تقوم كوادر مديرية المخابر حاليا بترميمها ويعتقد أن فيها أجزاء بسيطة جدا تؤرخ بالعصر الأموي أما معظم أجزاء اللوحة فقد تمت إضافتها في فترات لاحقة و بعض أجزائها أضيفت على الأرجح بعد الزلزال الذي ضرب دمشق عام 1201 ميلادي
وأكد السيد أن أعمال الترميم ستسمح بتحديد تواريخ أكثر دقة لافتا الى أن مشهد تصوير المباني هو خاصة من خصائص فن الفسيفساء الأموي وأن أعمال الترميم الجارية هدفها الرئيسي ترميم اللوحة ومحاولة إعادتها الى شكلها السابق دون المساس بمضمونها الأثري و التاريخي و الفني الأصلي
وأشار خبيرا الترميم محمد أمين كايد و برهان الزراع إلى أن اللوحة تعاني من انفصال عن الجدران الحاملة ومن تشققات و انتفاخات كبيرة بالإضافة إلى وجود طبقات كربونية نتيجة الحريق الذي تعرضت له بسماكة من 1الى2 مم بالإضافة إلى وجود طبقة من روث الطيور
وأضاف خبيرا الترميم ان عملية الترميم بدأت بإجراءات إسعافيه شملت تدعيم الأجزاء التالفة وإزالة كافة الرواسب الكربونية عن السطح و إظهار الألوان الأساسية للمكعبات المستخدمة في التشكيل الزخرفي وسيتم لاحقا نشر كافة مراحل الترميم و الصيانة والحفظ
يذكر أن أعمال الترميم تتم بمشاركة طلاب من جامعة دمشق والذين عملت مديرية المخابر العلمية والترميمية في المديرية العامة للآثار و المتاحف على تدريبهم و تأهيلهم منذ عامين
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/07/01