في محراب الشهادة.. شهداء كتبوا بدمائهم مستقبل سورية ليحيا أبناء الوطن بالخير والأمان
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/05/06
##################################
في محراب الشهادة تقف الكلمات عاجزة عن وصف بعض فضائل الشهداء.. فالتضحيات كبيرة والأهداف سامية.. كبيرة بمعانيها وأهميتها لأنها تبدأ من الوطن وتنتهي إليه لهذا يتسابق الرجال الأبطال لنيل هذه المنزلة الكبيرة في التضحية والفداء ليحيا أبناء الوطن بالخير والأمن والأمان
وفي كل قرية وبلدةٍ من سورية الحبيبة حكاية بطولة وقصة من قصص المجد خطها الأبطال من أبناء وطننا.. وقرية الربيعة التي تشمخ رابضة في ريف محافظة حماة التي قدمت حتى الآن أكثر من مئات الأبطال بين شهيد ومفقود وجريح كغيرها من قرى سورية التي اعتلت صهوة المجد
من القرية الصغيرة يُرسَم النهجُ الكبير, فالولدُ على طريق أبيه.. الشهيد نعيم الطريف وذاكرة ماء العاصي لا تنسى دمه الممتزج بها.. وولده جعفر أيضاً ارتقى إلى المكان الأفضل للأبد
سمير.. رجب.. وحسين بلول.. ثلاثةٌ في التعداد وواحدٌ في قلب أمهم وفي الوطن, شهداء تزفهم الأم بتضحية المنتصر, تاركين أطفالاً على درب الوفاء والصمود
بصلابة جبال سورية يقف الأب مفتخراً ” الموت ولا الهزيمة” كان شعار ولدي الشهيد جمال عوض, ففي شهادته قصة بطولة نادرة حيث أبى الاستسلام وفجر نفسه بمجموعة الغدر والحقد التي اعترضت طريقه فارتقى إلى مقام عليين وهم ذهبوا إلى بئس مصيرهم
حكاية أخرى من حِكايات القرية العظيمة.. ثلاثة أشهر فقط بين موعدِ ارتقاء الشهيد البطل محمد يوسف اليونس في معرة النعمان بإدلب وولدهُ حميد في داريا بريف دمشق.. الروح في السماء والأرض ماتزال تنتظر جثمانيهما الطاهرين
هنا في سورية نخدم الوطن حباً وطوعاً ولو لم يُلزِمنا.. الشهيد جمال تياس وحيدُ أمهِ حمى ابتسامتها وطلب الشهادة فنالها ليبقى الوطن وفقط الوطن
أمتنا التي قدمت على مدى التاريخ قوافل الشهداء ثمناً لحرية الوطن وكرامة الأمة تعيش اليوم حرباً تستهدف وجوه الدولة ومقوماتها وتسعى لتدمير الحياة بها.. لكن هيهات أن يحقق الأعداء أحلامهم العدوانية.. فرجال الجيش العربي السوري لهم بالمرصاد بتضحياتهم التي تثمر ناراً على أعداء الوطن ونوراً يضيء سماء سورية صاحبة الكرامة وعنوان السيادة
الشهداء الأبطال ضحوا بأرواحهم لننعم بالأمن والأمان وتبقى سورية عزيزة شامخة
##################################
وتطل علينا ذكرى السادس من أيار عيد الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم في سبيل عزة وكرامة سورية المتجددة اليوم مع كل قطرة دم طاهرة تروي أرض وطننا ومع كل شهيد جديد يرتقي إلى العلا دفاعا عن ارض الوطن في وجه أعتى حرب إرهابية كونية لتنعم الأجيال المقبلة بحياة آمنة ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع بلدنا
في عيد الشهداء ننحني إجلالا أمام عظمة عطاءاتهم وتضحياتهم و”أملنا جميعا بمستقبل مشرق بفضل بطولاتهم ” كما يقول عيسى حسن والد لثلاثة شهداء
ويروى والد الشهداء الثلاثة تفاصيل استشهاد أولاده بكلمات ممزوجة بالفخروالعزة فيقول.. ابني عبد الكريم استشهد في جوبر وهو يواجه الارهابيين وسليمان متزوج ولديه طفل لم تره عينه حيث استشهد في درعا دفاعا عن أرضنا الطاهرة أما الشهيد علي فقد ارتقى شهيدا في جبل الزاوية بإدلب
ويتابع حسن: ” لم يتأخر علي عن زملائه فقطع إجازته والتحق بمهمته وخلال أقل من شهر اتصل بزوجته وقال لها.. أظن أنني لن أعود إلى المنزل وأعرف أنك قادرة على الاهتمام بأولادنا وبأهلي فكان له ماأراد ونال شرف الشهادة”
“مستقبل سورية وامنها وعزتها خطوط حمر غير قابلة للنقاش” هذا ما اكده هيثم حاتم والد الشهيدين يعقوب وسعد ويقول.. لقد دفعت باولادي الاربعة إلى الالتحاق بصفوف جيشنا الباسل دفاعا عن أرض سورية فاستشهد يعقوب في نهاية عام2013 وسعد في العاشر من شباط عام 2015
ولفت حاتم إلى أن ابنه سعد كان معفى من خدمة العلم لكنه إثر الالتحاق بصفوف الجيش للذود عن حياض الوطن كباقي أبناء سورية الشرفاء وكان يردد دائما “لا أستطيع الاستمرار بعيدا عن رفاقي وهم على الجبهات يواجهون الإرهاب اخي استشهد وسأذهب إلى جواره”
وأكد والد الشهيدين يعقوب وسعد أن سورية تستحق منا كل التضحية والفداء قائلا.. “نحن أبناؤها ويجب علينا أن نضحي في سبيل عزتها وكرامتها وأي تضحية هي قليلة في سبيل طهارة هذا البلد”
وبينما تتذكر سرور سلوم أخت الشهيدين شهاب الدين وابراهيم سلوم آخر اتصال لها مع شهاب الذي استشهد في حلب خلال تصدي قواتنا الباسلة للإرهابيين هناك وتقول.. “حاول أن يطمئنا ويخفي حقيقة وضعه وبرر غيابه المحتمل بعدم وجود تغطية للاتصالات” ويخفف حزن سرور على فقدان أخيها ابراهيم قصص بطولاته التي يرويها أصدقاؤه
وتستعيد هبة صافي أخت الشهيدين حسن ويحيى مشاعر اللحظة التي سمعت بها نبأ استشهاد يحيى الذي قضت معه أجمل أيام حياتها قائلة.. “كان يكلمنا باستمرار ويطمئنا عن أحواله وأنه بمكان آمن وصحته جيدة وفي إحدى المرات أخبرناه أن صديقه استشهد ما زاد من اندفاعه وإصراره على تنفيذ المهمات بجدارة وبسالة رغم مرضه”
وتشير صافي إلى أن استشهاد أخيها حسن جاء بعد اسبوعين من ذكرى اربعين يحيى عندما “تقدم مع رفاقه لصد هجوم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في دوما بريف دمشق فأصيب برصاصة في كتفه وتابع القتال حتى اخر قطرة من دمه” مبينة أن رصاصات الغدر التي اخترقت جسده هي وسام الشرف للأسرة
وإيمانا بعظمة الشهداء ونبل تضحياتهم صمم الفنان أحمد خليل نصبا تذكاريا للشهداء وضع في مدخل مدينة الدريكيش بطرطوس تكريما لهم ويقول خليل.. “مع كل اسم كتبته على النصب شعرت بالفخر والعزة لان شهداء الوطن هم فخر البلاد لانهم قدموا أنفسهم في سبيل كرامة سورية واستقلالها وعلينا تخليد هؤلاء الأبطال لتسير الأجيال القادمة على خطاهم في الدفاع عن وطننا وأرضنا”
يودع أبو علي ومعه آباء كثر أولادهم شهداء على أمل أن يكونوا طريق سورية نحو الأمن والاستقرار وقد تختلف التفاصيل ولكن يتشابه العطاء وتنحني الهامات أمام كبرياء أسرهم فتحية لأرواحكم الطاهرة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/05/06
