السيد نصر الله: سورية صامدة وستصمد ولا أحد يستطيع إسقاطها عسكريا ومن معها سيبقى والطريق إلى القدس من مناطقها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/07/11
##################################
جدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التأكيد على وجوب إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وأن تتوقف كل الدول التي تعمل على إشعال النار فيها مخاطبا من يريد إسقاط سورية عسكريا بالقول لن تستطيع فهي صامدة وستصمد ومن معها سيبقى معها.
وشدد السيد نصر الله خلال كلمة له اليوم إحياء ليوم القدس العالمي على أن طريق القدس يمر من المناطق السورية وأنه إذا ذهبت سورية ذهبت فلسطين موضحا أن “إسرائيل” ترى أن كل ما يجرى حولها يخدم مصالحها.. وزعماءها عبروا عن ارتياحهم لما يجرى في سورية وأن المشروع التكفيري الذى يرعاه بعض النظام العربي غير معني بفلسطين ولا بالقدس وهو يخدم “إسرائيل” بالمطلق.
وقال السيد نصر الله “إن “إسرائيل” ترى أن كل ما يجري حولها يخدم مصالحها وعبر قادتها الذين اجتمعوا في هرتزيليا عن ارتياحهم لما تعانيه سورية من حرب ودمار وقتال.. وبمعزل عن النتيجة التي ستنتهي إليها سورية هم الان مسرورون بما يجري فعليا” موضحا أن ارتياح الاسرائيليين جاء لأن سورية كدولة أساسية في محور المقاومة والرافضة للاستسلام والهيمنة الأمريكية وشروط التسوية الإسرائيلية لفلسطين وللمنطقة تعاني الآن وتضعف وتدمر.
وقال السيد نصر الله “في سورية يجب ايجاد حل سياسي ويجب أن تتوقف كل الدول التي تعمل على إشعال النار فيها من خلال المال والسلاح وتهريب المسلحين ومن خلال الإعلام والتحريض ومنع السوريين من التلاقي والحوار” مضيفا “في قناعتي ومعلوماتي إذا وضعتم المقاتلين الاجانب في سورية جانبا وسألتم السوريين حتى من هم في المعارضة المسلحة بعد كل هذه التطورات فإنهم في قناعاتهم الداخلية وضمائرهم يريدون الحل لبلدهم ويعرفون أن الحل الوحيد هو السياسي لكن هناك من يمنع الحل السياسي ويوجد دليل وبرهان”.
وأكد السيد نصر الله ضرورة استعادة سورية عافيتها وموقعها وقال “البعض ما زال مصرا على مواصلة المغامرة الخاطئة ويستعجل بظنه سقوط سورية وهذه الأوهام ذاتها موجودة منذ خمسة أعوام وهم يعدون الأيام والأسابيع ونقول لهم.. لا تعدوا واسمعوني جيدا فأنا اعرف وانتم تعرفون ولكن هناك أناسا يتعجلون والواضح ان المشهد تغير بصمود الجيش السوري والقوات الشعبية في مواجهة الحملات الكبرى في درعا وفي السويداء والحسكة وحلب وسهل الغاب والآن بدأت تستعيد زمام المبادرة في الزبداني وفي محيط تدمر.. من يريد إسقاط سورية عسكريا أقول له لن تسقط وعليك أن تخوض حربا طويلة لن توصلك إلى هدفك”.
وتابع “سورية صامدة وستصمد ومن معها سيبقى معها ونحن كنا معها واليوم معها وسنبقى معها”.
وقال الأمين العام لحزب الله “نحن مع المطالب الشعبية المحقة في سورية ومع الإصلاحات والحل السياسي ولكننا لسنا مع تدمير سورية ولا تدمير الدولة ولا تحطيم جيشها ولا سيطرة الجماعات التكفيرية عليها.. هذا من أجل سورية ولبنان وفلسطين.. وعندما نقاتل في سورية نقاتل تحت الشمس ودون أن نخفي وجودنا في أي مكان ولذلك اليوم كل شهيد يسقط لنا ومنا في سورية ونشيعه هنا في لبنان بكل اعتزاز هو شهيد من أجل سورية المقاومة ومن أجل لبنان وفلسطين وشعوب المنطقة والأمة”.
وأضاف السيد نصر الله “طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني وحمص وحلب ودرعا والسويداء والحسكة لأنه إذا ذهبت سورية ذهبت فلسطين وضاعت القدس”.
واستغرب السيد نصر الله أن تصل “الوقاحة” بالإسرائيليين إلى حد “الدعوة إلى تحالف إسرائيلي عربي في مواجهة الإرهاب” لافتا إلى أن “إسرائيل” تقدم كل أشكال الدعم لـ “جبهة النصرة” والتنظيمات المسلحة التكفيرية التي تهدد كل السوريين.
وتابع “إسرائيل التي هي أم الإرهاب والكيان الذي انشأته منظمات إرهابية والدولة الموجودة التي ماهيتها إرهاب وطبيعتها إرهاب.. تقدم نفسها محاربا للإرهاب.. إسرائيل قبل عام فقط ارتكبت أبشع جرائم حرب في غزة والتقارير الدولية التي لطالما جاملتها لم تستطع هذه المرة أن تخفي الحقيقة.. كم قتلت من أطفال ونساء ودمرت من بيوت وسفكت من دماء المدنيين في غزة ثم تقدم نفسها بأنها تريد أن تكون جزءا من محور محاربة الإرهاب.. هذه قمة الوقاحة”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “إسرائيل تعبر عن سعادتها بالحروب المنتشرة في كل المنطقة وتعمل وتساعد بواسطة مخابراتها وبأشكال مختلفة على تسعير هذه الحروب وللأسف دخلت الكثير من الدول في هذه المصيبة” محذرا مما يحضر الآن للجزائر ومؤكدا في الوقت ذاته أن الإرهاب التكفيري الموجود هو من أشد المحن التي تواجهها الأمة.
ورأى السيد نصر الله أن حركات المقاومة في المنطقة لم تصل إلى المرحلة التي تمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل بل تمثل تهديدا استراتيجيا وأن “إسرائيل تعتبر الدولة الوحيدة اليوم على وجه الكرة الأرضية التي تشكل تهديدا وجوديا لها هي إيران لذلك تحرض كل العالم والعرب عليها” مبينا أن “إسرائيل تعلم علم اليقين أن النظام الرسمي العربي باعها فلسطين وشعبها والقدس”.
وتساءل السيد نصر الله “لو جزءا بسيطا من مليارات الدولارات التي تنفق في الحرب على سورية واليمن والعراق وقمع الناس أنفقت على غزة ألم تكن غزة في وضع معقول” مضيفا “لم أهل غزة متروكون.. لأن هناك قرارا رسميا عربيا بأن تباع فلسطين ولأن إسرائيل تعلم ايضا ان المشروع التكفيري الذي يرعاه بعض النظام العربي غير معني أساسا بفلسطين ولا بالقدس وأن معركته في مكان اخر وأن هذا المشروع التكفيري يخدم إسرائيل بالمطلق ويدمر لها دون تعب سورية والعراق ويساعدها على تدمير اليمن ويثير الفتنة المذهبية والطائفية في عموم المسلمين والمسيحيين ويمزق الأمة وكل نسيج وطني في كل بلد من بلداننا”.
وفي موضوع اليمن لفت الأمين العام لحزب الله إلى أن “إسرائيل” تعبر عن سعادتها لما يجري من عدوان سعودي أمريكي على اليمن وعن تضامنها مع السعودية مضيفا.. “يتحدث مسؤولو إسرائيل عن لزوم إقامة شراكة استراتيجية مع السعودية ودول الاعتدال العربي لمنع التهديد الآتي من اليمن لأن هناك أشخاصا ينظرون إلى اليمن بعيون ومن زوايا مختلفة لكن هناك عينا إسرائيلية تقول إنه إذا استقل اليمن وأصبح سيدا حرا مستقلا خاضعا لإرادة شعبه فحكما سيكون مقاوما وجزءا من محور المقاومة وسيكون تهديدا استراتيجيا لإسرائيل.. والحرب على اليمن اليوم هي أكبر خدمة تقدمها السعودية لإسرائيل وكل من يقرأ في استراتيجيات المنطقة والعسكر والاقتصاد والأمن والسياسة يفهم هذا”.
ودعا السيد نصر الله إلى وقف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن مجددا إدانته واستنكاره وقال “أما آن للنظام السعودي أن يدرك أن حربه على اليمن باتت بلا أفق وأنه أعجز من أن يقهر إرادة الشعب اليمني وأن رهانه على جماعاته في الداخل ليس له نتيجة سوى المزيد من سفك الدماء وأن تواصل القصف الجوي لن يسقط إرادة هذا الشعب المصر على الاستقلال والحرية والسيادة والعيش بكرامة”.
كما جدد الأمين العام لحزب الله إدانته للتفجيرات في القديح والدمام بالسعودية محذرا من خطورتها وأدان تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت مشيدا بموقف أمير الكويت وحكومتها ومجلس أمتها والقوى السياسية والاجتماعية وتعاطيهم مع الحدث.
وفي الموضوع الداخلي اللبناني عبر السيد نصر الله عن اعتقاده بأنه “كان هناك قراءة خاطئة عند بعض الجهات السياسية المعنية في لبنان” مؤكدا أن للعماد ميشال عون مطالب محقة وأن حلفاءه لم يتركوه كما أن عون لم يطلب من حزب الله المشاركة في المظاهرات لأنه يتفهم طبيعة المسؤوليات التي يتحملها الحزب في هذه المرحلة.
وقال الأمين العام لحزب الله “مع إدراكنا لصعوبة انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الظروف الحالية يجب أن يبقى هذا الأمر أولوية الجميع ويجب التفاهم على آلية حاسمة وواضحة لعمل مجلس الوزراء الحالي نظرا للظرف الاستثنائي في غياب رئيس الجمهورية ولا أحد يريد تعطيل الحكومة أو إسقاطها ولكن الجميع يريدها أن تعمل بشكل صحيح وضمن الدستور والاليات الدستورية والقوانين وبما يعزز الشراكة ونحن في حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة مع عمل مجلس النواب وندعو إلى فتح دورة استثنائية للمجلس”.
ودعا السيد نصر الله إلى “حوار جدي” وقال “نحن لن نتخلى عن أي من حلفائنا وعن التيار الوطني الحر وخياراتنا للحفاظ على هذا التحالف مفتوحة لذلك الأجدى الذهاب إلى حوار ولبنان بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الحفاظ على سلمه الأهلي واستقراره السياسي ومؤسساته الدستورية وعيشه الواحد المشترك ولا مجال فيه للإقصاء ولا للإلغاء”.
وتوجه الأمين العام لحزب الله “إلى المسلمين والمسيحيين والعرب والفلسطينيين وحركات المقاومة والمساندين والمؤيدين للقضية الفلسطينية” بالقول “لا يستطيع أي أحد أن يكون مع فلسطين إلا إذا كان مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإذا كان عدوا لها فهو عدو لفلسطين والقدس” معتبرا أنها الأمل الوحيد المتبقي لاستعادة فلسطين والقدس لأنها تساند وتدعم شعوب وحركات المقاومة في المنطقة وفي مقدمها الشعب الفلسطيني لافتا في الوقت ذاته إلى أنه إذا اقترب أحد ليمد يد العون إلى فلسطين والقدس يعملون على تحويله إلى عدو.
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/07/11