عندما يكون "الإرهاب" وسيلة لتحقيق أهداف سياسية
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/01/18
##################################
حتى وقت قريب لم يكن الغرب يعترف بوجود مقاتلين اوروبيين وغربيين يقاتلون في سوريا والعراق الى جانب تنظيمات تكفيرية ارهابية مثل "داعش" و "نصرة" واخواتهما ، واقصى ما كان يقال عن عدد هؤلاء المقاتلين لا يتجاوز بضع مئات ، تمكنوا من التسلل بطريقة ما الى سوريا ، الا انه وبعد الهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة ، قفز عدد المقاتلين الاوروبيين في سوريا الى الالاف باعتراف الاوروبيين انفسه
ففي اول تصريح له بعد الهجوم على "شارلي ايبدو" اعلن مدير منظمة الشرطة الأوروبية "يوروبول" : ان هناك نحو 5 آلاف أوروبي انضموا للقتال في سوريا ، وباتوا يشكلون خطرا كبيرا على اوروبا ، كما كشف عن نقله 60 خيط معلومات مخابرات عاجلة إلى الشرطة الفرنسية بعد الهجمات التي تعرضت لها
واعتبر روب وينرايت في كلمة له امام لجنة برلمانية بريطانية ، تهديد هؤلاء المقاتلين الاوروبيين بانه أخطر تهديد إرهابي تواجهه أوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر / ايلول 2001 ، مؤكدا على ان منظمته جمعت قاعدة بيانات 2500 مشتبه بهم ، محذرا في الوقت نفسه من خطر الخلايا النائمة، مشيرا إلى أن المهاجمين اللذين نفذا الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" ، الأخوان شريف وسعيد كواشي سافرا الى اليمن في عام 2011 للتدريب
اعترافات وينرايت بوجود 5 الاف مقاتل اوروبي في سوريا ، وان كانت متأخرة الا انها قيلت تحت ضغط التهديد الذي يشكله هؤلاء المقاتلون على البلدان الاوروبية ، لاسيما بعد هجمات باريس ، ولولا وجود هذا التهديد لكانت اوروبا ما زالت تنكر وجود مثل هذا العدد الكبير من المقاتلين ، فالخطر بالنسبة لاوروبا ليس الارهاب بحد ذاته ، بل المكان الذي تنفذ فيه العمليات الارهابية ، فالحكومات الاوروبية لم تحرك ساكنا ازاء الارهاب الذي يضرب سوريا والعراق منذ اربع سنوات ، رغم تحذير الحكومتين السورية والعراقية من وجود مقاتلين اوروبيين ، بين الارهابيين ، الا ان الحكومات الاوروبية اقامت الدنيا بعد هجمات باريس ، واخذت تطالب العالم اجمع بمحاربة الارهاب ، لا لكونه ارهابا ، بل لكونه ضرب في اوروبا
تصريحات واينرايت ، كشفت ايضا حجم التورط الاوروبي في الارهاب الذي يضرب سوريا منذ اربع سنوات ، فليس من السهل قبول فكرة انتقال هذا الجيش الجرار من الارهابيين من البلدان الاوروبية الى سوريا عبر تركيا ، البلد العضو في الناتو والمرشح للدخول الى الاتحاد الاوروبي ، دون ان تكون لهذه الدول اي معلومات عن الجهة التي يتوجهون اليها ، وهي دول منضوية في اتحاد قوي متماسك وترتبط امنيا وعسكريا
ان تجربة السنوات الاربع الماضية اثبتت ان انتقال هؤلاء المقاتلين الى سوريا عبر تركيا تم بعلم وحتى دعم مخابرات اوروبية ، كانت تتصور ان سقوط النظام في سوريا ليس الا مسألة وقت ، وللاسف ان فكرة سقوط النظام السوري قد روجت لها الاستخبارات التركية والسعودية والقطرية والاسرائيلية ، التي ساهمت في توريط اوروبا وحتى الغرب في المستنقع السوري
يبدو ان تاريخ الغرب مع الارهاب يعيد نفسه ، فبالامس قامت امريكا بتاسيس "القاعدة" بالتواطؤ مع السعودية وباكستان ، لاستخدامها ضد كل من يقف في وجه المشروع الامريكي في المنطقة ، وكذلك ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان ، الا ان عجلة الزمن دارت بسرعة فانقلب السحر على الساحر ، وعاد العرب الافغان الى بلدانهم فاخذوا ينهشوا بامنها ، كما حدث في السعودية وكما حدث في امريكا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001 ، واليوم تُعيد اوروبا لاسيما فرنسا ، خطا امريكا ، في سوريا ، حيث فتحت ابوابها امام كل من يريد القتال في سوريا ، بل وسهلت عملية الانتقال ، وغطت عليها ، الا ان السحر انقلب هذه المرة ايضا على الساحر ، فاخذ "الاوروبيون السوريون" ، يشكلون خطرا كبيرا على امن اوروبا
ان تجربة امريكا وباكستان والسعودية مع "القاعدة" وطالبان في افغانستان وتداعيات هذه التجربة ، وتجربة الغرب وتركيا والسعودية والكيان الصهيوني مع "داعش" و"النصرة" واخواتهما في سوريا ، اثتبتتا وبشكل لا يقبل الشك ، خطورة استخدام الارهاب كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية ، واثبتتا ايضا ان كل ما تعانيه منطقة الشرق الاوسط هو بسبب تدخل القوى الغربية وعلى راسها امريكا في شؤونها
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/01/18