أربعة عشر عاما على رحيل القائد الخالد حافظ الأسد
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/06/10
##################################
في العاشر من حزيران عام 2000 رحل القائد الخالد حافظ الأسد الذي كرس حياته في النضال من أجل القضايا الوطنية والعربية حاملا في ضميره هموم الأمة وفي قلبه الكبير آمالها وآلامها فشكل فقدانه خسارة كبرى للسوريين والعرب الذين سيبقى حيا في وجدانهم وستبقى سيرته نبراسا لكل الأجيال على مر العصور
ومنذ قيادته للحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 أرسى القائد الخالد من خلال شخصيته الاستثنائية وسياساته الحكيمة وافكاره ومواقفه الخلاقة الأسس المتينة لبناء سورية الحديثة والقوية من خلال بناء المؤسسات العصرية وترسيخ دعائم الاقتصاد الوطني وإقامة الديمقراطية الشعبية والتركيز على الانسان كأساس لقيام دولة قادرة على مواجهة التحديات والتصدي لكل المؤامرات والمشاريع التي تستهدف الأمة العربية
لقد نقل القائد الخالد سورية من مجتمع فقير مستلب داخليا وخارجيا إلى مجتمع ودولة عصرية تكاملت فيها المجالات الحياتية للشعب السوري حتى باتت سورية دولة معروفة من دول العالم جميعا بأن شعبها لا يحتاج إلى الكثير من الخارج بل يعتمد على ذاته وإمكاناته في بناء وطنه في وقت أطلق فيه للعلم والثقافة والفكر مجالات لم تعرفها الكثير من المجتمعات المماثلة في العالم وهنا تبرز مقولته الخالدة "الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب وليكن وطننا هو المعشوق الأول الذي لا يساويه ولا يدانيه معشوق آخر فلا حياة انسانية من دون وطن ولا وجود إنسانيا من دون وطن"
وإلى جانب انجازاته على الصعيد الداخلي تبرز السياسة الخارجية التي وضع أسسها وركائزها لتصبح سورية في ظل قيادته رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية ليكون هو الوحيد في العصر العربي الحديث الذي استطاع الإمساك بالسياق التاريخي التطوري لقضايا الأمة العربية من ماضيها إلى حاضرها مستشرفا مستقبلها الآتي
ومن خلال رؤيته لسورية باعتبارها قلب العروبة النابض والحامل لهموم الأمة وقضاياها وعلى رأسها قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي عمل القائد الخالد حافظ الأسد على بناء جيش قوي متسلح بعقيدة وإيمان راسخين وتلاحم وتماسك شعبي جعل من سورية الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات
وكانت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد أول رسالة له للعالم أن باستطاعة العرب تحرير الأراضي المحتلة وتطهيرها من رجس الاحتلال الاسرائيلي البغيض إذا ما توفرت لهم الإرادة بالتحرير عبر الثقة بالنفس والإيمان بوحدة الوطن وقضاياه وجاءت نتائجها لتزيل آثار نكسة حزيران من نفوس العرب وتعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم بأن التصميم والإرادة قادران على تحقيق المستحيل
وفي الوقت الذي أبدع فيه في مسألة ربط البناء الداخلي في سورية باستمرارية المواجهة مع العدو الإسرائيلي سعى دوما إلى إحلال التوازن الاستراتيجي مع هذا العدو فقدم الدعم اللامحدود للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية اللتين حققتا بفضل هذا الدعم إنجازات كان الانسحاب الإسرائيلي المذل من جنوب لبنان عام 2000 ومن غزة من أبرزها
وعلى الرغم من العمل والاستعداد الدائم لمواجهة الخطر الإسرائيلي على الأمة العربية إلا أن القائد الخالد حافظ الأسد كان يؤكد دائما أن رسالة سورية إلى العالم هي رسالة سلام وعدالة قائمين على إعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها وهذا ما تجلى في قوله "نحن دعاة سلام ...نحن لا نريد الموت لأحد ...نحن ندفع الموت عن أنفسنا ...نحن نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا"
اليوم وفي ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد ستظل سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وفية للمبادئ التي أرساها وستواصل السير على طريق العزة والكرامة بالزخم والعزيمة نفسها وستكون قادرة على تجاوز الأزمة التي تمر بها وإسقاط المؤامرة بفضل صمود شعبها وبطولات جيشها الباسل وقيادتها الحكيمة والشجاعة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/06/10