رغم كل أساليب القتل والتخريب التي ارتكبها الإرهابيون التكفيريون معلولا تشهد قيامة جديدة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/04/17
##################################
في مشهد صادم للروح قبل العين صب إرهابيو ومرتزقة مشيخات الخليج وقوى الاستعمار الجديد جام حقدهم على حاضرة السيد المسيح معلولا.. منازل نهبت وسرقت وخربت وأديرة وكنائس تم تفجيرها وحرقها في أبشع صورة يمكن أن يرويها التاريخ عن الإرهاب والإجرام بحق الإنسانية
ويصعب أمام حجم التخريب والحقد وصف ما فعله الإرهابيون في دير القديسة تقلا البطريركي ...بدءاً من بابه الذي عمدوا إلى تفجيره فتهدم جزء منه متنقلين بإرهابهم وحقدهم خطوة خطوة فخربوا الكنيسة الجديدة وأحرقوا بوابة الهيكل المصنوع من الرخام والملبس بالايقونات الأثرية/الايقوسطانس/
جدران متفحمة مع ايقوناتها وقشط للوحات القديسين المرسومة على الجدران وطعن بالسكاكين لايقونات السيد المسيح والآباء والقديسين ولوحة تشكيلية للراعي الصالح في حقد قل ان عرفه التاريخ البشري بأسوأ حروبه فيما تعرضت ايقونات اخرى ذات قيمة دينية وتاريخية وأثرية للتشويه والتخريب ولوحات فسيفسائية تم رميها بالرصاص وأخرى كبيرة الحجم بطول مترين لم تسلم من هذا الإجرام
وحول الإرهابيون مزار القديسة تقلا او الكنيسة القديمة إلى ما يشبه غرفة حرق الفحم فتم تخريبه بشكل كامل حيث تم نبش المذبح وتفجيره وحرقه لمحو أي أثر في الداخل يدل عليه وبالتوازي سرقوا ونهبوا محتويات الدير فقد تمت سرقة القطع النحاسية والثريات وتمثال من البرونز مطلي بالذهب للسيد المسيح بطول نحو ثلاثة أمتار قدم هدية للدير من روسيا عام 2009 حيث تم فكه من قاعدته في حين فجر الإرهابيون تمثالاً ثانياً للسيد المسيح من الرخام ويعرف باسم ملك العالم بارتفاع خمسة أمتار كان موجوداً فوق الدير بوضع كمية من المتفجرات في قاعدته لتتناثر قطعه في أرجاء الدير
كما تم فك صلبان الدير النحاسية مع اجراسها وكذلك كل صلبان القبب والكنائس والأديرة العشرة في البلدة وسرقتها.. وفي تخريب ممنهج تم حرق أوراق ووثائق تاريخية من عمر الدير الذي يعود تاريخه إلى 1500 سنة حتى غرف الايتام الذين كان الدير يتولى رعايتهم لم تنج من حكم القتل بكل فنون الإجرام والإرهاب
ورغم التخريب والحرق الذي طال أيضاً غرف دراسة اللاهوت بقيت لوحة كتب عليها /الله محبة/ معلقة على ما تبقى من الباب الرئيسي لإحدى الغرف واخرى تلفت انتباه الزائرين للدير من كل جهات الأرض الأربع ومن كل اتباع الديانات السماوية الذين استضافهم على مدى تاريخه "هذا المكان مقدس نرجو من الزائرين الكرام السكوت واللبس المحتشم وعدم التدخين والخشوع والتهيب والصلاة للحصول على النعم المطلوبة" لكن الوهابيين التكفيريين الإرهابيين أرادوا قتل الدير وإعدامه ومحوه تماماً بطرق كثيرة إلا أنه باق ليشهد في سفر التاريخ على إرهابهم
ويبقى أبناء معلولا مفعمين بالأمل لتضميد جراحهم وجراح مدينتهم وقيامتها من مدفن الإرهاب ويقول فادي انطانيو زخم من معلولا "هناك حزن عميق أشعر به تجاه مشاهد الخراب والدمار في معلولا التي ولدت وكبرت فيها كغيرها من المدن السورية ...لكن هذا الخراب لم يقتصر على بلدتي وحدها .. فمعلولا جزء من هذا الوطن الذي يتعرض لاعتداءات الارهابيين"
وأشار زخم إلى أن ما حدث في معلولا من تخريب للمقدسات والرموز لم نسمع أو نقرأ عنه بهذه الطريقة المنهجية في تاريخ أي من الحروب التي تعرضت لها البشرية متسائلاً عن الهدف من نبش القبور أو تفجير الكنائس وسرقة أجراسها وحرق أيقوناتها
ولفت زخم إلى ما لحق ببيته من تخريب وتكسير وهدم للجدران وتشويه ما تبقى منها حيث قام الإرهابيون بكتابة عبارات تعبر عن حقدهم وفتحوا الطلاقات لقناصاتهم لاستهداف الأمنين
ويتابع.."لن نقف مكتوفي الأيدي هدفنا أن نعيد تعمير البلد وبدأنا بالخطوات الأولى مع إعادة الأمن والاستقرار إلى البلدة ونحن قادرون على أن نعيد أعمارها من جديد"
اما رئيس بلدية معلولا ناجي وهبة فيرى أن محاولة الإرهابيين قتل معلولا الإنسان والتاريخ والمقدسات كان "أمراً متوقعاً لما يحملونه من عقيدة وهابية تكفيرية مارسوها خلال أشهر على مدينة معلولا ومقدساتها وتراثها وحضارتها واهلها حيث استشهد العديد من أهل البلدة ومن ابطال الجيش والاعلاميين"
ولأن معلولا عمدت بدماء الأبطال المقاومين ستنهض من جديد ونشهد قيامتها الأبدية فيما سيكون مصير الإرهابيين الوهابيين التكفيريين ومن يقف وراءهم الى زوال
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/04/17