سؤال قوي جداً وفي مكانه .. سألني أحدهم : " ما هو الصراع القائم مع مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية في رومانيا من وراء الكواليس ! "
###################################
كنت اقول دائماً مع إحترامي لكل الصفحات الوطنية ، أن اية مجموعة وطنية في الفيسبوك تقوم على أساس مادي أو واسطة ، ويتم نفخها إعلامياً زيادة عن اللزوم ستنتهي عاجلاً أم أجلاً وسيكون مصيرها الفشل الذريع ..
لا يمكنك ان تبدأ بمشروع وطني أساسه وقوامه الأموال والرواتب والمصالح لأن ذالك سيؤدي إلى التصارع والمنازعة وبالتالي الفشل والإحباط ، سيما لمن دعم تلك المنظمة التي إنهارت
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية تمت محاربتها بشكل مخيف ومرعب جداً .. حشدت كل الطاقات الإعلامية والإجتماعية ضدها ، وأستخدمت كافة وسائل التحريض ونشر الإشاعات المغرضة عنها ... كان الهدف واحداً " إزاحة هذه المؤسسة من حلبة المنافسة بواسطة التخوين وعدم دعمها "
إلا أنها بقيت صامدة وتخطت كل المصاعب ونجحت في خوض أعتى الحروب النفسية والإعلامية في تاريخ الأزمة السورية والخروج منها منتصرة بجدارة
كل ذالك لسبب بسيط جداً ، وهو أن هذه المؤسسة قامت على أساس وطني بحت غير ممول وغير مدعوم من أحد ، فلم يكن هناك مكان للأحقاد والنزاعات فيها ، فضلاً عن أن المؤسسة ليست وليدة أزمة كما هي الحال بالنسبة لأغلبية المؤسسات والصفحات والمجموعات الأخرى ، بل هي موجودة منذ عام 2007 ، وهو أبسط الأسباب الذي جعل المتابع السوري يؤمن بصدقية هذه المؤسسة ..
فضلاً عن أن إسلوب التهجم على مؤسستنا " الذي كان سببه الحقد والحسد " قد ظهر جلياً للمتابع السوري ، سيما وأن تلك التهجمات كانت تتناقد مع ما تقدمه المؤسسة من نشاطات ومواد فيديو ومقروءة .. وطبعاً لا ننسى العامل الأهم " إستقلالية القرار الإعلامي " الأمر الذي تفتقده أغلبية المجموعات الوطنية
كان على المؤسسة ان تنقسم على جبهتين ، الأولى تدافع فيها المؤسسة عن نفسها وبقائها و وجودها ، والثانية أن تخوض الحرب الضروس مع أعداء سوريا والمتآمرين .. الأمر الذي لم يفت المتابع السوري الذي قيم ثميناً هذا الأمر
وبالعودة لموضوع الحقد والحسد الذي إبتعدنا عنه قليلاً لنشرح الفكرة .. نحن كمؤسسة على سبيل المثال مهمشون في جاليتنا السورية برومانيا ، بالرغم من أننا المؤسسة الإعلامية السورية الوحيدة في هذه البلد التي تحظى بشهرة عالمية
لم يتعب أحداً نفسه في رومانيا ليدعمنا وأن يستفاد أو يستغل من قوتنا الإعلامية لصالح الجالية وصالح الوطن ... إذاً الوطنية ليست غاية الكثيرين بل غايتهم المصلحة !
------------------------------------
نحن في رومانيا ، قلة قلية من يعطينا " لايك " أو تعليق من أبناء الجالية على بوستاتنا ، اما بالنسبة للفيديو والمقالات فلا يتشجع أحد على نشرها على صفحته إطلاقاً بإستثناء القلة ... البعض منهم فرضت عليهم التعليمات بمقاطعتنا وهم ينفذون ذالك رغماً عنهم لأنهم لا يتمتعون بالإستقلالية في القرار ، حتى وأنهم ليسوا أصدقاء عندنا ولاكنهم يتابعوننا ..
الحال هو نفسة بالنسبة للمعارضة السورية في هذا البلد، والتي بالرغم من عدائها الشديد لنا والمعارك الكثيرة التي قامت بينهم وبيننا والتي وصلت إلى نشر فضائح وإختراق للمواقع ، إلا أنهم يجدوننا " أكثر الشبيحة عقلانيةً وحكمة وإعتدالاً " في رومانيا بحسب العديد منهم
في الوقت الحالي نحن مهمشون تماماً في رومانيا .. لا يوجد لدينا أحد من السوريين من حولنا يتواصل معنا ، فبعد آخر مسيرة أقيمت في بوخارست والتي لم نشارك فيها للأسف بسبب ظروفنا المادية ، عقدت ما تسمى باللجنة الأوروبية لدعم الشعب السوري / فرع بوخارست ، إجتماعاً في " آفي مول بوخارست " بعد المسيرة فوراً تقرر فيه " مقاطعة مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية مقاطعة كاملة " وإلا فسوف يتعرضون هم للمقاطعة ، ما يعني ان مؤسسة سورية تشن حرباً ضد مؤسسة سورية أخرى ! .. وبما ان الأغلبية توابع وغير مستقلين في قرارهم قاموا بتنفيذ الأمر بدقة .. حتى أنه في عيد الأضحى المبارك لم يردوا على هواتفنا لنعايدهم !!
الأسوء من ذالك أنهم حرمونا من أبسط حقوقنا .. لم يكلفوا شخصاً واحدأً منهم ليتصل بنا وأن يخبرنا على الأقل عن سبب مقاطعتهم الجماعية لنا ، بدورنا وجهنا رسائل إلى المعنيين في الجالية لنفهم ماذا يجري وتسائلنا : هل يعقل أن تقاطع مجموعة كبيرة من شباب الجالية هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة ؟ وهي يعقل ان يكون هناك سوريون مؤيدون في جالية واحدة وأن لا يعايدوا بعضهم معايدة العيد ؟!!
نحن تنازلنا من جانبنا وأعلنا اننا مستعدون للإعتذار عن أي امر سيء بدر مننا ، وقررنا تغير سياستنا في العمل ورغبتنا في مشاركة كل الفعاليات في رومانيا إلا اننا لم نتلقى أي رد ..
حتى الصلاة التي اقيمت من أجل سوريا في يوم الصلاة العالمية بكنيسة بوخارست والتي نظمها الإتحاد الوطني لطلبة سوريا في رومانيا لم ندعى عليها ونظمت سراً دون علمنا !! .. علماً بأننا مسيحيون والدين لله طبعاً ، وكان من المفترض ان نكون أول المدعويين ..
تسائلنا وقتها كيف يدخلون إلى الكنيسة إلى بيت الله ليصلوا من أجل سوريا وقلبهم ليس أبيض !! .. وقتها تحفظنا على الموضوع ومضغنا الألم وإبتلعناه ولم يكترث أحد لمشاعرنا كسوريين أولاً وكمسيحيين ثانياً ..
أغلب الفعاليات التي تنظم في رومانيا بالرغم من انها قليلة نسبياً يحاولون تجنب دعوة مؤسستنا إليها وأن نعلم بها .. وكأننا غير سوريين ولم نقدم شيئاً لسوريا حتى الآن .. تهميش تام متعمد وإقصاء ظالم ، فسوريا لهم وحدهم والوطنية لهم وحدهم .. حتى الدين اصبح لهم وحدهم ونحن لا نملك شيئاً سوى السكوت والسكوت دائماً ...
------------------------------------
تعرفنا منذ فترة ليست ببعيدة على الجالية العربية السورية في بلغاريا .. جالية نشيطة جداً وقوية غنية عن التعريف ، وقد ربطتنا بهم علاقات ممتازة جداً لا تزال قائمة ، الأمر لم يرق للكثيرين في رومانيا فقلنا لهم : أحترنا .. لا عم تدعمونا ولا عم تخلونا ندعم غيركم
بل الأسوء من ذالك تم تهديدنا مباشرة بالإضرار بعلاقتنا مع الجالية السورية في بلغاريا .. حينها قمنا بإعلام الأشقاء في بلغاريا بالأمر تحسباً لأي محاولة عدوانية ضدنا قد تأتي من رومانيا ، إلا ان نشطاء الجالية كانوا أذكياء وفهموا الأمر دون الحاجة لأن أنشرح لهم تخوفاتنا
حرب حقيرة جداً تمارس ضدنا ... البعض من أبناء الجالية في رومانيا رشحوا أن سببها خوف البعض على مقاعدهم ومناصبهم من مؤسستنا ، سيما وأنها مؤسسة فقيرة و وطنية ومستعدة لتقديم الكثير مقابل القليل وتتمتع بميزات ترشحها لأن تحل مكان أي شخص ..
إلا اننا قد بينا مراراً إننا لسنا بحاجة لأي منصب ، وإن كان هناك منصب نطمع به فهو مكتب الإعلام في الرابطة السورية الذي نجد أنفسنا أحق الناس بأن نستلمه " بالتعاون مع سوريين آخرين في جاليتنا " نجدهم متمرسين في الإعلام ولاكنهم غير فعالين في الوقت الحالي
البعض الآخر قال ان سبب تخوفهم مننا هو إستقلالية قرارنا وقوتنا الإعلامية والدعم الشعبي الكبير لنا .. بينما قال آخرون أن إنتمائنا لفكر الحزب السوري القومي الإجتماعي هو السبب ، حيث أن الأولوية للبعثيين .. ونحن استبعدنا الفرضية الأخيرة لأن القوميين يحتلون مناصب رفيعة في الدولة السورية .. على الأقل عائلة مخلوف المحترمة في الساحل أغلبها قوميون
وبالرغم من كل ذالك .. مؤسستنا وضعت بعض الأسس في تعاملها مع السوريين في رومانيا ، فالسفارة السورية في بوخارست على سبيل المثال خط احمر بالنسبة لنا ، ويتوجب علينا الدفاع عنها كونها تمثل شخصية السيد الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية .. أما أفراد الجالية سواء كانوا معارضين أو مؤيدين فيتوجب علينا معاملتهم من مبدأ انهم سوريين ، أيضاً الأمر بالنسبة للخلافات فإننا لا نقبل بأن يعتدي أي مواطن سوري على مواطن آخر مهما كان توجهما السياسي ..
ونحن لا نعترف بتسمية الجالية الحرة أو جالية المؤيدين ، وإنما الإسم الشرعي والقانوني " الجالية العربية السورية في رومانيا " الأمر الذي لا يرضي على الأغلب الطرفين
المؤسسة ماضية في طريقها وأمامها طريق طويل ولها طموحات وطنية كبيرة .. ولها مشاريع مستقبلية وبرامج عمل عديدة ولا سيما إجتماعية ، ولها أنصار كثيرون ومؤيدون سواء بالسر أو بالعلن ، وهي جديرة بخوض كل التحديات لأنها تدافع عن مبادئ وقيم وأخلاق وتسعى لإنهاء الإحتكار والفساد وإقامة المساواة والعدالة بين السوريين كافة .. وستجد من يهتم بها يوماً ، أما الحاقدون والحاسدون فهم إلى زوال والصرح القومي الوطني الكبير باقي والمارقون يعلمون ذالك
"مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية "
2013/10/18