تفاصيل العملية العسكرية التي أحبط الجيش فيها أضخم هجوم على سجن حلب
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/02/07
##################################
أحبط الجيش السوري أمس محاولة لاقتحام سجن حلب المركزي، هي الأضخم من نوعها، وبالتوازي سارت محاولة اقتحام مطار كويرس العسكري في ريف حلب على المسار ذاته
ونقلت صحيفة "الاخبار" اليوم الجمعة تفاصيل الهجوم موضحة أن محاولة اقتحام السجن التي مُنيت بالفشل، بدأت بشنّ مسلحين تابعين لـ "النصرة" و"أحرار الشام" هجوماً كبيراً بقيادة سيف الله الشيشاني (الذي قتل أثناء الهجوم) أحد قادة "النصرة"، واستهدف بوابة السجن الرئيسية، عبر التمهيد بتفجير انتحاري، تزامن مع استهداف بوابة السجن بقذائف أطلقتها دبابتان كانتا بحوزة المهاجمين
وأضافت الصحيفة: بدا أن الهجومين اللذين شنتهما "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، كانا يرميان إلى تغيير المعادلة الميدانية في حلب، بعد التقدم الذي حققه الجيش فيها خلال الأسبوعين الأخيرين. وكان لافتاً أن الائتلاف السوري المعارض سارع إلى إصدار "بيان تهنئة بسقوط السجن"، قال فيه إنه و"بعد معركة جرت بالتنسيق بين عدد من الكتائب العسكرية المقاتلة في صفوف الثوار، تمكّن الثوار من دخول سجن حلب المركزي، وتحرير السجناء المعتقلين فيه" حسب إدعاءاته
وحاول المسلحون استغلال التفجير لاقتحام السجن، (وهو الأسلوب الذي اتبع في اجتياح مطار منغ العسكري ومدينة معلولا التاريخية ومشفى الكندي). ودارت معارك عنيفة تمكّنت حامية السجن، بمؤازرة الطائرات الحربية، في نهايتها من إحباط الهجوم، الذي خلّف قتلى بالمئات في صفوف المهاجمين
وأكد مصدر من داخل السجن لصحيفة "الأخبار" أن "القتلى يُقدرون بالمئات. هذه ليست مبالغة. وقد استشهد 18 من عناصر حامية السجن أثناء صد الهجوم"
بدوره؛ أقرَّ مصدر من المسلحين في حديث لـ"الأخبار" بفشل الهجوم. وقال: "تمكن إخوتنا المجاهدون من تحقيق تقدم أول الأمر، لكن القصف الجوي والمدفعي العنيف دفعهم إلى الانسحاب بحلول الساعة السابعة». وأضاف:" إن الإخوة المجاهدين عازمون على تحرير السجن". في المقابل؛ قال مصدر عسكري سوري: "كان هجوماً فاشلاً منذ اللحظة الأولى، الانتصارات موجودة في أوهامهم فقط. وفي الأخبار التي تفبركها وسائل الإعلام الداعمة لهم"
وكانت وكالات أنباء قد نقلت عن مايسمى بالمرصد السوري قوله إن "عناصر من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام سيطروا على 80 في المئة من سجن حلب المركزي، وتمكنوا من الإفراج عن مئات السجناء، بينما تستمر الاشتباكات في بعض الاجزاء الباقية"
وعلى صعيد متصل؛ توعدت "جبهة النصرة"، و"الجبهة الإسلامية" أمس بشن عملية واسعة النطاق تستهدف الأحياء الغربية في مدينة حلب، أُطلق عليها اسم "واقترب الوعد الحق". وطالبتا سكان تلك المناطق بمغادرتها خلال أربع وعشرين ساعة
ويرزح سجن حلب المركزي تحت حصار خانق، منذ قرابة عام. ولم يستقبل السجن أي سجين منذ مطلع تموز 2012، حيث كان عدد نزلائه حينها 4200 سجين. وخلال شهور الحصار مات حوالى 200 سجين، بعضهم بسبب الجوع الناجم عن الحصار، وبعضهم من جراء المعارك التي تنشب على نحو مستمر. وجرى خلال عام 2013 الإفراج عن 844 سجيناً معظمهم ممن أنهوا فترات توقيفهم
ويبلغ عدد نزلاء السجن في الوقت الحالي حوالى 3000 سجين جنائي بقضايا جنائية بحتة، من بينهم 100 امرأة. إضافة إلى 48 من المسلحين المنتمين إلى تنظيم "القاعدة" وجماعة "جند الشام"، الذين نُقلوا مع بدايات الأزمة السورية من سجن صيدنايا العسكري. ويمثل تحرير هؤلاء الدافع الجوهري وراء المحاولات المتكررة لاقتحام السجن، كما يمثل في الوقت نفسه حائلاً دونَ تفكير المسلحين في تنفيذ تفجير كبير على غرار ما حصل في مشفى الكندي
ويُعدّ سجن حلب المركزي بناءً محصناً على نحو كبير، فهو مبني بطريقة تجعل اقتحامه شبه مستحيل إلا بعد تفجيره تماما. أما الطرق المحيطة بالسجن، فهي مغلقة تماما بسواتر ترابية، ما يجبر أي سيارة تحاول التقدم نحوه على السير ببطء يجعل استهدافها بقذائف الآر بي جي أمراً سهلاً. ويقارب عدد عناصر حامية السجن 500 عنصر من الجيش والشرطة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/02/07