"النصرة" إلى جيرة "داعش": الحجر الأسود منطلقاً لتهديد العاصمة؟
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/01/17
##################################
منذ إعلان «النصرة» نيتها الانسحاب من بلدة بيت سحم في الغوطة الشرقية باتجاه حي الحجر الأسود جنوب العاصمة، بدا الرابط بين التنظيم الذي يستكمل انسحابه من البلدة ومقاتلي «داعش» المرابطين في الحجر الأسود جلياً
تساؤلات عدة ترد إلى أذهان المتابعين لانسحاب «جبهة النصرة» من بيت سحم، الخطوة المباغتة التي أعلنها التنظيم لم تكن متوقعة بالنسبة حتى إلى الفصائل المسلحة المقاتلة على خطوط جنوب العاصمة
وفي التفاصيل، كان من المتوقع أن ينظم مقاتلو «النصرة» انسحابهم على ثلاث دفعات، غير أنه فضَّل الانسحاب سريعاً، وتسليم مقاره ومناطق وجوده السابقة إلى مسلحين محليين معظمهم من الأفراد المنسحبين من تشكيل «الجبهة الإسلامية»
وسيتولى بسام أبو حمزة، القائد الميداني السابق في «الجبهة»، عمليات التفاوض مع الحكومة السورية، لاستكمال مفاوضات المصالحة الوطنية في البلدة
وبالنسبة إلى ليلة انسحاب «النصرة» من بيت سحم، أفادت مصادر محلية في مخيم اليرموك عن قيام فصائل مسلحة «تتكل عليها داعش للقيام بعمليات داخل المخيم، بتأمين دخول عناصر النصرة المنسحبين من بيت سحم باتجاه شرقي اليرموك
وهذا ما جعل فصائل الجيش الحر الموجودة داخل الشارع الرئيسي للمخيم تستكين لعملية دخول مقاتلي النصرة، دون التعرض لهم»
وتتابع المصادر ذاتها: «الجيش الحر الآن في حالة استنفار دائمة. فالسائد بين مقاتليه على الأرض هو عزم داعش والنصرة على إقصائه والسيطرة على مواقعه في اليرموك»، ليصبح قوس «الحجر الأسود ــ اليرموك ــ شارع فلسطين» في قبضة التنظيمين المسلحين الأقوى على ساحة جنوب العاصمة
عسكرياً، تؤمن سيطرة التنظيمين على هذا المثلث تهديد مناطق عدة في جنوب دمشق، من بينها تبرز مناطق غربي التضامن وشارع الثلاثين وصولاً إلى منطقة البوابة
غير أن ذلك لا يعني استبعاد احتمال انضمام مقاتلي «الجيش الحر» إلى نفوذ التنظيمين من دون معركة واسعة النطاق في المخيم. في المقابل، تؤكد مصادر من داخل المعارضة المسلحة في المخيم أن احتمال العودة إلى بيت سحم «ما زال قائماً»، بانتظار أن «تتعزز قدرة ووحدة المقاتلين في المخيم، فضلاً عن أن الوقت كفيل بجب الخلافات التي جرت مؤخراً في بيت سحم وببيلا»
من جهته، يلفت مصدرٌ عسكري متابع لتطورات المشهد في جنوب العاصمة إلى أن «نفوذ المجموعات الإرهابية بدأ يتآكل ويتضاءل، حتى بدأت مجموعاتهم تحاول عبثاً توحيد قوتها وأعمالها الإجرامية. لكن ارتفاع مستوى الحقد الشعبي على تلك الأعمال أثبت أنه كفيلٌ بإجبار الإرهاب على التراجع»
ويعقب المصدر بأنّ «الجيش يفرد مساحات واسعة للمصالحة الوطنية، لكن تلك المصالحة تتم مع الأبرياء والمغرر بهم، لا مع النصرة ومثيلاتها من الفصائل الإجرامية... لذلك يعمل الجيش ليلاً نهاراً على تخليص المدنيين من تلك المجموعات»
إلى ذلك، وعقب انسحاب «النصرة» من بيت سحم، دخلت سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري إلى البلدة، ووزعت على مدار ثلاثة أيام مجموعات «الهلال» المساعدات المقدمة من المجموعة الدولية للصليب الأحمر، المتمثلة في ما يزيد على ثلاثة آلاف سلة غذائية، كافية لـ15 ألف شخص داخل البلدة
كذلك أعلنت المنظمة إدخال أكثر من 4000 ربطة خبز بشكلٍ مباشر للمواطنين. ولدى دخول قوافل المساعدات إلى بلدة ببيلا جنوب العاصمة، محمّلة بألف وجبة غذائية وألف ربطة خبز، اعتصم عدد من أهالي البلدة بالقرب من الحاجز الرئيسي فيها، رافعين شعارات تطالب بالمصالحة الوطنية والحوار ودخول المهجرين والإفراج عن المعتقلين من أبناء ببيلا
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2015/01/17