قذائف الغدر والشر لم تمنع السوريين من الوقوف في طوابير طويلة لحضور أفلام السينما العالمية
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/04/07
##################################
بالرغم من قذائف الغدر والشر التي يحاول من خلالها الإرهابيون النيل من صمود السوريين والتي تستهدف أنحاء متفرقة من دمشق فإن إرادة الحياة لم تمنع السوريين من الغوص في تفاصيل حياتهم اليومية بما فيها النشاطات الفنية المختلفة وارتياد الأماكن الثقافية بعد تعطش الناس لكل ما هو جميل حجبته سنوات الأزمة التي مرت بها البلاد
ولعل منظر الطوابير الطويلة على شبابيك التذاكر في دار الأسد للثقافة والفنون قبل ساعات من عروض أفلام مهرجان الأفلام العالمية الحديثة التي تعرض في سورية بالتزامن مع عرضها في عواصم السينما العالمية يبرر قرار مؤسسة السينما باعادة أهم الأفلام التي تم عرضها في المهرجان على مدى شهر آذار المنصرم من جهة.. ويبشر بعودة الحراك الثقافي إلى ما كان عليه قبل الأزمة من جهة أخرى
ولأن دمشق تستحق بجدارة تظاهرة ثقافية كهذه كما قال محمد الأحمد مدير مؤسسة السينما فإن عدد الأفلام كان مفاجئا بالرغم من مقاطعة بعض الشركات السينمائية للمؤسسة.. إذ تم عرض خمسة وسبعين فيلما بشكل مجاني في المرة الأولى ويتم عرض سبعة عشر فيلما حاليا بمعدل ثلاثة أفلام يوميا بسعر رمزي في أوقات تناسب الجميع الذين يتحدون بحضورهم قذائف الهاون التي تسقط في محيط الدار
وتم عرض الأفلام التي قاربت المئة في صالة الدراما التي تتسع لسبعمئة وخمسين شخصا وكانت تغص بالحضور في معظم الأفلام وخصوصا فيلم الافتتاح الكلمات من بطولة برادلي كوبر ودينيس كوايد وجيريمي ايرونز.. وكذلك فيلم الخيال العلمي الجاذبية للكاتب والمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون ومن تمثيل النجمين جورج كلوني وساندرا بولوك.. والفيلم الدرامي الرومانسي غاتسبي العظيم للمخرج الاسترالي باز لورمان وبطولة النجم الشهير ليوناردو دي كابريو
ومن خلال لقاءات أجرتها وكالة سانا مع بعض من يقفون في هذه الطوابير كان الملفت أن 99 بالمئة ممن يحضرون الأفلام هم من طلاب الجامعات والمعاهد الذين أتاحت لهم عملية اعادة أهم الأفلام فرصة ذهبية لتدارك حضور ما فاتهم من أحدث الأفلام العالمية.. خصوصا في مكان حضاري كدار الأوبرا
وأجمع الشباب والشابات على أنهم حضروا إلى هذا المكان مدفوعين بحبهم للسينما ورغبتهم في الحضور مع زملاء الدراسة للاستمتاع بمشاهدة الأفلام المهمة في سوق الفيلم الدولي وخصوصا في هذا المكان الجميل القريب من أماكن دراستهم خصوصا بعد أن أغلقت معظم صالات السينما في دمشق أبوابها بسبب الأزمة
يامن شياح طالب تربية رياضية قال انه حضر فيلم سقوط اولومبيوس وفيلم المشعوذ مشيرا إلى أن الافلام المعروضة مميزة وهو نشاط ثقافي ممتع أدى إلى نشوء حراك طلابي بين زملاء الجامعة وخصوصا أن سعر البطاقة رمزي لا يتجاوز خمسين ليرة للبطاقة لكون الطالب يحظى بحسم خمسين بالمئة فيما رأى جمال مصطفى طالب معهد تقنيات الحاسوب أن فكرة الإعادة جيدة لمن فاته حضور الأفلام في العروض السابقة والمفيد أن برنامج العروض ادرج على مواقع التواصل الاجتماعي ما أتاح لأكبر عدد من الطلاب حضور الأفلام المتنوعة والتي تناسب جميع الأذواق
وقال عمر حمامي.. الأفلام عالمية حديثة ومستواها جيد ولكن نريد الإكثار من أفلام الرعب والأكشن.. والاقبال ممتاز ومجرد دخولنا إلى دار الأسد يشجعنا على حضور الفعاليات الثقافية الأخرى في هذا المكان كحفلات الموسيقا والغناء.. وأنا شخصيا لم أكن أتوقع أنه بامكاني دخول هذا المكان الفخم بهذه البساطة
رامي شياح طالب ترجمة.. حضرت عدة أفلام في عروض آذار وخاصة أفلام الأكشن التي أحبها وأجمل ما في الأفلام أنها حديثة ومتنوعة وكنا نتمنى لو تمت اعادة كل الأفلام التي عرضت الشهر الماضي وسبب الإعادة كثرة الإقبال على مشاهدة الأفلام حتى أنه في بعض الأفلام كانت تنفد البطاقات قبل ثلاث ساعات من العرض وكانت العروض مجانية وخاصة أن معظم دور السينما أغلقت أو توقفت
وحول عدم الاقبال على العروض في المراكز الثقافية قال ان نوعية الأفلام تختلف فهناك تكون الأفلام وثائقية جافة وقديمة عن الآثار مثلا وهي لا تتناسب مع اهتمامات الشباب الذين لا تستهويهم مثل هذه الأفلام حتى لو كانت مجانية فهم يتوقون لمشاهدة كل ماهو جديد في العالم.. وأتمنى لو تستمر هذه العروض على مدار العام وتصبح طقسا يوميا
ريما طالبة هندسة.. أحب أفلام الأكشن وافلام الدراما بشكل عام لما فيها من لحظات مؤثرة وأحاول معرفة كل شيء عن الفيلم قبل أن أقرر حضوره عن طريق النت أو من الأصدقاء وأحيانا اختار الفيلم حسب الممثلين المشاركين فيه.. حضرت ستة أفلام حتى الآن والمكان مميز لكونه في وسط المدينة وقريب من الجامعة وفكرة الإعادة جيدة إذ تم اختيار الأفلام التي كان هناك اقبال عليها ولا أفضل عرضها على مدار السنة لان هناك فترة امتحانات وفترات محاضرات
أما خلود فتختار الأفلام على أساس الوقت أي أنها تختار ما يتناسب مع وقت فراغها وليس مهما نوعية الفيلم لأنها تحب السينما بشكل عام والمهم أن تكون مع الشلة وفكرة الإعادة موفقة إذ هيأت لنا أن نشغل فراغنا بما هو مفيد وخصوصا في هذه الظروف التي تحد من حركتنا
حسن سلطان كان خارجا لتوه من فيلم عن الوقت وقبل ذلك حضر فيلم الكلمات ويحب الأفلام الكوميدية بشكل عام.. وفكرة الإعادة لأكثر الأفلام مشاهدة بالنسة له ممتازة واحب الحضور في هذا المكان مع الأصدقاء.. في الوقت الحالي ليس هناك عروض في دور السينما الأخرى وسينما سيتي أغلقت وحتى لو كان هناك عروض لا نستطيع ارتياد السينما في هذه الظروف بسبب توقيتها المتأخر ومعاناة الرجوع الى المنزل هنا التوقيت والمكان مناسبان وحبذا لو تكون العروض على مدار السنة
وشاهدت دارين طالبة اقتصاد فيلما رومانسيا فهي تحب هذه النوعية من الأفلام وحضرت الشهر الماضي عدة أفلام وتعتبر فكرة الاعادة جيدة وتفضل الحضور في هذا المكان الراقي لان الأجواء طلابية وقرب الجامعة فضلا عن اسعار البطاقات الرمزي وطالبت بعرض أفلام على مدار السنة خصوصا في فترة الأزمة بعد أن أصبحت المشاوير محدودة
وربما كانت فكرة عرض الأفلام على مدار العام جيدة رغم معارضة البعض لهذه الفكرة لعل متابعة عروض الفن السابع تصبح طقسا يوميا ليس لدى شبابنا وشاباتنا فقط بل لدى شرائح المجتمع كلها ولدى الفئات العمرية المختلفة.. وهذا ما يثير استغرابنا وتساؤلنا.. لماذا لم تستفد هذه الشرائح وهذه الفئات من فرصة ذهبية كهذه
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/04/07