بالصور.. بلدة قرفا بريف درعا: الآباء والأبناء في خندق واحد
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/02/26
##################################
في بلدة قرفا بريف درعا عائلات بأكملها آباء وأبناء تطوعوا للدفاع عن بلدتهم في وجه إرهابيين حاولوا التسلل إليها مرارا وتكرارا لكن دون جدوى ما زاد من حقد هؤلاء الذي جعلوها هدفا لاعتداءاتهم الوحشية ومعاقبة الأهالي على مواقفهم الوطنية
قرفا ذات الـ 6 الاف نسمة والموقع الاستراتيجي المهم لقربها من الطريق الدولي دمشق درعا والتي ظلت عصية على الارهاب وقدمت عشرات الشهداء من ابنائها استضافت ايضا المهجرين من البلدات المجاورة بفعل جرائم المجموعات الارهابية المسلحة
وعلى الرغم من محاولات يد الارهاب الاثمة لاستهداف المنازل ومؤسسات الدولة وقتل الموظفين في اماكن عملهم وزرع العبوات الناسفة وحرمان الطلاب من التوجه الى مدارسهم فضلا عن النهب والسرقة إلا ان إرادة الحياة لدى أبناء البلدة كانت الأقوى
فمعن ونهاد وضياء شباب بعمر الورود من أهل قرفا هبوا الى نجدة بلدتهم وحمايتها من غدر الارهاب مدفوعين بالعزيمة والنخوة للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وعزتهم إيمانا منهم بأن بيوتهم يجب أن تبقى بيوت كرم وخير تجمع كل السوريين
اجتمع الشباب الثلاثة متطوعين للدفاع عن قرفا يدا بيد مع الجيش العربي السوري حتى سحق الخطر الداهم الذي يهدد البلدة وغيرها من المناطق السورية التي اعتادت أن تغفو في أمان و وئام قبل قدوم الإرهاب الذي يحاول إعاثة الدمار والخراب منذ ثلاثة أعوام
ويؤكد نهاد أن جرائم الارهابيين دفعته للتطوع دفاعا عن البلدة معتبرا أن الدفاع عن قرفا جزء من الدفاع عن سورية وأن حماية الأموال والاعراض والأرض باتت واجبا على كل من يستطيع حمل السلاح في وجه أولئك القتلة المأجورين
ويقول ضياء "دولارات مشايخ الخليج والفكر المتطرف الغريب عن مجتمعنا وقيمنا جعلت بعض أبناء البلدة من ضعاف النفوس ينجرون خلف خيوط المؤامرة ليكونوا جزءا منها وينفذوا اعمالا عدائية ضد السكان الذين يختلفون معهم في الرأي" فيما يشير معن إلى أنهم حاولوا إعادة هؤلاء الشباب إلى جادة الصواب عبر الحوار قبل ان يحملوا السلاح لكنهم رفضوا الحوار وكفروا كل من يخالفهم بل أمعنوا في التضييق على السكان وحولوا حياتهم جحيما ولم تسلم منهم منشات الدولة.
لم يكن الشباب الثلاثة إلا مثالا عن المئات من ابناء البلدة لأن الجميع يملك الإحساس بالمسؤولية نفسه وحيث الآباء والابناء يتمترسون في خندق واحد ويتلقون التعليمات بنفس السوية فكانوا شركاء في الدفاع عن البلدة كما هم شركاء في الاسرة الواحدة
يذكر ابو ابراهيم المسؤول الاول عن مجموعات المتطوعين في البلدة أن اعتداء الارهابيين جعلنا نشكل مجموعات لحماية البلدة من كل محاورها طواعية دون تكليف من أحد انطلاقا من واجب الدفاع عن بلدتنا ومنع الارهاب من نيل غاياته مضيفا.. " أن البعض ممن انضموا للفريق المعادي لوطنهم استبدلوا حب الوطن بقليل من الأموال قد تغنيهم لأشهر لكنها لن تعوضهم عن فقدان وطنهم ولن تمحو ذنبوهم في قتل إخوتهم في الوطن"
ويبين ان مرابطة المتطوعين في محيط البلدة لحمايتها من اعتداءات المجموعات الارهابية ومحاولاتها التسلل اليها بشكل شبه يومي لتكون نقطة انطلاق لها في مهاجمة نقاط الجيش القريبة واستهداف المدنيين على الطريق الرئيسي بين دمشق ودرعا كانت تأكيدا من ابناء البلدة على رفضهم القاطع لان تكون قرفا ظهيرا للارهابيين او ان يكون لهم موطىء قدم فيها
وعكست تجربة أبناء البلدة حالة من الأمان والاستقرار قل نظيرها في كثير من بلدات ومدن محافظة درعا التي اجتاحتها المجموعات الارهابية وعملت على ترهيب اهلها والتحكم بمصيرهم وبأرزاقهم حيث تحضر كل مؤسسات الدولة في قرفا من مجلس البلدة إلى النقطة الطبية الى المدارس الى الهيئات الإغاثية إلى المخبز وتمارس دورها على أكمل وجه
ويشرح رئيس مجلس البلدة المهندس سعد الله الغزالي أن الأمان الذي تعيشه قرفا ساهم في قيام مؤسسات الدولة بكامل واجباتها تجاه المواطنين واستطاع مجلس البلدة توفير احتياجاتهم وخاصة من المحروقات والخبز التي تباع باسعارها النظامية كما تقدم مدارس البلدة كامل خدماتها التعليمية للطلاب وكذلك الحال بالنسبة للنقطة الطبية التي تقدم خدماتها لنحو 60 مراجعا يوميا
ويبين أن البلدة بحاجة لمراكز تحويل كهرباء جديدة فالقديمة لم تعد تتحمل الضغط على الشبكة الكهربائية نتيجة استقبال البلدة لنحو 4 آلاف مهجر من البلدات والمدن المجاورة كما أن المخبز يحتاج لرفع مخصصاته الى الضعف لتلبية الطلب المتزايد على الخبز وتزويد آبار مياه الشرب بمجموعات توليد لمواجهة النقص في ضخ مياه الشرب وتوسيع المخطط التنظيمي للبلدة وتحويل النقطة الطبية الى مستوصف ورفده بالأطباء من جميع الاختصاصات وزيادة مخصصات الأدوية
من جانبه يبين رئيس الجمعية الفلاحية محمد الغزالي أن الأهالي تمكنوا من تنفيذ كامل الخطة الزراعية المخصصة في وقتها وان الجمعية وفرت للفلاحين كامل مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات دون أي مشاكل والفضل يعود لقيام المتطوعين بتأمين الطرق الواصلة الى البلدة وحمايتها من اعتداءات الإرهابيين
في شوارع البلدة تقف النسوة وهن يرفعن اشارات النصر لأبنائهن وازواجهن كما يجوب الأطفال الطرقات مهللين لأشقائهم وآبائهم الذين أعادوا حياتهم الى سابق عهدها يهتفون للوطن والجيش العربي السوري.. كانت مسيرة لم يدعهم اليها أحد والعلم الوطني كان حاضرا في ملابسهم فهم يعتمرون القبعات ذات العيون الخضراء ويلبسون الأساور بألوان العلم السوري
استوقفتنا احدى السيدات لتقول لنا ان كل أبنائها متطوعون مع رفاق السلاح ولولا هؤلاء الشباب لما كنا أمامكم اليوم ولما استطاع اطفالنا الذهاب الى مدارسهم
أم أجود والدة لثلاثة متطوعين وضابط في الجيش وزوجة متطوع تقول "لم يكن مني إلا أن أبارك لأبنائي خيارهم الوطني الطوعي في الدفاع عن البيت الصغير قرفا وعن البيت الكبير سورية" وتدعو الأمهات السوريات لتشجيع أبنائهن للتطوع دفاعا عن سورية ورفضا للإملاءات الخارجية ومحاربة الإرهاب الذي تسعى مجموعات التكفير الى ترسيخه في وطننا
أما رغدة زوجة الشهيد الملازم شرف أيهم وأم لطفلتين يتمهما الإرهاب فترى في تجربة أبناء بلدتها مصدر عز وفخار لها ولكل نساء البلدة وان الارهاب لن يجد له مكانا طالما ابناء البلدة يقاومونه ويضعون ايديهم بأيدي بعضهم البعض لمنع دخول الارهابيين الى قرفا
بلدة قرفا أثبتت أنها رغم صغر مساحتها وعدد سكانها لن تكون الا في الجانب الصحيح ولن تقبل أن يكون أبناؤها غلا في الصف الأول مدافعين عن الوطن وعزته وكرامته
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/02/26