بقلم الأستاذة الكاتبة فطيم الأحمد : الزمن يعيد نفسه
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم فريق العمل في الموقع الرسمي
##################################
كتبت الأستاذة الكاتبة فطيم الأحمد ، إبنة مدينة الرقة إلى مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية موضوعاً بعنوان "الزمن يعيد نفسه" جاء فيه :
=============================
الزمن يعيد نفسه: ساحدثكم عن قصة مشهورة جدا حدثت من زمن بعيد يوم كانت سوريا تحاول ان تتحرر من الاستعمار الفرنسي وعلم الانتداب :
دخل فارس الخوري ممثل سورية في الأمم المتحدة بطربوشه الأحمر و بذته البيضاء الأنيقة قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سورية من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق واتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا ..
بدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة ولم يستطيعوا إخفاء دهشتهم من جلوس فارس الخوري ( وهو أحد مؤسسي الأمم المتحدة وواضعي نظامها والعارف ببروتوكول المقاعد المخصصة )
والمعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي تاركاً المقعد المخصص لسورية فارغاً .. دخل المندوب الفرنسي ووجد فارس الخوري يحتل مقعد فرنسا في الجلسة .. فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وُضع أمامه علم فرنسا وأشار له إلى مكان وجود مقعد سورية مستدلاً عليه بعلم سورية
ولكن فارس الخوري لم يحرك ساكناً بل بقي ينظر إلى ساعته .. دقيقة .. اثنتان .. خمسة .. استمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس الخوري بأنه يجلس في مكان فرنسا وأنه يجب عليه تركه بسرعة ..
ولكن فارس الخوري استمر بالتحديق في ساعته : عشر دقائق .. أحد عشرة .. اثنتا عشرة دقيقة .. وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ فرفع صوته في وجه فارس الخوري مطالباً بترك مقعد فرنسا ولكن فارس الخوري استمر بالتحديق في ساعته : تسع عشرة دقيقة .. عشرون .. واحد وعشرون .. فغضب المندوب الفرنسي وحاول التهجم على فارس الخوري لولا حؤول سفراء الأمم الاخرى بينه و بين فارس الخوري ..
وعند الدقيقة الخامسة والعشرين تنحنح فارس الخوري ووضع ساعته في جيب سترته ووقف بإبتسامة عريضة تعلو شفاهه وقال للمندوب الفرنسي : « سعادة السفير .. جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضباً وحنقاً .. وقد استحملت سورية سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة .. و آن لها أن تستقل .. » .. وفي هذه الجلسة .. نالت سورية استقلالها
وهاهو الزمن يعيد نفسه بموقف حكيم الدبلوماسية السورية وليد المعلم في مؤتمر جنيف لمنع عودة الاستعمار وعلم الانتداب وكما كتب الكاتب يعقوب مراد-السويد ... المعلم صوتنا
34 شهرا يقتلون الشعب السوري ، ويتكلمون باسم الشعب السوري ، ولا يسمحون لصوت سوريا الحقيقي ممثلا بالمعلم ان يتكلم 34 دقيقة لينقل مايريده الشعب السوري ..عجبي !!
بقلم الكاتبة فطيم الأحمد
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم فريق العمل في الموقع الرسمي 2014/01/24