أوباما يقر بضرورة وحدة العالم لمواجهة الإرهاب.. ويتهرب من المسؤولية عن انتشاره
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/02/20
##################################
بات الرئيس الأمريكي باراك اوباما يعترف بضرورة وحدة العالم في مواجهة الإرهاب وضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية دون هوادة حسب وصفه وذلك بسبب التهديدات التي يسببها الإرهاب للأمن العالمي ككل
دعوة أوباما هذه جاءت خلال كلمة له في مؤتمر لمكافحة الإرهاب في واشنطن لكن اللافت ان أوباما أقر بضرورة مكافحة الارهاب غير ان آلياته لذلك لا تبدو مقنعة اذ ان ادارته أعلنت اليوم انها بصدد تدريب نحو 1200 ممن تسميهم “معارضة معتدلة” أثبتت التجارب على الارض انهم ملتصقون تماما بـ “جبهة النصرة وتنظيم داعش” الإرهابيين باعتراف السفير الامريكي السابق في سورية روبرت فورد الذي قال هؤلاء مرتبطون بالجهاديين ومفككون وليسوا موضع ثقة
ولم يجد اوباما ما يبرر به فشل سياساته تجاه مكافحة الارهاب سوى القاء اللوم على الانظمة السياسية والاقتصادية في العالم الثالث وتحميلها المسؤولية عن انتشار ظاهرة الارهاب التكفيري الذي يعد نتيجة كارثية لسياسات الغرب القائمة على تصدير الديمقراطية والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة
وقال أوباما يجب ان نواجه المظالم السياسية التي يستغلها المتطرفون
وكانت أمريكا وراء إسقاط الانظمة الشرعية في ليبيا ومصر وتونس واليمن والعراق وحاولت تكرار ذلك في سورية وكل هذه الاماكن تشير الى ان النتيجة الوحيدة لتدخل واشنطن بذريعة الديمقراطية هي الارهاب والتطرف واليوم تبدو الحاجة ماسة لاعادة النظر بالسياسات الامريكية قبل أي شيء آخر
واتكأ اوباما على الازمة في سورية ليلقي اللوم على الدولة السورية التي باتت الدولة الاولى في العالم في محاربة الارهاب ومع ذلك فان اوباما اعتبر ان هذه الدولة مسؤولة عن انتشار التطرف في المنطقة لسبب واحد فقط انها لم تعط سيادتها لواشنطن ورفضت التفاوض مع الارهابيين وتسليمهم السلطة كما حصل في ليبيا ومصر والذي كانت نتائجه كارثية
واشار اوباما الى ضرورة مكافحة مصادر تمويل وتجنيد الارهابيين والحد من قدرتهم على التنقل عبر تنسيق الجهود وهو بذلك لم يضف جديدا اذ ان قرارات مجلس الأمن الدولي واخرها القرار 2199 دعا الى ذلك لكن اوباما لم يتطرق للمسؤولية الدولية في الزام الدول بتطبيق القرار وخاصة تركيا التي تعتبر بوابة الارهاب ومموله الاول عبر شراء النفط والاعضاء البشرية منه
واتخذ اوباما دور الداعية وناشد رجال الدين للاطلاع بدور توجيهي تعريفي لكن لم يحدد أي رجال دين اولئك الذين يجب ان يقوموا بهذا الدور هل هم رجال الدين في السعودية الوهابية أو تركيا الاخوانية الذين يشكلون الخزان البشري لتنظيمي “داعش والنصرة” وممولهما الرئيس باثبات الوثائق والتقارير الاستخباراتية والاعلامية
وما يثير الشك في كلام أوباما انه تحدث عن اتفاق 60 دولة قال أنها تشكل قوام التحالف الذي تقوده بلاده لمحاربة الارهاب للقضاء على تنظيم “داعش” وتعميق التعاون في مواجهة المقاتلين الأجانب بتكثيف جهودنا بالتصدي للمقاتلين الذين يتوجهون إلى سورية ومع ذلك يستمر تدفق الارهابيين الى سورية والعراق دون أي تراجع في حين ينجح التحالف الذي تقوده واشنطن في نزع جنسية الارهابيين الاجانب لتوطينهم خارج دوله فقط
واعترف اوباما ان التنظيمات الارهابية مثل “داعش والقاعدة والنصرة” تستغل فكرة صراع الحضارات للترويج لنفسها وتقول في دعايتها ان الغرب وأمريكا يخوضان حربا ضد المسلمين وإن الغرب يسعى إلى فرض سيطرته وهيمنته على المسلمين وهذه النظرية هي الأساس التي تبني التنظيمات عليها أعمالها وتبرر بموجبها أعمال عنفها والإرهاب ما يشكل اقرارا بان السياسة الغربية الفاشلة والمتسلطة وازدواجية المعايير تشكل مبررا تستند إليه التنظيمات الإرهابية وليس كما تدعي واشنطن بأن الأنظمة السياسية في المنطقة هي السبب
وأضاف أوباما من الواضح أن هناك تاريخا معقدا بين الشرق الأوسط والغرب وما من أحد منا محصن ضد الانتقادات ولكن فكرة الحرب بين الغرب والإسلام هي تلفيق وكذب
ويشير الكثير من المتابعين للشان الدولي الى ان السياسة الغربية المبنية على نظريتي صراعي الحضارات ونهاية التاريخ التي تبناها صناع القرار في واشنطن عقب انهيار الاتحاد السوفييتي كانت وراء انتشار التطرف في العالم بسبب التدخلات العسكرية الامريكية في مناطق العالم بدءا من افغانستان والعراق وليبيا والصومال والسودان ويوغسلافيا السابقة ما جعل التنظيمات المتطرفة تجد بيئة مناسبة تنشر فيها أفكارها وتدعي أنها نصيرة الشعوب ضد ظلم أمريكا والغرب الرأسمالي
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/02/20