في يوم اليتيم..تأمين احتياجات الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/04/03
##################################
أربع سنوات من عمر الأزمة التي تمر فيها سورية كانت كافية لتترك آثارها على جميع فئات المجتمع ومن بينهم الأطفال الأيتام وفاقدو الرعاية الوالدية على اختلاف حالاتهم فبالرغم من أشكال الرعاية السائدة لهم تبدو مسألة إعادة النظر بالقوانين الحالية وآليات الحاقهم بالمراكز وإحداث مؤسسات جديدة تعنى بهم وتأهيل الجمعيات الأهلية أمراً ملحاً تفرضه الظروف الحالية
إن تلبية حاجات الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية والأيتام لا يعتبر اليوم ترفاً أخلاقياً وإنما مطلب قانوني واجتماعي محق لهم بما يضمن كفالة حقوقهم وتنشئتهم سلوكياً وأخلاقياً ومنع استغلالهم وجعلهم أفرادا فاعلين في بناء الوطن والمجتمع
وفي يوم اليتيم العربي الذي يصادف الجمعة الأولى من شهر نيسان من كل عام كان لزاماً التأكيد على حقوق هذه الشريحة المهمة التي وإن حظيت باهتمام المجتمع انطلاقاً من الأرث الأخلاقي والتكافل الاجتماعي إلا أن حيثيات الواقع والظروف التي تمر بها تقتضي سن قوانين ملزمة ورادعة تضمن رعايتها على أكمل وجه وتعزز حضورها ككل أبناء المجتمع
وإنطلاقا من واجباتها في حماية هذه الشريحة وجهودها للإرتقاء بواقعها أجرت وزارة الشؤون الاجتماعية مؤخرا تقييما لواقع مؤسسات الرعاية القائمة والبالغ عددها نحو 35 مؤسسة للوقوف على احتياجاتها المادية والعينية والتدريبية والخدماتية وفق مديرة الخدمات في الوزارة ميساء ابراهيم إضافة إلى إعداد مسودة مشروع قانون خاص بالرعاية البديلة من خلال لجنة وطنية تضم ممثلين عن جميع الجهات المعنية والهدف هو إيجاد البيئة المناسبة لإعادة تهيئتهم صحيا ونفسيا وضمان مستقبلهم في التعلم والحياة
وتشير مديرة مجمع لحن الحياة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية ندى الغبرة إلى أن المجمع وبالشراكة مع جمعية صندوق الرجاء استطاع رعاية 138 طفلا من مجهولي النسب حيث يلقون عناية ورعاية تعليمية مكنتهم من التميز دراسيا ورياضيا موضحة أن المجمع مصمم على نظام البيوت حيث تقيم فيه أم لمجموعة أولاد ومزود بملاعب ومكتبة وقاعة عرض سينمائية ومسرح وغيرها بما يحقق الرعاية اللازمة لهم
وفي هذا الإطار يقول مدير التوجيه والإرشاد في وزارة الأوقاف الدكتور زكريا الخولي إن وزارة الاوقاف لم تأل جهدا في رعاية الأيتام وتقديم الدعم النفسي والصحي والتعليمي لهم وتنمية مواهبهم الادبية والموسيقية وذلك من خلال داري الأمان للذكور والإناث مؤكدا ضرورة تفعيل صندوق الزكاة بالشكل المطلوب لأهميته البالغة في تقديم الدعم المادي لليتامى وخاصة أن الكثير من اسرهم لا يستفيد من مراكز الرعاية الموجودة
ووفق مسؤولة التكفل المحلي في جمعية قرى الأطفال إس أو إس بان تميم فإن عدد الأطفال الذين يتلقون الرعاية الوالدية بلغ نحو /200/ طفل من الولادة إلى عمر 23 عاما بينهم 140 طفلاً دون الرابعة عشرة وتؤكد تميم “حرص الجمعية على رعاية الأطفال ضمن جو أسري سليم يشعرهم بالأمان النفسي والاستقرار الاجتماعي” من خلال وجود الأم البديلة الراعية للأطفال الموجودين في بيوت تابعة للجمعية
وتعمل بعض الجمعيات على تقديم ما يسمى “الكفالة الخارجية لليتم” من خلال تخصيص أسر الأيتام برواتب شهرية وفق رئيس مجلس ادارة جمعية حماية الطفل الدكتور مصطفى مغمومة الذي يوضح أن الجمعية لديها 4200 طفل تقدم لكل منهم ثلاثة آلاف ليرة شهريا اضافة إلى سلة غذائية وعلاج طبي وجراحي في حال الحاجة لذلك
وفي السياق ذاته تعمل جمعية القديس غريغوريوس الأرثوذكسي لتربية الأيتام ورعاية المسنين بدمشق التي تأسست عام 1912 على رعاية الأيتام من خلال منحهم إقامة دائمة داخلية في حال فقدهم لأحد والديهم أو كليهما معا والكلام للدكتور جوزيف زيتون مدير الميتم في الجمعية الذي يشير إلى أن جميع الأطفال يحصلون على رعاية كاملة ابتداء من سن الحضانة وحتى المرحلة الجامعية
إن الأزمة الراهنة في سورية والتي لا يزال عدد من دول العالم والدول الإقليمية يصر على استمرارها تستدعي حشد الطاقات والجهود الوطنية وتسخيرها لرعاية الأطفال الذين فقدوا ذويهم نتيجة الإرهاب بعيداً عن النداءات الفارغة التي تطلقها بين الحين والآخر دول ومنظمات ساهمت في سفك دماء السوريين
كما أن مقاربة احتياجات هؤلاء ورعايتهم وتوفير سبل حمايتهم من الضياع والتشرد المحتمل وتهيئة البيئة القانونية والاجتماعية والاقتصادية والظروف الملائمة لتنمية قدراتهم وتمكينهم في أسرهم تجعل منهم أشخاصا منتجين وفاعلين لهم شأنهم في مستقبل وطن تكالبت عليه قوى الشر والظلام
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/04/03
