المخابرات الجوية السورية .. الهدف من تأسيسها وخصومها
بقلم د.حنان نورا الحايك 2014/02/28
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
############################
أكثر أجهزة الأمن والأستخبارات السورية سريةً وغموضاً وأكثرها قوةً ، برزت كثيراً خلال فترة الصراع مع الإخوان المسلمين في أحداث الثمانينات ، وبالرغم من إستقلالية سلاح الجو السوري الذي يتبع لقيادة القوى الجوية والدفاع الجوي إلا انها تنتمي من حيث تكوينها وأدائها للإستخبارات العسكرية السورية
وبما ان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان طياراً حربياً ، فقد أولى أهتمامه الأكبر بسلاح الجو السوري سيما بعد إستلامه للحكم في سوريا ، ويذكر التاريخ بأن الأسد هو أول من أدخل سلاح الطيران النفاث الحديث إلى سوريا ، حيث كانت طائرة ميغ 17 هي أول طائرة نفاثة تدخل سلاح الجو السوري
كما ان الأسد هو أول من أدخل سلاح الصواريخ ذات طابع الدفاع الجوي إلى سوريا سيما صواريخ سام الحرارية .. وتعتبر هذه الأسلحة من أهم وأبرز الأسلحة الجوية التي سطرت حروب العرب مع إسرائيل
كان يتوجب حماية هذه الأسلحة وأمن معلوماتها العسكرية من الجواسيس سيما وأن سوريا عام 1971 كانت قد خرجت من مرحلة أنقلابات سياسية متعددة مرت بفترة النكسة وكانت التصحيح يرمي لوضع حد للإنقلابات والمخاطر الأمنية في البلاد ، لذا فقد أسس الرئيس الأسد جهاز المخابرات الجوية المعنية بهذا الشأن
لذالك فقد كانت هذه المخابرات معنية بالدرجة الأولى بالملفات الأمنية الخارجية وأفرع مكافحة الجاسوسية وأمن المعلومات العسكرية وإلى يومنا هذا
وهناك الكثيرون من اللذين يظنون أن هذه المخابرات معنية بشأن مكافحة الأحزاب والتنظيمات المحضورة ولا سيما المتطرفة منها ، وهذه المعلومة صحيحة نوعاً ما كون هذه الأحزاب مدعومة وممولة من جهات خارجية معادية ، إلا ان هذا الأمر ليس أولويتها بالدرجة الأولى مقارنةً بأمن المعلومات العسكرية
ويعتبر جهاز الموساد الإسرائيلي (جهاز الأستخبارات العسكرية الإسرائيلية الخارجي) هو الخصم الأول للأستخبارت الجوية السورية ونظيرها من الناحية الأمنية ، حيث أن الجاسوسية الإسرائيلية تستهدف بالدرجة الأولى سلاحي الطيران والدفاع الجوي السوري كونهما العصب الحساس لدى الجيش العربي السوري في مواجهة إسرائيل
ومن هنا تم التركيز والإهتمام بهذا الجهاز وإعطائه الصلاحيات التامة في التحري والتحقيق وجمع المعلومات ذات الطابع الأمني من الدرجة الأولى
وتدل الأزمة السورية على هذه الناحية من خلال ما عرف بحرب المطارات والتركيز على إستهداف منظومات الرادار والصواريخ والإشارة والإتصالات العسكرية السورية من قبل المرتزقة الذين يتعاملون مع الأجندات المعادية التي ظهرت بشكل علني في الفترة الأخيرة
الإستخبارات الجوية السورية تعاملت في فترة الإخوان المسلمين داخل سوريا بشكل عنيف إذا أصح التعبير ، إلا ان حالة الطوارئ والتهديدات الخارجية والداخلية التي كانت تفرضها الواقئع الأمنية أجبرت هذه الإستخبارات على التعامل بهذه الطريقة ، سيما وأن الجيش السوري كان منقسماً على 3 جبهات ، الأولى في لبنان بفترة الحرب الأهلية اللبنانية ، والثانية داخل البلاد في مواجهة الإخوان المسلمين والتكفيريين ، والثالثة هي جبهة الصراع الدائم مع إسرائيل
وبعد إستلام الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الحكم في سوريا ، تعرضت أجهزة الأمن السورية عموماً لحالة هيكلية جديدة متحضرة تواكب تطور الأجهزة الأمنية العالمية ، حيث ان مظاهر العنف والإعتقال المباشر قد منعت وحظرت بتاتاً ، حتى ان المشتبه بهم القادمين من خارج القطر يتم إعلامهم عند دخولهم المطار بمراجعة "الفرع الفلاني" لتقديم توضيحات حول امر ما
ويتم دراسة التقارير الأمنية المقدمة بشكل جيد حيث لا يتم إستدعاء شخص ما إلا بعد وجود أدلة وإثباتات يتم التأكد منها بحذر شديد ومراجعتها عدة مرات ، وذالك سعياً في تغير الصورة القديمة للأجهزة الأمنية السورية والتي سعى الأعداء كثيراً على تهويلها وتضخيمها وإستغلال بعض حالات الفساد فيها لتشويه سمعة الأجهزة الأمنية السورية
ويعتمد التحقيق الحديث المتطور على الأطباء النفسيين والأجهزة الحديثة والمتطورة في كشف الكذب ، كما تتحلى السياسة العقابية السورية في يومنا هذا بالعفو والإصلاح والتوجيه التربوي والأخلاقي
وقد أثبتت العديد من الوقائع أن الذين أخطؤوا يمكن إعادتهم إلى جادة الصواب بأساليب حضارية وإنسانية تعزز ثقة المواطن السوري بأجهزته الأمنية ، كما ان إلغاء حالة الطوارئ ومحكمة امن الدولة قد عززتا ثقة المواطن السوري بدولته وأجهزته الأمنية والتي في النهاية تؤدي واجبها الدستوري والشرعي في الحفاظ على امنه وأمن البلاد
بقلم د.حنان نورا الحايك 2014/02/28
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية