تحليل عسكري وإستراتيجي دقيق لأهمية القصير بالنسبة للأزمة السورية ، والدور الفعال لعامل التحرير في كسر العامود الفقري للمؤامرة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية / قسم الأخبار في الموقع الرسمي
إعداد د.حنان نورا الحايك 2013/06/06
##################################
لا شك بأن سيطرة الجيش السوري على منطقة القصير عطلت الرئة الاساسية للمسلحين الإرهابيين وسط سوريا، والتي كانت مركز ادارة العمليات العسكرية للمسلحين الإرهابيين والمرتزقة في سوريا، وكان يتركز فيها كل أجهزة المخابرات الأجنبية بما فيها الموساد الإسرائيلي
إن معركة القصير تذكرنا بمعركة وادي الحجير في عام 2006، بحيث أن ما حصل في وادي الحجير شكل نقطة تحول في العدوان الإسرائيلي على لبنان ومنعه من الوصول الى الليطاني، والقصير تشكل نفس نقطة التحول على مستوى المعركة في سوريا
والجدير بالذكر هو أن القصير تشبه ثغرة الدفرسوار التي استعادها شاورن في حرب عام 1973 وأدت الى قلب الموازين لصالح العدو الإسرائيلي سياسيا وأنتجت معاهدة كامب ديفيد
ومن دون أدنى شك أن حسم معركة القصير لصالح الجيش السوري أخرج الساحة اللبنانية كدور أساسي لإتزان المسلحين، وعطل الرئة الأساسية للمسلحين في وسط سوريا، بالإضافة الى أنه سهل تواصل دمشق مع الساحل السوري، وأمن طريق التواصل البري بين المقاومة في لبنان الى العمق السوري والى العمق العراقي حتى طهران
ان القصير كانت تشكل قاعدة كبيرة مهمة لتعبئة المجموعات المسلحة ، وعندما تسقط يعني ان 60% من توريد السلاح ، وان المجموعات الارهابية القادمة من لبنان سوف يسقط ، كما يعني تقطيع اوصال المسلحين الارهابيين بين دمشق وبقية المحافظات و الا مجال لبني غازي جديد في سوريا ، ويعني في النهاية تأثير القدرة العسكرية السورية والامنية السورية خلال ايام قليلة
فالقصير كانت مركز ادارة العمليات العسكرية على مستوى سوريا وليست مدينة حلب، وكل أجهزة المخابرات الأجنبية بما فيها الموساد كانت تتركز في القصير، واليوم تم ضرب المخ الرئيسي للإدارة العسكرية المخابراتية الأجنبية لما يسمى الثورة السورية
ولابد من قراءة ردات الفعل لكي نعرف الفعل، وتحرك اوباما الآن والبيت الأبيض ومجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية ومجلس التعاون في الخليج الفارسي بخصوص القصير التي اصبحت كستالينغراد بالنسبة لهم، وحسم معركة القصير اليوم وضع نقطة النهاية للتوغل الأميركي الإسرائيلي في سوريا، وبدأنا رحلة العودة لإسترداد سوريا من الفم الأميركي
لقد تم إنزال إطار وحدة جبهة محور المقاومة من الإطار النظري الإستراتيجي الى الإطار الميداني الفعلي، وهذا ما اتهم به حزب الله بالتدخل في القصير للدفاع عن النظام السوري، حزب الله لم يكن يدافع عن النظام، بل كان يدافع عن محور المقاومة وفكر المقاومة
من المعروف لدى الجميع أنه قبل العملية العسكرية الاخيرة في الايام القليلة الماضية كان هناك قتال شديد ، ما يعني ان القصير كانت محصنة وتتحكم بها المجموعات الارهابية وكان يوجد فيها سلاح كثير، معتبرا ان شراسة المعركة تؤكد ان هذه المجموعات كانت تعد القصير قاعدة لها لا يمكن ان تسلمها
ويلاحظ أن حسم المعركة بالقصير أجبر كيري أن يقول "لقد دخلنا متأخرين على الحل السياسي"، أي أنه إعترف بفشل الحل العسكري وأنه قبل أن يكون متأخرا على أن لا يأتي، قائلا إن اميركا إذا تأخرت عن الولوج في الحل السياسي ستخرج من سوريا ومن الشرق الأوسط أيضا
والأهم من كل ذالك هو الأثر النفسي العميق الذي تركه الإنتصار في القصير داخل نفوس المرتزقة والإرهابيين ... حيث ان المجموعات المسلحة في بقية المحافظات السورية قد ايقنت بعد سقوط القصير ان القتال مع الجيش لا محالة ان الجيش منتصر فيه، طالما ان القصير بكل هذا السلاح سقطت
كما ان سقوط القصير يعني تداعيا خطيرا للجماعات المسلحة، وان المجموعات فقدت مصداقيتها امام الدول الراعية لها، ما يعني انتصارا كبيرا للجيش العربي السوري ، ومن هنا ، فإن الدول الداعمة للمجموعات المسلحة ايقنت الان وبعد عامين ونصف ان السلاح لن يكون مفيدا، وان من تشتريه بالمال شيئ وان من يدافع عن بلاده شيئ اخر، وان ورقة القصير سقطت من يد من كان يراهن عليها ليأخذها الى مفاوضات جنيف اثنين
إعداد د.حنان نورا الحايك
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2013/06/06
