عرض "سعوأميركي" لحزب الله: الانسحاب من سوريا مقابل التفجيرات
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/02/22
##################################
يرى مراقبون ان تيار المستقبل اظهر في ثلاث محطات على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية ميلا مباشرا نحو العمل على تهدئة الجبهة الدبلوماسية الداخلية، واحتواء التأثيرات السلبية المحتملة للانفجارين الارهابيين الأخيرين في قلب بيروت على مشروع حكومة ‘المصالحة الوطنية’
المحطة الأولى حسب ‘القدس العربي’ كان نجمها الوزير المحسوب على تيار المستقبل خالد قباني وهو يطلق تصريحا في غاية الغضب قال فيه: إن ما يحصل "إجرام مطلق وعبثي" والثورات لا تكون بهذا الشكل
قباني فعل ذلك وهو يساهم في إخلاء الأطفال الجرحى من دار الأيتام المجاورة للمستشارية الإيرانية التي حصل الانفجار الارهابي بقربها بالتوازي مع محطة ثانية ظهرت من ثنايا البيان الذي طرحه النائب سعد الحريري، حيث تجنب تكرار ما كان يقوله عادة في مناسبات مماثلة عندما يربط بين التفجير الارهابي وتورط حزب الله بالحرب في سوريا
الحريري تحدث بنعومة هذه المرة عن ضرورة إبعاد لبنان عن الصراعات المجاورة، معتبرا أن الرد الأفضل على التفجيرات الإجرامية يتمثل في التركيز على أجواء المصالحة الوطنية
محطة تيار المستقبل الثالثة كانت الأكثر تعبيرا عن نوايا التيار وتبديل موقفه من التفجيرات التي تربط بمكون معين من المجتمع اللبناني وبالتالي تآكل رصيد التيار نفسه في هذا المجتمع، وهي محطة تبرز عند قراءة سلوك وتصريح وزير الداخلية الجديد نهاد المشنوق المحسوب أيضا على تيار المستقبل
المشنوق حضر شخصيا إلى موقع الانفجار، وأمام الإعلام لوحظ أنه حضر بمعية الحاج وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله ووزير المالية عن حركة أمل الشيعية علي خليل
فاندفع الوزير المشنوق لإطلاق تصريحه القوي بوجوب التصدي لما سماه "معابر الموت" موضحا أنها معابر للسيارات اللبنانية المسروقة المرسلة إلى سوريا لتفخيخها.
المشنوق دعا أيضا القوى السياسية إلى التعاون لإنهاء بؤر الموت في البقاع، محذراً من أنّ هناك من يسهل لكتائب عبدالله عزام الارهابية العمليات "والتسهيل لا يقل اجراما ولا أهمية وهؤلاء المسهلون هم لبنانيون"
إصرار المشنوق على ذكر كتائب عزام يوحي ضمنيا في رأي سياسيين بارزين بأن تيار المستقبل إستراتيجيا قرر مسألتين:
أولا- التركيز على أوسع مسافة ممكنة في رفض المجموعات التي ترتكب تفجيرات وتجريمها في سعي واضح لتخريب مخطط حكومة المصالحة
وثانيا- إظهار الاستعداد لتشجيع حزب الله على التفكير أكثر في الانسحاب من المشهد السوري بدلا من التماهي فقط مع استراتيجية الربط الدائم بين تواجد قوات الحزب في سوريا وما يحصل داخل لبنان
يحصل ذلك لسبب حسب مقربين من تيار المستقبل، فرئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ألمح في جلسة خاصة جمعته بدبلوماسيين سعوديين بينهم السفير علي عسيري إلى أن لديه معلومات عن تفكير جدي داخل هيئات حزب الله في تغيير استراتيجية الحزب القتالية في سوريا، وتخفيف الظهور العلني على الأقل وتجنب قواعد الاشتباك العلني مع مناقشة حيوية تحصل حاليا داخل الحزب بعنوان ‘مخاطر ومكاسب الانسحاب من سوريا أو البقاء فيها’( حسب قوله)
ويبدو أن شخصيات خليجية من بينها إماراتية ساهمت في تشجيع حزب الله عبر لقاءات مع مقربين منه بينهم اللواء عباس إبراهيم على التفكير بهذا السياق بالتوازي مع المحاولات الروسية التي تجري برعاية لافروف لتنظيم ‘تواصل’ سعودي إيراني بعد إعلانات ‘التوبة’ للسفارات السعودية في المنطقة ، بمعنى ‘الانسحاب’ سعوديا من الجبهة السورية، الأمر الذي قد يشجع حلفاء السعودية في لبنان على مطالبة حزب الله بالإنسحاب المماثل مقابل تعهدات سعودية وعربية
فكرة تيار المستقبل التي نضجت في إطار مشاورات متعددة ترى أن مطالبة حزب الله بالإنسحاب العسكري من سوريا قد تصبح ‘فعالة’ أكثر إذا حصلت من داخل مجلس وزراء حكومة المصالحة الوطنية
لذلك وعلى هذا الأساس يمكن قراءة محطات ‘التساهل’ التي برزت عند تيار المستقبل في التعاطي مع التفجيرين الأخيرين واستثمارها للتقدم برسائل طازجة للشركاء المحتملين في الحكومة من حزب الله خصوصا وأن تيار المستقبل وفي المعادلة الداخلية ‘يتجاوب’ مع الإستدراكات السعودية والخليجية العامة في إطار استراتيجية الانقلاب على التيارات الجهادية أو التكفيرية بسبب كلفتها العالية إجتماعيا وأمنيا وسياسيا، وكذلك بسبب الضغط الأمريكي ـ الروسي الخفي خلف الكواليس
ولذلك أيضا يمكن القول ان ‘تنزيلات’ تيار المستقبل التي ظهرت في تعاطيه الأخير مع تفجيرات المستشارية الإيرانية في بيروت هدفها فرشة الأساس الأولى لاحتمالية مطالبة حزب الله بصفقة المقايضة الجديدة من داخل مؤسسة ‘الشراكة’ الوزارية، بدليل اجتماع الثلاثي مشنوق وصفا وخليل في مكان وقوع الانفجار الأكبر
عنوان الصفقة حسب تسريبات مثيرة حصلت عليها ‘القدس العربي’ إنقلاب سعودي كامل على المجموعات التكفيرية وتفعيل خطة عودة السعوديين أو دفعهم للمغادرة إلى الأنبار مع وقف كامل لأي تسهيلات للتكفيريين على الحدود الأردنية ـ السورية، وتفعيل خطة لتجفيف منابع "التكفيريين" من ليبيا وتونس ودعم برنامج حكومة المالكي ضد ‘داعش’ في الأنبار ومضايقتهم في تركيا وحصرهم
إضافة لذلك تفعيل البرنامج الذي أعلن عنه اللواء عباس إبراهيم في لقائه الأخير مع ممثلي الفصائل اللبنانية عندما شكك بجدوى التعامل مع ‘الشرعية الفلسطينية’ فيما يتعلق بتنامي نفوذ القاعدة وأخواتها في مخيمات اللاجئين وحديثه عن خطة بديلة والاستعانة بصديق ثالث لحسم الوضع في المخيمات التي أصبحت مصدرا مقلقا لتصدير التفجيرين داخل لبنان يهدد بصدام لبناني- فلسطيني
كل تلك ‘المزايا’ يفترض أن يحصل عليها حزب الله مع حقه التصرف الأمني في عرسال ويبرود عند الحاجة، مقابل الانسحاب عسكريا من سوريا والتمهيد لعملية سياسية متكاملة مع تيار المستقبل تحت عنوان حكومة المصالحة والتوافق
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/02/22