في ذكرى ثورة آذار.. سورية أكثر تمسكا بمبادئها وتواصل مواجهتها لقوى الجهل والتخلف والظلامية مهما تعددت وجوهها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/08
##################################
شكلت ثورة الثامن من آذار المجيدة التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي منعطفا حاسما في تاريخ سورية وفجرا وانبعاثا حقيقيين على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية
وتؤكد كل المعطيات والوقائع أن ما حققته سورية من تقدم وتطور على مدى السنوات الاثنتين والخمسين الماضية ما كان ليتم لولا الإنجازات التي حققتها ثورة الثامن من آذار في بناء القاعدة المادية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية على مستوى الوطن وعلى مختلف الصعد وخاصة بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد فأعادت لحزب البعث العربي الاشتراكي ألقه وجماهيريته وأصالته القومية واكتسبت الثورة بفضلها قوة ومنعة وقدرة أكبر على النمو والعطاء وبذلك كبرت انجازاتها وتعززت مسيرتها وكانت الحركة التصحيحية المباركة حصنا وقوة لا تلين لثورة آذار
ويمكن في هذا السياق الاشارة إلى أن هذه الثورة كانت بحق ثورة العمال والفلاحين والمثقفين ضد قوى الاستبداد والافقار متمثلة بالإقطاع والبرجوازية التي سخرت مقدرات الوطن لخدمة مصالحها الخاصة وعملت على نشر الجهل والتخلف لإبقاء سورية خارج دورها الأساسي كرقم صعب في معادلة المنطقة وحامل للواء مواجهة كل المشاريع الاستعمارية التقسيمية التي تستهدفها
ونجحت الثورة في تحقيق نهوض تنموي شامل في كل المجالات الأمر الذي حقق تنمية متوازنة شاملة جعلت من سورية دولة متمدنة قوية تعتمد على قدراتها الذاتية وثرواتها لإدارة شؤونها ما أعطى قرارها الوطني استقلالا تاما لا يتأثر بأي شكل من الأشكال بالضغوط الخارجية التي مارستها وتمارسها الدول الاستعمارية للسيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب وهذا كان من الأسباب الحقيقية لصمود سورية شعبا وجيشا في مواجهة المؤامرة الإرهابية التي تتعرض لها منذ أربع سنوات وحتى اليوم
كما عملت الثورة وبشكل خاص بعد قيام الحركة التصحيحية على إعداد البنية التحتية الأساسية لبناء أجيال شابة واعية ومؤمنة بقضايا وطنها وقادرة على مواجهة الجهل ومقارعة كل ما يحاك له من مؤامرات من خلال نشر التعليم وتوسيع قاعدته لتشمل كل السوريين عبر بناء المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والبحثية لتكون سورية إحدى الدول الرائدة في المجال التعليمي والثقافي والفكري
ويشكل بناء جيشنا العقائدي الذي يخوض اليوم أشرف المعارك وأشرسها ضد العدوان الإرهابي المدعوم أمريكيا وغربيا وصهيونيا ومن ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان الحاكم في تركيا أبرز ما أنجزته ثورة الثامن من آذار حيث عملت وبعد قيام الحركة التصحيحية المباركة على تأمين القدرة القتالية العالية لقواتنا المسلحة ودعمت الانضباط العسكري ورفعت الروح المعنوية لدى المقاتلين عبر غرس قيم الإيمان بالوطن والنضال والتضحية من أجل تحقيق أهدافه وتثبيت التمسك بعدالة قضيتنا في صراعنا مع العدو الصهيوني وأتباعه في المنطقة
وفي هذا السياق كانت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد عام 1973 ضد العدو الإسرائيلي الدليل على أن بناء هذا الجيش العقائدي يؤتي ثماره ويحقق نتائجه في الطريق لتحقيق كل الأهداف في تحرير الأرض المحتلة والدفاع عن الوطن في وجه كل الطامعين والحاقدين والمتآمرين
وإن كانت الثورة حققت انجازات ضخمة على مختلف الصعد الداخلية فإنها استطاعت أيضا أن تكرس دور سورية الأساسي والفاعل في محيطها العربي والعالمي لتصبح إحدى مقومات أمن المنطقة واستقرارها والداعمة الأولى لكل حركات التحرر والمقاومة فيها وهو ما جعلها هدفا للتآمر من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية في المنطقة
ولعل ما تشهده سورية منذ أربع سنوات وحتى الآن يشكل التجلي الأخطر لهذا التآمر حيث تواصل قوى الجهل والتخلف والظلامية التي لطالما واجهها شعبنا عدوانها على بلدنا ولكن بأشكال وتسميات جديدة من خلال تنظيمات ومجموعات إرهابية تكفيرية حاقدة على كل ما له صلة بحضارة سورية وتقدمها وتطورها مدعومة بقوى الاستعمار القديم والجديد وأصحاب الاحلام العثمانية الآفلة وأدواتهم من الرجعية العربية
وعلى الرغم من ذلك تواصل سورية شعبا وجيشا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد صمودها الاسطوري في مواجهة كل ما تتعرض له من عدوان وحروب إرهابية وهي أكثر إصرارا على التمسك بمبادئها التي وضعت أسسها ثورة الثامن من آذار المجيدة وكرست انجازاتها تضحيات جيشنا الباسل وشعبنا الأبي وصولا إلى تحقيق الانتصار على كل هؤلاء المتآمرين والحاقدين والطامعين
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/03/08