حمص العدية تنهض من ركام الإرهاب لتعمر ما تهدم من حجارة سوداء بقلوب بيضاء
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/05/14
##################################
تثبت الوقائع التاريخية أن مدينة حمص أم الحجارة السوداء صمدت عبر التاريخ في وجه كل الكوارث والأزمات التي تعرضت لها وها هي اليوم تنهض من ركام الإرهاب الذي تعرضت له منذ اكثر من ثلاث سنوات لتنسج بمحبة وتسامح أبنائها اسطورة تتناقلها الأجيال ويكتبها التاريخ بأياد سورية بيضاء
وعلى أبوابها السبعة عادت حمص العدية العصية على الإرهاب لتنهض اليوم وتلتقي بابنائها جميعا بعد طول معاناة وغربة وتهجير حين دخلها الغرباء وتغرب بعض اهلها عنها لتعيد بناء ما تهدم من حجارة بقلوب بيضاء كعمارتها التي طالما تميزت بها جدران مبانيها الاثرية والتاريخية
وقال الباحث فيصل شيخاني: "إن مدينة حمص القديمة تزخر بالمواقع والأبنية الاثرية الدينية منها والتاريخية من مساجد وكنائس ومقامات شيدت في مختلف العصور والحضارات القديمة وأهمها الجامع النوري الكبير وجامع خالد بن الوليد ومقام ابو الهول ومقام ابو موسى الاشعري إضافة إلى كنيسة ام الزنار 59 ميلادي وفيها زنار السيدة العذراء وهي اشهر كنائس طائفة السريان وقد بنيت فوق كنيسة اثرية يعتقد انها تعود إلى العهد البيزنطي وكنيسة ماراليان العجائبي التي تعد من أشهر كنائس طائفة الروم الارثوذكس في حمص وتقع في حي باب تدمر وغيرها الكثير
وأضاف شيخاني تعد مدينة حمص من المدن العريقة تاريخيا وتتميز بقلعتها وبأسواقها التاريخية والاثرية المسقوفة وسورها القديم إضافة إلى موقعها المتوسط وأبوابها الأربعة وهي باب الرستن وباب الشام وباب الجبل وباب الصغير موضحا أنه أصبح لها سبعة أبواب في فترة الحاكم الأيوبي المنصور ابراهيم هي باب السوق و هو الباب الذي يعتقد انه باب الرستن وكان يقع في الزاوية الجنوبية الغربية للجامع النوري وباب تدمر الذي بقيت من اثاره بعض الحجارة المنحوتة واعتقد أن موضعه يعود إلى ما قبل العصر الاسلامي لان الطريق من حمص إلى تدمر كانت تمر عبره ويقع من الناحية الشمالية الشرقية
ورأى شيخاني أن باب الدريب قد يكون هو نفسه باب الشام ويقع من الناحية الشرقية وباب السباع ويقع إلى الشرق من القلعة ويفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية وباب التركمان ويقع في الزاوية الشمالية الغربية للقلعة حيث تلتقي القلعة مع سور المدينة ولا تزال من آثاره بعض الحجارة ويعتقد أن لاسمه علاقة بالقبائل التركمانية التي سكنت حمص منذ القرن الحادي عشر للميلاد
أما باب المسدود بحسب شيخاني يقع الى الشمال مباشرة من باب التركمان ونقش عليه ان بانيه المنصور ابراهيم 637-644 و يقع شمال القلعة وباب هود ولم يبق من اثاره الا بعض الحجارة ولربما ارتبطت تسميته بمقام النبي هود الذي يقع إلى الزاوية الجنوبية منه ويؤكد موضعه على أنه كان دائما بوابة عبر العصور القديمة لمدينة حمص ويعتقد أنه باب الجبل
ولفت شيخاني إلى أن أسواق حمص تميزت بالذوق المعماري المناسب للبيئة وبالتناظر الهندسي الفني المفعم بالزخارف النباتية والهندسية حيث تقع الأسواق ضمن المخطط القديم للمدينة على بعد يتراوح ما بين 300 إلى 400 متر من أسوارها الغربية والشمالية أشهرها سوق النوري أو ما يعرف بسوق القوافة وعرفت ايضا بسوق الزلحفة نسبة لسقفها الشبيه بالسلحفاة المبني من التوتياء القائمة على عوارض
أما سوق البازرباشي فهي سوق مكشوفة تبدأ شرقا من الجهة الجنوبية لسوق النوري ويحدها شرقاً حمام الباشا الذي يتمتع بأهمية تاريخية وتعرف عند العامة بسوق النسوان حيث كان للمرأة دورها في دعم اقتصاد الاسرة اضافة الى سوق المنسوجات والصاغة وتعد اطول الأسواق المسقوفة وتمتد على طول 160 مترا
وبين الباحث ان سوق القيسارية تقع بموازاة سوق المنسوجات ويقابل ساحة السوق وعرف بهذا الاسم لمجاورتها خان القيسارية وسوق العبي والخياطين الذي كانت تنشط فيه مهن الخياطة العربية والتنجيد وبيع البسط وكانت تسمى قديماً بسوق القطن اما سوق قيسارية الحرير فبناها الوالي أسعد باشا على الطراز المملوكي لاستقبال المسافرين من تجار وحجاج وفلاحين ويحتوي مدخلها على سبيل للماء وأرضية مرصوفة ببلاط الموزاييك الحديث
أما سوق المعرض فتمتد نحو 80 متراً وتعرف باسم آخر هو سوق العطارين بسبب انتشار تجارة العطورات فيه وقد نحتت على بعض أجزائه أشكال هندسية ويعود بناء هذا السوق للحقبة العثمانية وسوق العرب وكانت بمثابة الوساطة بين البدو والحضر لكنها فقدت هذه المهمة في الوقت الحاضر ومدخل هذا السوق من الجهة الشمالية
وتضم مدينة حمص القديمة بحسب شيخاني العديد من المباني والقصور الرائعة والحارات القديمة منها قصر الزهراوي الأثري الذي يقع في شارع عمر المختار في حي باب تدمر الذي تم تحويله إلى متحف للتقاليد الشعبية من قبل المديرية العامة للاثار والمتاحف لتوثيق كل مكونات التراث الشعبي بالمحافظة إضافة إلى عدد من البيوت التاريخية الاثرية التي تحولت إلى مطاعم مثل بيت الآغا وجوليا دومنا وغيرها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/05/14