من قتل الفرحة في رومانيا ؟؟ ..
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم شؤون الجالية العربية السورية في رومانيا - بقلم د.حنان نورا الحايك
(صورة للبعض من أبناء الجالية العربية السورية في رومانيا في مقر رابطة المغتربين العرب السوريين "المحتلة حالياً من قبل المعارضة" يحتفلون بالعيد)
#################
كانت آثار الأزمة السورية ومعالمها واضحة على ابناء الجالية العربية السورية في رومانيا .. وما بين معارض ومؤيد قتلت الفرحة وضاعت البسمة على الشفاه وتدخل الغريب وأصبحت الجالية تعيش حالة هائلة من الفوضى والأحقاد ..
حتى الإسم ذاته ضاع .. لم تعد الجالية العربية السورية في رومانيا ، بل أصبحت جالية سوريا الأسد الخاصة بالمؤيدين والجالية الحرة الخاصة بالمعارضين، وما بين الجاليتين تنامى الفراغ الإجتماعي وضاعت الإرتباطات الإجتماعية وأصبح كل واحد عدو للآخر ، أما الإضرار بالمصالح وإستخدام لغة التهديد والشتائم وما تسمى بالفضائح فقد أصبحت منهجاً وسياسة تتبع بين السوريين
ليس المهم من كان البادي من الطرفين ومن كان أكثر عدوانية من الآخر ، بقدر ما هو أهم من ذالك .. الوطن عينه الذي لا ذنب له في كل هذا الصراع ، واليوم تسمع أحد المعارضين يقول لك ان فلان شبيح وعوايني للمخابرات ونصيري ومجوسي وقاتل أطفال ، ومن طرف آخر تجد ذالك المؤيد يصف المعارض بالعميل والمرتزق والخائن والسلفي والإرهابي وآكل القلوب .. علماً بأن الشخصين نفسيهما كانا من أفضل الأصدقاء في السابق
من قتل الفرحة في رومانيا ؟؟ .. كي نجيب على هذا السؤال علينا ان نسأل أولاً من قتل الفرحة في سوريا ، فمن كان سبباً في دفع الأموال وتقديم السلاح ليقتل السوريون بعضهم بعضاً هو المسؤول عن ذالك .. ولكن الأسوء من ذالك أن هذه الجالية لم تحافظ على حكمتها وصوابها وعقلانيتها ، وللأسف فقد فرطت بأغلى ما تملكه اية جالية وهي الروابط الإجتماعية والأسرية
لم تستطيع هذه الجالية بكل مفكريها ومثقفيها وأطبائها ورجال اعمالها الفصل ما بين التوجه السياسي والروابط الإجتماعية ، فخلطت السياسة بإجتماعيات الجالية ليصبح عدو السوريين هم السوريين أنفسهم .. فإنقطعت الإجتماعات والحفلات والمهرجانات وحل عوضاً عنها الصمت المريب والخريف البائس
إلا ان الكثير من ابناء الجالية ولا سيما الشباب لم يقدروا على تحمل هذا الضغط الهائل .. فقرر العديد من الشباب المعارض والمؤيد ان يلتقيا سراً دون علم جاليتيهما كي لا توجه اليهم أصابع التخوين من كلا الجاليتين .. وهل إذا التقى معارض سوري مع مؤيد سوري في رومانيا تصبح خيانة ؟ لماذا لا نعمل من مبدأ المواطنة ؟ لماذا لا نعزل السياسة عن العلاقات الإجتماعية ؟ لماذا لا نقدر ان نلتقي في كل عيد على مائدة واحدة دون ان نتكلم بالسياسة أبداً ؟
خسرنا جميعاً .. وخسر الوطن ، وكل ما هدم في حياتنا و وطننا سندفع نحن ثمنه وسيكلفنا باهضاً ، وقد دفعنا حتى الآن قسطاً من الفاتورة بدماء العديد من إخوتنا في الوطن .. دون سبب ودون هدف ودون معنى .. ولم يخطر في بالنا أن نتسائل يوماً وأن نكون صريحين مع انفسنا على الأقل .. من قتل الفرحة في رومانيا ؟؟
بقلم د.حنان نورا الحايك
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية 2013/08/22
قسم شؤون الجالية العربية السورية في رومانيا