(هام) بالصور الحصرية - الناجون من عدرا العمالية : بقينا عدة أيام دون طعام والإرهابيون احتجزوا المئات وسفكوا دم العشرات
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2013/12/31
##################################
قصص ومآس كثيرة يرويها الناجون من مدينة عدرا العمالية السكنية عن جرائم الإرهابيين ومجازرهم بحق كل شيء بعد أن احتجزهم الإرهابيون في أقبية المنازل وسفكوا دماء العشرات على مرأى ومسمع من الأطفال والشيوخ والنساء
بحزن يملأ عينيها قالت مايا صليبي 12 عاما التي كانت تسير برفقة خالتها وشقيقها كريم ابن الخمس سنوات على الأقدام إلى الطريق الدولي دمشق حمص "خرجنا من مدينة عدرا دون أبي وأمي.. لقد اقتادهم الإرهابيون منذ 12 يوما ولا نعلم عنهم شيئا"
ويقول علي البكار الذي خرج من بيته بحقيبة صغيرة وضع فيها بعضا من حاجياته الأساسية: "كنا نعيش بأمان في مدينة عدرا العمالية بعد أن اضطررنا لترك منازلنا في بلدة حجيرة إلى أن دخلت المجموعات الإرهابية المدينة وارتكبت الجرائم الفظيعة بحق المئات.. لقد دمروا وقتلوا وشردوا عائلات بأكملها" بينما يروي حسين 12 عاما الذي كان برفقة والده كيف تغيرت الحياة بالمدينة مع دخول الإرهابيين "كل شيء أصبح سيئا من حولنا.. قتل وإطلاق نيران في الليل والنهار"
العشرات لا بل المئات من سكان مدينة عدرا يغادرون مناطق سكنهم للمرة الثانية اليوم بسبب إرهاب المجموعات المسلحة لأنهم سبق أن هربوا من من قرى الغوطة الشرقية بعد أن أجبرتهم المجموعات الإرهابية على ترك منازلهم.. تقول عبير سلام التي نزحت وأسرتها من حي جوبر إلى عدرا العمالية "أتينا إلى عدرا بحثا عن الأمان حتى ابتلينا بهم من جديد.. أخرجونا من البيت الى الأقبية ومن ثم إلى النادي الرياضي.. عشنا أياما على فتات الخبز اليابس" وتضيف.. "قتلوا عشرات المواطنين وألقوا جثثهم في مقبرة جماعية خلف النادي الرياضي"
طريق ودرب طويل من التهجير سلكته عبير يوسف من عين ترما إلى حرستا ومن ثم ضاحية قدسيا وانتهى بها المطاف في عدرا العمالية حيث ارتكب الإرهابيون جرائم فظيعة ضد الأهالي إذ تقول.. "اقتحموا البيوت ونهبوا كل شيء.. لم يتركوا شيئا"
"يدعون الإسلام.. يكبرون باسم الله ويقتلون الناس ويعتدون على الناس" بهذه الكلمات بدأ صبحي سلام حديثه قبل أن يتابع بغضب وغصة وحرقة وتكاد أنفاسه تتقطع من شدة التعب بعد المسافة التي قطعها سيرا على الأقدام: "أخذوا حاجياتنا ونهبوا بيوتنا.. اعتدوا على النساء واحتموا فينا كدروع بشرية..عمري 82 سنة ولم أعش أياما بقسوة ما رأيت من ظلم هؤلاء القتلة"
ولا يختلف حال أحمد زين الدين ابن الـ65 عاما عن حال أهالي عدرا العمالية وأسرته من بلدة القاسمية حيث كان يقطن في ج 14 من المدينة إذ يشير إلى أن الإرهابيين اقتحموا المدينة عند الساعة الثالثة صباحا" سمعنا إطلاق نار.. نظرنا من النوافذ.. رأينا الإرهابيين امام الأبنية يصرخون انزلوا الى الأقبية.. مرت الساعات طويلة ملؤها الرعب والبرد حيث مكثنا أياما محشورين في زوايا البيت متلحفين بما لدينا من أغطية"
بحماس اندفعت الشابة وزيرة ابراهيم باتجاهنا لتروي ما شاهدته من فظائع.. تقول ابنة الثامنة عشرة من عمرها "كنا نقطن في الجزيرة 11 أجبرونا على النزول الى القبو مهددين من لا يستجيب لأوامرهم بالقتل.. كان بينهم أردنيون وسعوديون وقطريون.. قتل الناس أمر بسيط لديهم.. ذبحوا شابين أمامي.. من شدة الخوف بقيت أياما لا أستطيع الكلام.. والآن أكاد لا أصدق.. كان كابوسا فظيعا.. الحمد لله أننا الآن بأمان"
أما سامية حوا المهجرة من بلدة الجربا فتقول.. "كنت أقيم في ج11.. احتجزنا الإرهابيون في قبو البناء عشرين يوما.. قاسينا البرد والجوع.. خبأنا بعض الطحين وخبزناه على قطعة من الحديد.. قطعوا الماء وسرقوا المازوت من خزانات السيارات لم يتركوا شيئا"
ولم يستطع محمود خولان أب لستة أولاد كبح دموعه وهو يسرد بحرقة الإذلال الذي أحس به مع أسرته "زوجتي مريضة لا كهرباء ولا ماء ولا أكل لنا.. مكثنا أياما دون طعام.. إنه الجحيم"
أما أحمد فقد نجا بأعجوبة ولا سيما أنه جندي في الجيش وكان في إجازة عند دخول الإرهابيين المدينة.. حيث يقول: لم يتركوا وسيلة للتعذيب إلا واستخدموها ضدي.. ألقوا رجلا في السبعين من عمره على الأرض وأخذوا يضربونه أمامي.. لم يرحموا أحدا.. كل من له علاقة بالدولة هو مجرم بنظرهم حتى الأطباء والممرضين.. كانوا اشد قسوة على أهالي قرى الغوطة من الوافدين الى عدرا العمالية لانهم "خائنون بنظرهم" سرقوا السيارات ومولدات الكهرباء ومنعوا تشغيل الفرن ودمروا كل شيء
حتى المعوقين لم ينجوا من جرائم الإرهابيين تقول أم شادي التي جاءت من دوما إلى عدرا العمالية "زوجي معوق ومع ذلك لم يسمحوا لنا بأخذ سيارته الخاصة بالمعوقين.. حتى العربة التي يبيع عليها ابني الفول النابت سطوا عليها" بينما تؤكد أم خالد أنها اضطرت للتخلي عن حاجات أساسية كانت تحملها بيدها بعد أن أطلقوا النار والقذائف باتجاههم لمنعهم من الخروج وسقطت على الأرض وهي تركض خوفا من نيران غدرهم على أطراف المدينة.. قبل أن تحس بيد حانية تساعدها على النهوض.. لترفع نظرها إلى الأعلى فتجد أمامها بطلا من جنودنا البواسل يمد لها يده لتتوازن في مشيتها وتسير بثقة منطقعة النظير.. كيف لا وهي بحماية الجيش العربي السوري
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2013/12/31