نعومكين: واشنطن لا تمتلك استراتيجية واضحة في محاربة داعش ولن تنتصر
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/06/25
##################################
انتقد فيتالي نعومكين رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة تجاه التنظيمات الارهابية وقال إن الولايات المتحدة أدلت بدلوها بمساهمتها في مساعدة ما يسمى ب “التنظيمات المعتدلة” وذلك برفضها ضم هذه التنظيمات إلى قائمة الإرهابيين.
وقال نعومكين في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية “أرغومينتي يفاكتي” إن ما يسمى بـ “التنظيمات الاسلامية المعتدلة” ليست أفضل من المتطرفين في تنظيم “داعش” الإرهابي بالرغم من أنها ربما لا تقطع الرؤوس ولا تحرق الناس أحياء ولكنها تغرس طريقة الحياة ذاتها في النفوس وتنشر الكراهية ذاتها ضد كل ما لا يتناسب مع أفكارها مضيفا: “إن ما قامت به واشنطن هو بطبيعة الحال صفقة مع الشيطان ونحن نعرف إلى ما انتهت إليه لعبة الأمريكيين مع طالبان في أفغانستان” واصفا تصنيف اللصوص إلى “سيئين” و”جيدين” بالأمر الخطير للغاية.
وأشار نعومكين الى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل تهديدا خطيرا بالنسبة لروسيا منوها بالتضحيات التي يقدمها الجيش العربي السوري وقوات الحشد الشعبي في العراق والمقاومة الوطنية اللبنانية في حزب الله لمحاربة التنظيم الارهابي.
وبشأن القصف الامريكي لتنظيم “داعش” قال نعومكين “إن الامريكيين يحاولون العمل ضمن أطر محددة ولكنهم بهذه الطريقة لن يتمكنوا أبدا من تحقيق النصر على “داعش” لأنهم لا يملكون استراتيجية واضحة في محاربته”.
ودعا رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إلى إقامة تحالف وتعاون وتنسيق دولي لاستئصال هذا الورم الخبيث عبر الجهود المشتركة مشيرا الى ان البلدان الغربية ما زالت لا تريد التعاون حتى مع أولئك الذين يكافحون حقا هذا الوباء مثل الحكومة السورية بذاتها بل على العكس من ذلك تقوم هذه البلدان بدعم المعارضين مدعية أنهم “إسلاميون جيدون” ولكنها سترى فيما بعد أن هؤلاء الجيدين أصبحوا في خندق واحد مع تنظيم “داعش” الإرهابي.
ورأى نعومكين أن أنصار تنظيم “داعش” في تزايد مستمر وأن قاعدته الإيديولوجية والعسكرية والمالية تتوسع من عام لآخر موضحا أن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من خمسة وعشرين ألف مسلح أجنبي في صفوف “داعش” ينتمون إلى جنسيات مختلفة ومنهم التونسيون والعديد من ممثلي الشتات الشيشاني الذين تروى عنهم أساطير البطش والإجرام وهم لم يأتوا من الشيشان بل قدموا من تركيا وجورجيا أو من الدول الأوروبية مثل ألمانيا والنمسا وغيرها.
وأضاف نعومكين “إن /داعش/ يقوم بذبح أتباع كل الديانات والطوائف ويدمر المعالم الدينية والثقافية ولا تقتصر أعماله على تدنيس الأماكن المقدسة المسيحية بل وتطول المقدسات الإسلامية التي حسب رأي قادته لا تتفق مع شرائع الإسلام لذا إن “داعش” متطابق مع النازية الهتلرية في إيديولوجيا كره البشر الآخرين ولكن على خلفية دينية وهذا ما يجعله تنظيما ظلاميا متوحشا يمثل شكلا من صراع الحضارات ونموذجا جديدا للدولة والمجتمع الذي يقوده متوحشون يخدمهم في هذه المهمة خبراء مختصون في كل مجالات الحياة ومستفيدا في ذلك من تجربة كل الحركات الجهادية في العالم الإسلامي”.
وأشار رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إلى أن التطرف الديني الظلامي لا يقتصر على /داعش/ فقط وإنما هناك تنظيمات ارهابية أخرى على غراره مثل /جبهة النصرة/ في سورية وبوكو حرام في نيجيريا ولكن /داعش/ بمفرده تمكن من ضم تنظيمات مختلفة في العالم الإسلامي.
ولفت نعومكين الى حقيقة يمكن تلمسها في العراق الذي جاءه الأمريكيون في العام/2003/ واحتلوه لمدة عشر سنوات ولم يتمكنوا خلالها من حماية وضمان سلامة السكان المسيحيين وهجرة أكثر من/4ر1/ مليون مسيحي واليوم لا يزيد عدد من بقي منهم عن أربعمئة ألف مواطن كما غادر كثير من المسيحيين كل من مصر وسورية أما في الأراضي التي يسيطر عليها /داعش/ تصبح حياتهم لا تطاق وإن أقدم أربع كنائس مسيحية في الشرق الأوسط مهددة بفقدان أبرشياتها ولن يكون في المنطقة من يرتاد كنائسها.
ورأى نعومكين أن الإرهابيين لن يقدموا على محاربة روسيا لأنهم سيغمسون بدمائهم ولكن خطر ارتكاب عمليات إرهابية ضدها حقيقي جدا لأن /داعش/ استعارت من تنظيم القاعدة تكتيك “الذئاب المنفردة” بتحفيز بعض الأفراد في جميع أنحاء العالم لتنفيذ هجمات وفق أوامر تأتيهم.
وأعرب نعومكين عن أمله في أن تكون وكالات الاستخبارات الروسية قادرة على السيطرة على كل أولئك الذين سيعودون من صفوف /داعش/ إلى روسيا مشددا أن من الضروري أيضا منع خروج المتطرفين إلى الشرق الأوسط والعمل للحيلولة دون انتشار تأثير /داعش/ على الدول الجارة لروسيا في آسيا الوسطى.
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/06/25