دراسة عسكرية : هل ما يسمى بالجيش السوري الحر قادر فعلاً على إسقط طائرات حربية سورية ؟ وهل الصواريخ التي بحوزته فعالة ؟
بقلم البنت السورية الدكتورة حنان نورا الحايك / الموقع الرسمي
########################
مقدمة عن موضوع المقالة
################
تعتمد الحرب الحديثة على عنصر من أهم العناصر وهو التأثير النفسي لدى الخصم ، وذالك من خلال إيهام الطرف الآخر أي الخصم أنه عاجز تماماً أمام الضربات الميدانية القتالية ، وهذا ما يعرف "بالتظليل والفبركة وخلق اللإشاعات" لرفع معنويات مقاتلي الطرف الأول ، وهو ليس بالأمر الجديد المتبع لدى العصابات الإرهابية المسلحة في سورية
ففي الآونة الأخيرة ولا سيما بعد نجاح هؤلاء في إسقاط مروحية حربية سورية قديمة من نوع "مي - ميل 8" في منطقة القابون بدمشق ، أصبحوا كل يوم يضيفون أخباراً مماثلة لهذا الحادثة يدعون فيها إسقاط طائرات حربية مختلفة إلى أن وصل بهم الهذيان إلى إعلان أخباراً تفيد بإسقاط طائرات نفاثة خارقة لسرعة جدار الصوت ولا سيما من نوع "ميغ"
ترافق كل ذالك مع أنباءً تفيد بأن العصابات الإرهابية المسلحة في سورية قد تسلمت صواريخ حرارية مضادة للطائرات نوع "سام 7" محمول ، مع التأكيد ان هؤلاء يمتلكون رشاشات مضادة للطيران عيار 14.7 دوشكا ، ومدفعية مضادة للطيران نوع "شيلكا" ثابتة
والسؤال الذي يطرح في مثل هذه الحالة هو : هل فعلاً ما يسمى بالجيش السوري الحر قادر على إسقط طائرات حربية سورية ؟ وهل الصواريخ التي بحوزته فعالة ؟ الأمر الذي سوف أستعرضه وأياكم في هذه المقالة والذي سنتناول فيها بعض الدراسات العسكرية عن هذه الصواريخ الحرارية وما هي التقنيات المضادة لها في هذه الطائرات وأمكانية إصابتها بهذا النوع من الصواريخ
ما هو الصاروخ الحراري وما هو مبدأ عمله ؟
############################
يعرف صاروخ "سام 7 جريل" الحراري في قاموس الميليتاريا العسكرية الروسية بلقب " ستريلا 2 " ، وهو نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض - جو سوفيتي الصنع قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ ، وقد دخلت المنظومة الخدمة لأول مرة في عام 1968 ، حيث يبلغ مدى الصاروخ 3,700 منر بارتفاع يصل إلى 1,500 متر بسرعة 430 متر بالثانية ، ويزن الرأس الحربي للصاروخ 1.15 كغ
الصاروخ يتألف من عدة أجزاء أهمها : القاذف وجهاز التسديد البصري ، القبضة المسدسية وجهاز الإطلاق ، المذخرة أو البطارية التي يتم تركيبها في مقدمة القاذف ، بالإضافة إلى الصاروخ نفسه ، وهو مجهز بعين حرارية زجاجية في رأسه ودارات إلكترونية متصلة مع حساسات حرارية تقوم هذه الدارات بالتحكم بأجنحة الصاروخ وعنفاته وتسيره وقيادته إلى الهدف مباشرة وفق الحرارة الصادرة عن محرك الطائرة والذي يقوم بتتبعها
الصواريخ الحرارية عديمة التأثير على الطيران الحربي السوري
#######################################
لا شك أن أنواع الصواريخ السام كثيرة وكلها تعمل بنفس المبداً ، وقد أبلت بلائاً حسناً في حرب تشرين التحريرية عام 1973 حيث إستطاع كل من الجيشان السوري والمصري إسقاط عدداً كبيراً من طائرات العدو الإسرائيلي بها ، وهذا الأمر كان قديماً .. حتى أن تم إكتشاف ميزة البوالين الحرارية التي تستطيع ان تضيع الصاروخ في الجو وأن تعرقل أدائه في التوجه إلى الهدف الأمر الذي ختم تاريخ السام العسكري
وتحوز الجمهورية العربية السورية على عدد هائل وكبير من مقاتلات الميغ ولا سيما نموذج الميغ 23 فلاجر ، حيث يعد ثاني اكبر اسطول بعد الإتحاد السوفيتي ، بالإضافة إلى الأنواع الثانية مثل ميغ 25 و ميغ 29 وميغ 31 .. بالإضافة إلى الميغ 21 التي تحولت لطائرة تدريبية ، والسوخوي بأنواعة وغيرها من المقاتلات والمروحيات الحربية المختلفة من أهمها المروحية مي 24 و مي 28 .. وكلها مزودة بأنظمة البالون الحراري المضاد للصواريخ الحرارية
وبما أن الطائرات الحربية السورية بنوعيها المروحي والنفاث مجهزة بتقنية البوالين الحرارية فإنه من الصعب جداً بل ومن المستحيل إسقاطها بمثل هذا النوع من الصواريخ إلا في حالات نادرة جداً وبخاصة عندما تكون الطائرة على إرتفاع منخفض وتطير بسرعة بطيئة .. فالطائرات مجهزة برادار حماية من الصواريخ الحرارية تلقائي العمل ، يقوم بإطلاق البوالين الحرارية التي تفوق درجة حرارتها حرارة محرك الطائرة بعدة أضعاف مما يجعل الصاروخ يتوه عن هدفه
ما هي البوالين الحرارية وكيف تعمل ؟
#######################
مشكلة صواريخ السام أنها بطيئة .. لذالك فإنها غير فعالة إطلاقاً في إصابة الطائرات النفاثة الحديثة التي تفوق سرعتها 2 ماغ " ضعفي سرعة الصوت " ، أي من الميغ 23 وما فوق ، ولا سيما السام المحمول على الكتف الذي يمتلكه الإرهابيون في سورية
وغالباً ما تستخدم الطائرات الكبيرة أو المروحيات (الطائرات الضعيفة المناورة) نظام البوالين الحرارية لخلق سحابة حرارية بعيدة عنها تضمن بها كسر قفل الصاروخ على حرارة محركاتها الكبيرة
أما البالونات الصغيرة التي نتطلق بالواحدة من المقاتلات الصغيرة فهي نوع آخر ولكن لها نفس الهدف(ونفس التركيب تقريبا وهي مركبات غير مستقرة للمغنيسيوم والفسفور) وتختلف في طبيعة إخراجه لأن حرارة المقاتلة أقل من الطائرات الكبيرة ذات المحركات الضخمة
ولأن المقاتلة لها قدرة مناورة عالية تستطيع إستخدامها بجانب هذه المشاعل لكسر قفل الصاروخ ولأن عدد هذه المشاعل محدود على المقاتلات
ولكل هذه الأسباب تخرج هذه المشاعل منفصلة بشكل منفرد ومتتابع ، وأحيانا تستخدم المقاتلات البوالين الحرارية الخاصة بها في مهمات عملياتية مثل إطلاقها على إرتفاع منخفض فوق أراضي مزروعة بالمحاصيل لحرقها أو لإثارة الرعب بين جنود العدو الذين قد لا يعرفون الوظيفة الأساسية لهذه المشاعل أو البوالين الحرارية
البوالين الحرارية تقلل من نسبة دقة الإصابة لأنها تعتمد على تشويش الصاروخ ولكن لا تمنعها نهائيا ، ولا يوجد صاروخ لا يتأثر نهائيا بالبوالين الحرارية .. مهما كان نوعه أو نوعها ولكن التأثر يكون متفاوت لأن الصواريخ الحديثة لديها قدرات جيدة مثل الصواريخ الراداريه (التي لا يمتلكها الإرهابيون) كلها لا تأثر عليها البوالين الحرارية ...
والصواريخ الحرارية الجديدة (المتطورة) التي تلحق الحرارة تحسب سرعة الهدف لأن البالون يسقط سقوط حر يعني أن سرعته مهملة مقارنة بسرعة الهدف ومهارة الطيار في المناورة هنا تلعب الدور لأن هذه صواريخ تلحق أكتر من تردد
ومهما كان الصاروخ الحراري حديثاً ومتطوراً ، فإن الصاروخ الحراري أو الصاروخ الذي يوجه بتقنية (آي-أر) هو الصاروخ لاموجه بالإشعة تحت الحمراء وهو يلاحق الحرارة ، وفي حالة الطائرات المقاتلة إذا قامت الطائرة بمناورة مدروسة واطلقت بوالين حرارية فمن الممكن أن يتجه الصاروخ إلى البالون الحراري وتفلت الطائرة من الصاروخ !
القوى الجوية السورية ليست مجبرة على إستخدام الطيران الحربي النفاث لأنها تمتلك مروحيات هجومية قاتلة ومرعبة !!
##########################
من الطبيعي أن يصور الإرهابيون أن الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي النفاث ، وذالك لإيهام المتابعين للأحداث أنهم بكل هذه القوة الهائلة التي تستدعي وتستوجب إستخدام الميغ ! والحقيقة ان بعض المشاهد التي عرضت لطائرات نفاثة حربية سورية ليست بالأساس من نوع ميغ !!
بل هي طائرات صغيرة إستطلاعية وإلا فإنها لو كانت بالفعل من نوع ميغ أو من الأنواع النفاثة لما إستطاعت كميرات التصوير إلتقاط صورتها نظراً للسرعة الهائلة التي تفوق جدار الصوت
ما تستخدمه القوى الجوية السورية هو مروحيات "هلكوبتر فقط" للدعم الناري ، فقد أستلمت سورية الدفعة الاولى من الحوامات الروسية الهجومية " ميل مي 28 ن ي " وهي تعد الاحدث في العالم من الناحية القتالية والمناورة ومزودة بصواريخ جو-جو و جو-أرض وصواريخ من الجيل الجديد التي لايمكن للبوالين الحرارية التشويش على مسارها نحو الهدف في حال الإشتباك الجوي على سبيل المثال
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعربت عن قلقها من هذه الخطوة الروسية في مواصلة تسليح الجيش العربي السوري وارسال مروحيات هجومية روسية الى سوريا، معتبرة على لسان وزير خارجيتها هيلاري كلينتون أن ذلك سيصعّد الصراع في البلاد ، وهذا دليل قاطع أنه لا داعي للطيران الحربي النفاث لمواجهة بضعة مرتزقة لا أهمية لهم ميدانياً وعسكرياً
فيديو هام يرجى المتابعة
##############
أستعرض لكم في نهاية هذه المقالة فيديو لمناورة جوية بين طائرتين الأولى نوع (إف 15) ، والثانية نوع (سوخوي 27) الموجودة في القوى الجوية السورية .. يبين لنا الفيديو معركة جوية بين الطائرتين وكيفية إطلاق البوالين الحرارية لتفادي الصواريخ الحرارية ، الأف 15 باللون الرمادي والسوخوي بالألوان المموهة ، اتمنى ان يعجبكم
بقلم البنت السورية الدكتورة حنان نورا الحايك
بوخارست رومانيا 2012/09/17