كمين محكم للجيش يقتل عشرات المسلحين بصيدنايا
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2014/01/23
##################################
عندما تصل إلى بلدة صيدنايا، تدرك أن دير شيروبيم يشكل بطبيعته الجغرافية الجبلية حدا فاصلاً بين لبنان وسوريا، ويشرف على عدد من البلدات التي تتمركز فيها المجموعات المسلحة، أبرزها رنكوس وتلفيتا وبدا وحفير الفوقا وحوش عرب وعسال الورود وصولاً إلى مضايا والزبداني غرباً ويبرود وفليطة شرقاً
أهمية الدير والذي يرتفع بحدود 1900 متر عن سطح البحر، تنطلق من اطلالته على المتحلق الشمالي، بالإضافة إلى سجن صيدنايا، ما يجعله هدفاً حقيقياً للمجموعات المسلحة، كون الأخيرة هددت اكثر من مرة بقطع طريق المتحلق الشمالي والذي يعتبر شرياناً حيوياً للعاصمة دمشق ومحيطها الريفي
منذ بداية الحرب على سوريا بقيت بلدة صيدنايا وضمن محيطها الواسع، البلدة التي رفضت دخول المجموعات المسلحة ما جعلها هدفاً لهذه المجموعات في البلدات المحيطة بالذات رنكوس التي تعتبر من اهم معاقل المسلحين بعد يبرود، والتي تعتبر ممراً رئيسياً للسلاح والارهابيين من بلدة عرسال اللبنانية الى الداخل السوري بالذات مناطق القلمون والريف الدمشقي
محاولات عديدة قامت بها المجموعات المسلحة للسيطرة على الدير الاثري ودخول بلدة صيدنايا، وحالات خطف عديدة تعرض لها اهالي البلدة ، بالإضافة الى سقوط قذائف الهاون بشكل دائماً عليها. اما الناحية الاخرى التي جعلت صيدنايا هدفاً حقيقياً للمجموعات المسلحة، فهو السيطرة على دير شيروبيم والبلدة، ما يعني السيطرة على اهم البلدات الموالية للدولة السورية
لم تكن منطقة صيدنايا وجبالها وحتى دير شيروبيم، بعيدة عن تكتيك الكمائن الذي يستخدمه الجيش السوري بنجاح.. لكن هذه المرة الكمين مختلف.. كون منطقة دير شيروبيم يتوسط مناطق يسيطر عليها المسلحون فيما تطل عليه الحدود اللبنانية من جانب اخر
المعلومات التي وصلت لقيادة الجيش السوري كانت تفيد بتجهيز هجوم كبير ستقوم فيه مجموعات مسلحة تطلق على نفسها اسماء ألوية الفجر والقلمون وأحرار الشام وجبهة النصرة، سينطلق من عدة محاور، يترافق مع هجوم على بلدة صيدنايا، الخطة وضعت.. وكانت اراء القادة العسكريين تنصب حول مواجهة المجموعات المسلحة في منطقة تعرف عسكرياً بمنطقة الرقبة، وهي المنطقة السهلة بين مرتفعين، فكان العمل على نشر الكمائن في تلك المنطقة، بعد الحفاظ على الجنود من الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني الذين اغلبهم من بلدة صيدنايا بشكل طبيعي واعتيادي
وبدأ الهجوم من محور جرد تلفيتا ومحور جرد رنكوس، وكان هدف المهاجمين الوصول الى قلب الدير والسيطرة عليه، تسللت المجموعات المسلحة بمحاذاة الدير في محاولة لمفاجئة حامية الدير، لكن الكمائن المنتشرة جعلتها تقع في حلقة دائرية من النيران، جعلتهم يفقدون القدرة على مواجهة الغزارة النارية، لتبدأ مجموعة اخرى محاولة الهجوم على دير مار توما لفك الضغط عن المجموعات المحاصرة بالقرب من دير شيروبيم، وبدأت المجموعات المسلحة تمطر بلدة صيدنايا بقذائف الهاون في محاولة منها لمنع وصول الامدادت لحامية الدير. الهجوم الفاشل الذي خططت له المجموعات المسلحة لاشهر اسفر عن مقتل عدد كبير من المسلحين وجرح عدد اخر حاولوا الانسحاب تحت غطاء ناري نحو الحارة الغربية لبلدة رنكوس، الا ان وحدات الاسناد الناري في الجيش السوري تابعتهم حتى تلك المنطقة، وشكلت زنار نار حول الجرود الجبلية، حيث منعت وصول أي امدادات لهم
المساحة النارية التي استطاع الجيش السوري تغطيتها في التصدي للهجوم، جعلت المجموعات المسلحة في حل ذعر ورعب حقيقية، بحسب ما كشفه مصدر عسكري لـ"العهد"، مضيفاً: المجموعات المسلحة كان من ضمن مقاتليها جنسيات عربية وبالذات سعودية، حيث استطاع الجيش السوري سحب عدد كبير من الجثث التي لم تستطع المجموعات المسلحة سحبها، وكان من ضمنها ما لايقل عن اربعة مقاتلين سعوديين
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/01/23