البطريرك يازجي من موسكو: سورية بلد لعيش مشترك ولأخوة حقة وما يجري فيها غريب عن تاريخها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/01/28
##################################
أكد غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن سورية كانت دوما بلدا لعيش مشترك ولأخوة حقة وما يجري فيها الآن غريب على تاريخها القريب والبعيد
وقال البطريرك يازجي خلال حفل استقبال في الامطوش الأنطاكي في العاصمة الروسية موسكو حضره السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدون لدى روسيا الاتحادية وعدد من كبار المسؤولين الروس وحشد من أبناء الجالية السورية..إن "سورية لم تكن يوما مستعبدة لأحد ولن تكون مستعبدة للإرهاب والتكفير ولا لأي تطرف إيديولوجي"
وأضاف..إن "سورية التي أعطت فارس الخوري وشكري القوتلي وخليل مردم بك تنبذ كل منطق الصراع وتتهلل بأن ترى أبناءها مجتمعين إلى حوار صادق وحل سياسي يصونها واحدة موحدة قوية ... نريد سورية ونشاؤها وطناً للسلام ونريدها مرتعاً للطمأنينة ومن حقنا أن نرى فيها الأمان خطوة أولى نحو السير للأفضل"
وتابع البطريرك يازجي .."إن انتماءنا إلى أرضنا هو الذي يجمعنا دوما مع كافة أطياف بلادنا ويوجه قلوبنا إلى خير الإنسانية جمعاء ونحن مسلمين ومسيحيين أخوة التراب في ديارنا وأخوة التاريخ ولحمة الجغرافيا ونحن أجراس محبة وأذان تسامح وماضينا وحاضرنا يدمغ حياتنا ويسم مستقبلنا بمبادئ العيش المشترك والمواطنة وقلبنا يخفق وينبض بأن الدين لم يكن يوماً عامل فرقة لا بل سبيل وحدة"
ولفت البطريرك يازجي إلى "إن الوطن للجميع وأننا مؤتمنون على وحدة ترابه وخير إنسانه" مشدداً على أن "العالم كله مدعو لأن يرى قضية المهجرين والمخطوفين في سورية وليسكب جهوداً حثيثة في سبيل وقف كل تصادم فيها ونحن في كنيسة أنطاكية أبناء تلك الأرض لدينا الشهداء والمهجرون والمخطوفون ولدينا مطارنة وكهنة وراهبات أبناء وبنات يدفعون ثمناً باهظاً لما يجري "مبيناً أن قضية المخطوفين هي برسم المجتمع الدولي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الذين "نأمل منهم أفعالاً مقرونة بالأعمال تفضي إلى الإفراج عنهم"
وأكد البطريرك يازجي أن لبنان مدعو لأن يعلو فيه منطق الحوار على منطق الاستقواء بالغير داعياً إلى صيانة عيشه المشترك وهيبة الدولة وصون السلطة من شبح الفراغ وقال: "نحن نصلي أيضاً من أجل العراق وفلسطين والأردن ومصر والمشرق والعالم كله ومن أجل الشعب الروسي الطيب الذي يعشق ذكرى القداسة ويعانق أنطاكية وتعانقه بأشد المودة"
وقدم البطريرك يازجي الشكر للشعب الروسي باسم الشعب السوري وقال إن "روسيا شعباً وحكومة وكنيسة أبدت خلال الفترة الماضية على ضوء الأحداث الجارية في سورية كل المحبة والاهتمام تجاه شعبنا وأرسلت مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري وكل هذا يدل على حسن العلاقة والمحبة بيننا وعلى وقفة الأخ إلى جانب أخيه ويسهم في تعزيز العلاقات الوطيدة أكثر بين بلدينا وشعبينا"
وقال: "إننا اليوم في موسكو نصلي معا من أجل السلام في سورية وفي الشرق الأوسط بشكل عام ونأمل أن نراكم في سورية والسلام يخيم في ربوعها"
وفي صلاة مشتركة أقامها البطريرك يوحنا العاشر وقداسة البطريرك "كيريل" بطريرك موسكو وسائر روسيا في كنيسة الملاك "جبريل" التابعة لطائفة الروم الأرثوذوكس في موسكو قال البطريرك الروسي ..إنه "ليسعدني أن أقف في هذا المعبد العابق بالصلوات بكل خشوع وأن أقول إن سورية اليوم تعيش أوقاتاً صعبة ونحن نعلم أنكم يا غبطة البطريرك بذلتم وتبذلون الكثير من أجل خير سورية وتعملون كل ما بوسعكم لإحلال السلام الاجتماعي على الأرض السورية الطاهرة" بينما أكد البطريرك يازجي أن "إقامة الصلاة في هذه الكنيسة في وسط موسكو هي دليل قاطع على العلاقات المتجذرة تاريخياً بين الكنيستين والشعبين في سورية وروسيا"
بدوره قال سيرغي ستيباشين رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذوكسية الروسية: "إننا اليوم نشاهد كيف يقتل الناس وتشرد الأقليات في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية وقد اتخذت جمعيتنا قراراً بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري المتضرر من الوضع الصعب الناشئ في البلاد وقامت بإرسال شحنات مما قدمه المواطنون الروس البسطاء الذين كان إقبالهم على تلبية نداء الجمعية يدل على المحبة التي يكنها الشعب الروسي لإخوته في سورية وعلى تضامنه مع شعب سورية الصديقة"
وأضاف "إننا عندما قررنا القيام بحملة جمع المعونات للشعب السوري لتخفيف معاناته من هذه المحنة لم نكن نتوقع أن يكون اندفاع المواطنين الروس البسطاء بهذا الحجم الكبير والواسع ومن كل أنحاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها" معرباً عن شكره للحكومة السورية لحسن استقبال وفد الجمعية الامبراطورية و/للمساعدة المقدمة شخصيا منكم يا صاحب الغبطة لأعضاء الوفد في سورية/
وكان البطريرك يازجي أكد في كلمة له بقصر المؤتمرات في الكرملين أمس بمناسبة افتتاح قراءات الميلاد التعليمية الدولية الثانية والعشرين المكرسة هذا العام لذكرى مرور سبعمئة سنة على ميلاد القديس سيرغي رادونيجيسكي ضرورة الحوار السياسي غير المشروط لحل الأزمة في سورية وتقبل الآخر مشدداً على ضرورة أن تلعب حكومات العالم دورها في الإسراع بتوطيد السلام قائلاً..إن "قيامة سورية تكون بقبول الاخر لا بتكفيره .. عبر حوار غير مشروط وحل سياسى يحقن دماء الابرياء كما إن قيامة سورية من مأساتها تعني أن تتحمل كل حكومات العالم دورها في الإسراع بتوطيد السلام في ربوعها وفي إقفال ملف المخطوفين ومنهم المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والكهنة وراهبات معلولا وأيتامها الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم حملوا صليبهم وكانوا سفراء سلام ومصالحة"
يذكر أن البطريرك يازجي يقوم بزيارة رسمية لموسكو تعد الأولى له تستغرق خمسة أيام يجري خلالها مباحثات مع الهيئات الدينية والرسمية والبرلمانية الروسية
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/01/28