خبراء: تدفق غير مسبوق للإرهابيين إلى سورية منذ بدء غارات التحالف ضد داعش
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/02/13
##################################
يجمع العديد من الخبراء والمراقبين حتى الغربيين منهم على أن غارات ما يسمى بالتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية منذ أيلول الماضي لن تؤدي في حال من الأحوال إلى القضاء على هذا التنظيم المتطرف بل يذهبون أبعد من ذلك ويؤكدون بأن تلك الغارات شكلت حافزا إضافيا للإرهابيين من شتى أنحاء العالم للتسل إلى سورية والعراق تحت مسمى “الجهاد” وهذا ما تدركه واشنطن التي تحاول احتواء خطر هذا التنظيم المتطرف وليس القضاء عليه
وكان نيكولاس راسموسن مدير مركز مكافحة الإرهاب أكد في مداخلة أمام لجنة في مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع أن عدد الإرهابيين الأجانب الذين يتوجهون إلى سورية يتزايد بشكل غير مسبوق وأن هذا التوجه “واضح ومخيف” مقدرا “بأكثر من عشرين ألفا” عدد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي قادمين من تسعين بلدا بينهم 150 إرهابيا أمريكيا
من الواضح أن حملة القصف الجوي التي يشنها التحالف ضد أماكن يتواجد فيها تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية لم تنجح في وقف حركة تدفق الإرهابيين القادمين من شتى أصقاع الأرض الى سورية والعراق والتسلل خصوصا عبر الأراضي التركية بدعم فاضح من النظام التركي لارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية بحق الشعب السوري والعراقي وشعوب المنطقة تحت عناوين واهية
ويشدد العديد من الخبراء على أن حملة التحالف ضد داعش الإرهابي كان لها أهداف عكسية وفقا لما أكده خبير الحركات الجهادية “رومان كاييه” من بيروت ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية “إن حملة الغارات تولد حماسة لفكرة مواجهة الولايات المتحدة على أمل خوض عملية برية في نهاية المطاف”
ورأى كاييه أن تنظيم داعش الإرهابي “له مئات آلاف المؤيدين على أقل تقدير في العالم العربي..وهم يعتبرون أن دولتهم تتعرض لهجوم وأن من واجبهم المشاركة في الدفاع عنها تحت عنوان الجهاد الدفاعي”
وكان المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن أكد في السابع من كانون الثاني الماضي أنه لا يعتقد بان الرئيس باراك أوباما يعتزم إبادة داعش حينما تعهد بتدمير هذه الجماعة الإرهابية” ورغم أن الجنرال الن لم يفصح عما تريده واشنطن اذن من تحالفها المزعوم ضد “داعش” إلا أن تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين تشير بشكل جلي إلى أن الهدف ليس القضاء على داعش إنما احتواء خطورة هذا التنظيم الذي نشأ بدعم وتحت أعين الاستخبارات الأمريكية والغربية في المنطقة لتحقيق مصالحهم فيها عبر القضاء على قدرات شعوبها وتفتيت جيوشها
وفي هذا السياق يؤكد جان بيار فيليو الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس وفق مانقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية إن “الولايات المتحدة اعتمدت منذ هجمات 11 ايلول نهجا لمكافحة الإرهاب يعتمد على عدد المجندين وليس على تدفق المقاتلين” في إشارة إلى أن واشنطن لا تضع في حسبانها نهجا شاملا لمكافحة الإرهاب كما تدعي بل تقليم اظافر هذا الارهاب عندما يقترب من الخطوط الامريكية الحمراء بدليل أنها لاتقف برهة أمام تدفق آلاف الإرهابيين من شتى أصقاع العالم إلى سورية والعراق عبر الأراضي التركية دون أدنى ضغط على النظام التركي
وقال فيليو “لقد أثنوا على القضاء على الف جهادي منذ بدء حملة القصف لكنهم لم يواجهوا الاتساع المدهش لحملة التجنيد الذي سيثيره في العالم بأسره”
بدوره يبين أرون لوند الخبير في معهد كارنيغي الأمريكي أن الحملة الأمريكية جعلت من تنظيم “داعش” الإرهابي يتصدر عناوين الأخبار العالمية وبالتالي أن يحل محل تنظيم القاعدة ويكتسب المزيد من الدعوات ووسائل التجنيد في صفوف التنظيم الإرهابي المتطرف عبر العالم بحجة مواجهة أمريكا
في المحصلة فإن غارات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” وكما يراها المراقبون هي ليست حملة للقضاء على التنظيم المتطرف بل من أجل رسم الخطوط الحمراء لتوسع هذا التنظيم وفقا للمصالح الأمريكية في المنطقة بدليل ازدياد تدفق الإرهابيين الأجانب عبر تركيا بدعم من النظام التركي إلى سورية والعراق منذ بدء غارات التحالف في آب الماضي باعتراف المسؤولين الأمريكيين رغم الادعاء الأمريكي والغربي بحظر نشاط الإرهابيين في دولهم الأصلية إلا أن الوقائع تثبت عكس ذلك وتشير بوضوح إلى استمرار الدعم الغربي والأمريكي والدول الإقليمية للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وعلى رأسها تنظيم “داعش”
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/02/13