مصادر خاصة – لندن – 20 ديسمبر 2011 – نقل أحد مصادر النظام الحاكم في سوريا عن مسؤول أمني في دمشق أمس استياءه بخصوص المبالغ التي خصصت لبعض الصحافيين الأجانب لاستخدامهم لاختراق معاقل الثوار في جبل الزاوية، حيث قال أن أكثر من نصف المبلغ (حوالي 42 ألف دولار) ذهب إلى جيب أحد مصادرهم في أوروبا، الذي قام بالتنسيق مع صحافيين من الجنسيتين الإسبانية والإيرلندية ليتواصلوا مع الجيش السوري الحر والثوار داخل سوريا لتأمين حمايتهم ودخولهم عبر الحدود مع تركيا، حيث قال أن هذا الشخص وهو سوري مقيم في بلجيكا، كان يعمل في قناة الأورينت المعارضة للنظام السوري، ويعمل مع جهات أمنية سورية.
وقد ذكر المصدر أن المنسق المقيم في بلجيكا تعهد بترتيب اتفاق مع صحافيين من إسبانيا وإيرلندا مقابل مبلغ 75 ألف دولار، ليقوموا بالتواصل مع الثوار في محافظة إدلب، والدخول بحماية الثوار إلى معاقلهم في جبل الزاوية.
كما أفاد المصدر أن العميل المزدوج قد قام فعلا بالتواصل مع بعض الشخصيات الإعلامية الأوروبية، إلى أن توصل إلى اتفاق مع كل من الصحفية الإيرلندية (مارثا مالكلوخلين) من صحيفة “صندي وورلد” الإيرلندية، و الصحفي الإسباني (دانييل إيريارتيه)، مراسل صحيفة “إي بي سي” الإسبانية، وهي تعتبر أهم الصحف الإسبانية من حيث العراقة والثالثة في إسبانيا من حيث التوزيع والانتشار، الذي بالفعل حضر إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي بعد تنسيق مع الجيش السوري الحر، لكن (من ناحية أخرى) بعلم الجهات الأمنية السورية.
وقد تجول الصحفي الإسباني تحت حماية الثوار ومعه آخرين في مناطق عدة في جبل الزاوية، ومنها قرية إبلين.
قام “إيريارتيه” بتقديم المعلومات التي حصل عليها حول الثوار والجش السوري الحر، إلى الجهات الأمنية السورية، والتي تضمنت أدلة مصورة ودامغة حول وجود ليبيين من تنظيم “القاعدة” على الأراضي السورية وتحديداً في محافظة إدلب “منطقة جبل الزاوية”، كما قدم لهم الكثير من المعلومات التي تخص القدرات العسكرية للثوار وأنواع السلاح الذي يمتلكونه وكميات السلاح ووصفاً للعديد من مناطق تجمعهم وتدريبهم مع الصور ولقطات الفيديو، وكذلك للمخابيء التي يستخدمونها، وطرق عبورهم من تركيا إلى سوريا بعيداً عن أعين حرس الحدود السوريين، بالإضافة إلى معلومات حول تواصلهم مع القوات التركية وطرق تزودهم بالسلاح والمال ووسائل التواصل والدعم اللوجستي، كما زودهم بمعلومات دقيقة حول الثوار الليبيين وأعدادهم وأسماء العديد منهم، وعن أماكن تواجدهم على الجانب التركي بانتظار الظروف المواتية لعبور الحدود للانضمام إلى الثوار السوريين.
نتيجة لهذه المعلومات الوفيرة، قامت القوات السورية في جبل الزاوية، خلال الأيام الثلاثة الماضية بتوجيه ضربات موجعة للثوار في عدة مناطق في نطاق قرى عين البيضا وخربة الجوز وبداما والجانودية على مدى يومين حيث قتل حوالي 200 من الثوار معظمهم من الليبيين الذي حاولوا عبور الحدود، كما قامت القوات السورية اليوم بتوجيه ضربة موجعة للثوار بالقرب من قريتي كنصفرة وكفر عويد حيث قتل 72 من الثوار وجرح واعتقل آخرون.
وكان “إيريارتيه” قد نشر تقريراً في صحيفته الإسبانية “ABC” تضمّن الكثير من التفاصيل، ما اعتبر دولياً أول دليل موثق يدعم ادعاءآت النظام السوري بوجود مقاتلين من تنظيم القاعدة على الأراضي السورية.
وقد أورد “إيريارتيه” في تقريره أنه التقى مع ثلاثة مسلحين ليبيين من العاملين مع “عبد الحكيم بلحاج”، رئيس المجلس العسكري في طرابلس، وأن هناك عشرات آخرين غيرهم تمكنوا من دخول سوريا للعمل مع ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر”، وكشف إيريارتيه أن أحد هؤلاء الثلاثة هو المهدي حاراتي قائد” لواء طرابلس” في ليبيا، المشكل من قبل المسلحين الأصوليين التابعين لتنظيم”القاعدة” في شمال أفريقيا. أما المسلح الليبي الثاني فهو آدم كيكلي الذي قال للصحفي الإسباني إنه” كان يعمل مع عبد الحكيم بلحاج منذ عشرين عاما في بريطانيا”، وأما الشخص الثالث فعرّف عن نفسه باسم ” فؤاد” ، وهو حارس شخصي لهما، ونقل الصحفي الإسباني عن المقاتلين الثلاثة قولهم إنهم جاؤوا “لتقويم حاجات” المجاهدين السوريين. ويلفت الصحفي الإسباني الانتباه إلى أن الثلاثة، لاسيما “المهدي حاراتي” كانوا على رأس المجموعة التي دربها خبراء قطريون ولعبت دوراً أساسيا في عملية “تحرير” العاصمة الليبية من قوات القذافي.
يشار في هذا السياق إلى أمرين في غاية الأهمية:
أولهما ـ هو أن قناة”الجزيرة” كانت بثت يوم أمس شريطا يظهر مقاتلين من عناصر “القاعدة” في “جبل الزاوية” ، لكنها تجنبت وصفهم بذلك، وتعمدت تسميتهم بـ” مقاتلي الجيش السوري الحر”..! وبحسب مصادر مختلفة ، فإن قناة”الجزيرة” إنما أرادت في هذه المرحلة تجنب الإشارة إلى الخلفية الأصولية لهؤلاء المقاتلين، رغم أن عددا من الصحف الغربية، أشارت إلى أن “الجيش السوري الحر” ليس في واقع الحال سوى واجهة مزيفة تحتشد خلفها أشكال مختلفة من المنظمات الأصولية، بما في ذلك “مقاتلو جماعة الأخوان المسلمين السورية”، وفق ما أكده مصدر رسمي فرنسي قبل شهرين لصحيفة “لوفيغارو”.
وثانيهما ـ هو أن الشرطة الإيرلندية كانت كشفت الشهر الماضي أن المهدي حاراتي، الذي يحمل الجنسية الإيرلندية أيضاً، هو عميل لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وكان يتولى نقل الأموال منها إلى مسلحي”القاعدة” في ليبيا. وجاء هذا الاكتشاف بمحض المصادفة حين قام “لصوص” بمداهمة منزله في العاصمة الإيرلندية “دبلن” خلال تواجده في ليبيا، حيث سرقوا أكثر من ربع مليون يورو كان يحتفظ بها في منزله. ولدى التحقيق معه ومع زوجته، اعترفا بأنه احتفظ بهذه الأموال لنفسه من أصل مبلغ مالي ضخم كلفته وكالة المخابرات المركزية الأميركية بنقله إلى ليبيا لتمويل الأصوليين الذي يقاتلون ضد نظام القذافي..! وهذا حسب تقرير صحيفة “صندي وورلد” الإيرلندية.
وتجدر الإشارة هنا إلى ما كانت قد كشفته صحيفة “تلغراف” البريطانية في 27 من الشهر الماضي عن أن “عبد الحكيم بلحاج” توجه سرا إلى ليبيا، بتكليف من رئيس “المجلس الوطني الليبي” مصطفى عبد الجليل، للاجتماع مع قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد من أجل بحث احتياجاته من الأموال والمسلحين والتدريب في ضوء الاتفاق الذي أبرمه برهان غليون مع الحكومة الليبية الجديدة خلال زيارته إليها برفقة نائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، فاروق طيفور، وعضو المجلس الانتقالي السوري رضوان زيادة..!
تبقى الإشارة أخيراً إلى أن الجهات الأمنية السورية قد نجحت نجاحاً باهراً في اختراق تنظيم الثوار في جبل الزاوية عبر توظيفها للصحافييين العالميين لاستقصاء المعلومات حول الثوار وتسليحهم وأعدادهم وتدريباتهم وأماكن تجمعهم دون أن تخسر عميلاً واحداً من عملائها.
فريق العمل في القناة الاعلامية للبنت السورية!
22/كانون الأول/2011
وقد ذكر المصدر أن المنسق المقيم في بلجيكا تعهد بترتيب اتفاق مع صحافيين من إسبانيا وإيرلندا مقابل مبلغ 75 ألف دولار، ليقوموا بالتواصل مع الثوار في محافظة إدلب، والدخول بحماية الثوار إلى معاقلهم في جبل الزاوية.
كما أفاد المصدر أن العميل المزدوج قد قام فعلا بالتواصل مع بعض الشخصيات الإعلامية الأوروبية، إلى أن توصل إلى اتفاق مع كل من الصحفية الإيرلندية (مارثا مالكلوخلين) من صحيفة “صندي وورلد” الإيرلندية، و الصحفي الإسباني (دانييل إيريارتيه)، مراسل صحيفة “إي بي سي” الإسبانية، وهي تعتبر أهم الصحف الإسبانية من حيث العراقة والثالثة في إسبانيا من حيث التوزيع والانتشار، الذي بالفعل حضر إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي بعد تنسيق مع الجيش السوري الحر، لكن (من ناحية أخرى) بعلم الجهات الأمنية السورية.
وقد تجول الصحفي الإسباني تحت حماية الثوار ومعه آخرين في مناطق عدة في جبل الزاوية، ومنها قرية إبلين.
قام “إيريارتيه” بتقديم المعلومات التي حصل عليها حول الثوار والجش السوري الحر، إلى الجهات الأمنية السورية، والتي تضمنت أدلة مصورة ودامغة حول وجود ليبيين من تنظيم “القاعدة” على الأراضي السورية وتحديداً في محافظة إدلب “منطقة جبل الزاوية”، كما قدم لهم الكثير من المعلومات التي تخص القدرات العسكرية للثوار وأنواع السلاح الذي يمتلكونه وكميات السلاح ووصفاً للعديد من مناطق تجمعهم وتدريبهم مع الصور ولقطات الفيديو، وكذلك للمخابيء التي يستخدمونها، وطرق عبورهم من تركيا إلى سوريا بعيداً عن أعين حرس الحدود السوريين، بالإضافة إلى معلومات حول تواصلهم مع القوات التركية وطرق تزودهم بالسلاح والمال ووسائل التواصل والدعم اللوجستي، كما زودهم بمعلومات دقيقة حول الثوار الليبيين وأعدادهم وأسماء العديد منهم، وعن أماكن تواجدهم على الجانب التركي بانتظار الظروف المواتية لعبور الحدود للانضمام إلى الثوار السوريين.
نتيجة لهذه المعلومات الوفيرة، قامت القوات السورية في جبل الزاوية، خلال الأيام الثلاثة الماضية بتوجيه ضربات موجعة للثوار في عدة مناطق في نطاق قرى عين البيضا وخربة الجوز وبداما والجانودية على مدى يومين حيث قتل حوالي 200 من الثوار معظمهم من الليبيين الذي حاولوا عبور الحدود، كما قامت القوات السورية اليوم بتوجيه ضربة موجعة للثوار بالقرب من قريتي كنصفرة وكفر عويد حيث قتل 72 من الثوار وجرح واعتقل آخرون.
وكان “إيريارتيه” قد نشر تقريراً في صحيفته الإسبانية “ABC” تضمّن الكثير من التفاصيل، ما اعتبر دولياً أول دليل موثق يدعم ادعاءآت النظام السوري بوجود مقاتلين من تنظيم القاعدة على الأراضي السورية.
وقد أورد “إيريارتيه” في تقريره أنه التقى مع ثلاثة مسلحين ليبيين من العاملين مع “عبد الحكيم بلحاج”، رئيس المجلس العسكري في طرابلس، وأن هناك عشرات آخرين غيرهم تمكنوا من دخول سوريا للعمل مع ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر”، وكشف إيريارتيه أن أحد هؤلاء الثلاثة هو المهدي حاراتي قائد” لواء طرابلس” في ليبيا، المشكل من قبل المسلحين الأصوليين التابعين لتنظيم”القاعدة” في شمال أفريقيا. أما المسلح الليبي الثاني فهو آدم كيكلي الذي قال للصحفي الإسباني إنه” كان يعمل مع عبد الحكيم بلحاج منذ عشرين عاما في بريطانيا”، وأما الشخص الثالث فعرّف عن نفسه باسم ” فؤاد” ، وهو حارس شخصي لهما، ونقل الصحفي الإسباني عن المقاتلين الثلاثة قولهم إنهم جاؤوا “لتقويم حاجات” المجاهدين السوريين. ويلفت الصحفي الإسباني الانتباه إلى أن الثلاثة، لاسيما “المهدي حاراتي” كانوا على رأس المجموعة التي دربها خبراء قطريون ولعبت دوراً أساسيا في عملية “تحرير” العاصمة الليبية من قوات القذافي.
يشار في هذا السياق إلى أمرين في غاية الأهمية:
أولهما ـ هو أن قناة”الجزيرة” كانت بثت يوم أمس شريطا يظهر مقاتلين من عناصر “القاعدة” في “جبل الزاوية” ، لكنها تجنبت وصفهم بذلك، وتعمدت تسميتهم بـ” مقاتلي الجيش السوري الحر”..! وبحسب مصادر مختلفة ، فإن قناة”الجزيرة” إنما أرادت في هذه المرحلة تجنب الإشارة إلى الخلفية الأصولية لهؤلاء المقاتلين، رغم أن عددا من الصحف الغربية، أشارت إلى أن “الجيش السوري الحر” ليس في واقع الحال سوى واجهة مزيفة تحتشد خلفها أشكال مختلفة من المنظمات الأصولية، بما في ذلك “مقاتلو جماعة الأخوان المسلمين السورية”، وفق ما أكده مصدر رسمي فرنسي قبل شهرين لصحيفة “لوفيغارو”.
وثانيهما ـ هو أن الشرطة الإيرلندية كانت كشفت الشهر الماضي أن المهدي حاراتي، الذي يحمل الجنسية الإيرلندية أيضاً، هو عميل لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وكان يتولى نقل الأموال منها إلى مسلحي”القاعدة” في ليبيا. وجاء هذا الاكتشاف بمحض المصادفة حين قام “لصوص” بمداهمة منزله في العاصمة الإيرلندية “دبلن” خلال تواجده في ليبيا، حيث سرقوا أكثر من ربع مليون يورو كان يحتفظ بها في منزله. ولدى التحقيق معه ومع زوجته، اعترفا بأنه احتفظ بهذه الأموال لنفسه من أصل مبلغ مالي ضخم كلفته وكالة المخابرات المركزية الأميركية بنقله إلى ليبيا لتمويل الأصوليين الذي يقاتلون ضد نظام القذافي..! وهذا حسب تقرير صحيفة “صندي وورلد” الإيرلندية.
وتجدر الإشارة هنا إلى ما كانت قد كشفته صحيفة “تلغراف” البريطانية في 27 من الشهر الماضي عن أن “عبد الحكيم بلحاج” توجه سرا إلى ليبيا، بتكليف من رئيس “المجلس الوطني الليبي” مصطفى عبد الجليل، للاجتماع مع قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد من أجل بحث احتياجاته من الأموال والمسلحين والتدريب في ضوء الاتفاق الذي أبرمه برهان غليون مع الحكومة الليبية الجديدة خلال زيارته إليها برفقة نائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، فاروق طيفور، وعضو المجلس الانتقالي السوري رضوان زيادة..!
تبقى الإشارة أخيراً إلى أن الجهات الأمنية السورية قد نجحت نجاحاً باهراً في اختراق تنظيم الثوار في جبل الزاوية عبر توظيفها للصحافييين العالميين لاستقصاء المعلومات حول الثوار وتسليحهم وأعدادهم وتدريباتهم وأماكن تجمعهم دون أن تخسر عميلاً واحداً من عملائها.
فريق العمل في القناة الاعلامية للبنت السورية!
22/كانون الأول/2011